علم النحو ( نبذة تعريفية مختصرة )

علم النحو ( نبذة تعريفية مختصرة )

إنَّ الحمد الله نحمده ونستعينه وتستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.
ثم أمَّا بعد:

توطئة :

يعتبر علم النحو من اعظم علوم العربية قدرا ، وأعلاها شأنا ، وأكثرها تأثيرا في باقي العلوم ، واعتبره المؤرخ الشهير ابن خلدون أهم علوم اللسان العربي قاطبة ، أحببت أن اضع بين أيديكم نبذة تعريفية مختصرة جدا عن علم النحو ، ما هو وكيف نشأ ، وهي بالتأكيد لا تفي هذا العلم العظيم حقه .. لكنها نبذة تعريفية بمناسبة افتتاح قسم اللغة العربية .. على أمل أن نواصل المسير معا لتعريف الناس بعظمة هذا العلم وأهميته مع سائر علوم العربية خدمة لكتاب الله تعالى ...

ما هو النحو لغة :

جاء في المعجم الوسيط : النحو : القصد ، يقال نحوت نحوه ، قصدت قصده ، و المثل ، والمقدار ، والنوع ، والنحوي العالم بالنحو .ص 908 . باب النون .

ما هو اصطلاحا :

ويتضمن ذلك :

1 / تعريفه : وهو العلم بالقواعد التي يعرف بها أحكام أواخر الكلمات العربية في حال تركيبها من الاعراب والبناء وما يتبع ذلك .

2 / ثمرته : صيانة اللسان عن الخطأ في الكلام العربي ، وفهم القرآن والحديث النبوي فهما صحيحا .

3 / حكمه : وتعلمه فرض من فروض الكفاية ، وربما تعين تعلمه على واحد فصار فرض عين عليه . شرح مقدمة ابن اجروم لمحمد محيي الدين عبدالحميد . ص 7 .

وقال ابن جني معرفا اياه : النحو هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره كالتثنية، والجمع ، والتحقير والتكسير والإضافة والنسب، والتركيب، وغير ذلك . الخصائص ( 1 / 34) .

كيف نشأ علم النحو :

المشهور أن اول واضع لعلم النحو هو أبو الاسود الدؤلي ، بأمر من أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه فقال له: انحُ نحوَ هذا... فمن هذا أخذ اسم النحو، واختلفو في سبب ذلك ، قال القفطي في الانباه : فقد قيل ان ابا الاسود الدؤلي دخل على علي رضي الله عنه فرآه مطرقا مفكرا ،فقال له : فيم تفكر يا امير المؤمنين ؟قال علي رضي الله عنه : سمعت ببلدكم لحنا ، فأردت أن أصنع كتابا في أصول العربية .فقال : إن فعلت هذا فقد ابقيت فينا هذه اللغة العربية .

وقيل : من اسباب ذلك أن أبا الأسود الدؤلي مر برجل يقرأ القرآن فقرأ ( إن الله بريء من المشركين و رسوله ) , كان الرجل يقرأ ( رسوله ) مجرورة أي انها معطوفة على ( المشركين ) و هذا يغير المعنى ، لأن ( رسوله ) مرفوعة لانها معطوفة على لفظ الجلالة ( الله ) فقال ابو الاسود : ما ظننت أمر الناس آل الى هذا .

وقيل : أنه جاء الى زياد قوم فقالوا :أصلح الله الأمير ، توفي أبانا وترك بنون .فقال : توفي أبانا وترك بنون ! ادع لي ابا الاسود ، فقال : ضع للناس العربية .

وقيل انه استأذنه في وضع كتاب ، فنهاه فلما سمع بها أمره بوضعه .
انباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي ( 1 / 39 ، 40 ، 50 ) . والله أعلم بصحته .

تطور علم النحو

ثم تطور علم النحو بعد ذلك فنشأت مدارس نحوية وألفت كتب عظيمة تبين وتشرح وتفصل في اساليب العرب في الكلام ومعرفة اللغة الصحيحة من اللحن ، ومن أشهر هذه المدارس ، المدرستان الكوفية والبصرية و دار بينهما تنافس شديد ومناظرات مشهورة لعل من أشهرها المناظرة المعروفة بين الكسائي وسيبويه وهي الشهيرة بالزنبورية .

وهذه لمحة عن أشهر رجال هاتين المدرستين :

المدرسة البصرية :

1 / سيبويه ؛ أستاذه : الخليل - يونس بن حبيب – الأخفش الكبير - عيسى بن عمر من كتبه الكتاب وهو المصدر الأم في النحو سابقا وحاضرا .

2 / الأخفش الأوسط ؛ أستاذه : سيبويه ؛ من كتبه : المسائل الكبير .

3 / المازني ؛ أستاذه : الأخفش ؛ من كتبه : الديباج في جوامع كتاب سيبويه – الألف واللام .

4 / المبرد ؛ أستاذه : أبو عمر الجرمي – المازني ؛ من كتبه : المقتضب .

5 / الزجاج ؛ أستاذه : المبرد ؛ من كتبه : شرح أبيات سيبويه – ما ينصرف وما لا ينصرف .

6 / ابن السراج ؛ أستاذه : المبرد ؛ من كتبه : الأصول الكبير .

7 / السيرافي ؛ أستاذه : ابن السراج ؛ من كتبه : المدخل إلى الكتاب – أخبار النحاة البصريين .

المدرسة الكوفية :

1 / الكسائي أستاذه : أبو عمرو بن العلاء – يونس – الخليل – الأخفش من كتبه: مختصر النحو – الحدود في النحو – ما تلحن فيه العوام .

2 / هشام بن معاوية الضرير ؛ أستاذه : الكسائي ؛ من كتبه : الحدود – المختصر – القياس .

3 / الفراء ؛ أستاذه :الكسائي ؛ من كتبه : الكتاب الكبير - لغات القرآن .

4 / ثعلب ؛ أستاذه : تلاميذ الفراء ، كسلمة بن عاصم ؛ من كتبه : المجالس .

5 / الأنباري ؛ أستاذه : ثعلب ؛ من كتبه : الأضداد – الموضح في النحو .

وغير ذلك من المدارس كالبغدادية والمصرية ، ثم اشتد التأليف في هذا العلم غزارة وتنوعا ، فنظمت المتون وشرحت والتي لعل من أشهرها كتاب سيبويه في النحو و الفية ابن مالك في النحو وهي قصيدة في الف بيت وأكثر ، توالت عليها الشروح على مدار الأعصار .

ضرورة تعلم علم النحو :

مع أن الكثرة الكثيرة من الناس تشكو من درس النحو العربي، وما تعانيه من الكد في سبيل إتقانه وإقامة ألسنتها وأقلامها عليه، إلا أن هذا التأفف والمعاناة، لا محل لهما، ذلك لأننا لا نعرف لغة اهتم بها أهلها قدر ما لقيت العربية من اهتمام، ومنذ عصر الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، والعلماء يتتابعون واحدا في إثر واحد ومدرسة بعد مدرسة، في إنشاء النحو العربي وتطويره وتأصيله، حتى بلغ مرحلة من النضج العملي والوضوح النهجي لم يبلغها علم آخر.
فالنحو أساس ضروري لكل دراسة للحياة العربية، في الفقه والتفسير والأدب والفلسفة والتاريخ وغيرها من العلوم، لأنك لا تستطيع أن تدرك المقصود من نص لغوي دون معرفة بالنظام الذي تسير عليه هذه اللغة.

» ورقة تعريفية بالجمعية
» دروس مختصرة في العقيدة الإسلامية:
» ملخصات مختصرة لمادة الجغرافيا- مستوى السنة الثالثة (الدورة الأولى)
» ملخصات مختصرة لمادة التاريخ - مستوى السنة الثالثة (الدورة الأولى)
» ملخصات مختصرة لمادة التربية على المواطنة - مستوى السنة الثالثة (الدورة الأولى)

امتحانات جهوية موحدة (جميع المواد)

علم النحو ( نبذة تعريفية مختصرة )

علم النحو ( نبذة تعريفية مختصرة )

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة