صالح العلي أحد أعلام المقاومة الوطنية السورية ضد الاحتلال الفرنسي.
حياته الشخصية
ولد عام 1883ميلادية، والده الشيخ علي سلمان من قرية المريقب، أحد قرى منطقة الشيخ بدر حاليا في جبال الساحل السوري وهو شيخ ورجل دين وشاعر ومن مشائخ الجبل المعروفين. والدته حبابة ابنة الشيخ علي عيد من قرية بشراغي القريبة من مدينة جبلة، وهي سيدة متمكنة من اللغة والشعر ومشهود لها بحسن التدبير. إخوة الشيخ صالح العلي الذكور هم :1-الشيخ محمد كامل 2-الشيخ عبد اللطيف "وقد توفي شابا بعمر حوالي 12 عاما" 3- الشيخ عباس 4-الشيخ محمود. الذي عذب من قبل الافرنسيين في وقت لاحق. واخواته البنات هن : 1-السيدة شمسيه. 2-السيدة فاطمة. 3-السيدة خديجة. 4-السيدة آمنة. 5-السيدة جميلة.وللشيخ ثلاث بنات هن : 1- السيدة حفيظة 2-السيدة سعاد 3- السيدة سهام. وقد توفيت ابنته البكر فاطمة وهي بعمر الحادية عشر سنة 1927 بسبب السم كما يظن وتوفي له عدة اطفال ذكور صغار بالسم أو القتل وهم بعمر ايام, وقد توفي عن أربع زوجات.
بداياته
1- الحرب ضد الأتراك قام بالثورة بداية ضد العثمانيين ومن أشهر معاركه في تلك الفترة معركتين شهيرتين هما معركة كاف الجاع ومعركة النيحا وحصل في سبيل ذلك التنسيق بينه وبين الشريف حسين.
2-الحرب ضد الافرانسيين :
دخلت القوات العربية بقيادة فيصل دمشق بعد دحر العثمانيين عنها أواخر شهر أيلول. ودخلتها قوات الحلفاء بقيادة المارشال البريطاني (اللنبي) في 1/10/1918 م. وقامت القوات الافرانسية بعد أسبوع واحد أي في 8/10/1918 م باحتلال الساحل السوري (السوري الحالي واللبناني ولواء اسكندرون حتى مدينة مرسين) وانزلت العلم الوطني عن مباني الحكومة في الساحل السوري "وبما يعني نقض اتفاق حسين - مكماهون". == مؤتمر الشيخ بدر : - دعا الشيخ صالح العلي خلال شهر وسبعة ايام من من احتلال الساحل السوري وانزال العلم السوري عن مباني الحكومة إلى مؤتمر لمواجهة الوضع الجديد فلبى رسائل الدعوة عدد من فعاليات الجبل والساحل المتنوعة وانعقد مؤتمر الشيخ بدر الشهير في مدينة الشيخ بدر مسقط رأس الشيخ صالح العلي وذلك بتاريخ 15/12/1918 الخامس عشر من شهر كانون أول ألف وتسعمائة وثمانية عشر للميلاد(أهم المراجع التي ذكرت ذلك كتاب عبد اللطيف اليونس " ثورة الشيخ صالح العلي " الصادر قبل وفاة الشيخ صالح العلي)واستمر المؤتمر لثلاثة أيام متوالية بحضور أغلب وجهاء ومقدمي الجبل العلوي والساحل ومن بينهم "المجاهد اسبر زغبيي أبرز قادة ثورة الشيخ صالح العلي لاحقا، السيدأحمد محمود عدرا.السيد محمد إسماعيل. الشيخ علي احمد ميهوب. الشيخ معلا أحمد غانم، الشيخ يونس محمد رمضان. الشيخ علي عباس. السيد عبد الكريم الخير. السيد علي إسماعيل غانم. السيد علي زاهر. السيد حبيب محمد الشيخ.السيد إسماعيل احسان. السيد محي الدين عدبا. واخرون."
مقررات المؤتمر :
-انتهى بعدة قرارات من بينها:
1- انتخاب الشيخ صالح العلي قائدا للثورة السورية الأولى. 2-المطالبة بضم الساحل السوري إلى سوريا الداخلية. 3- والتنسيق مع الملك فيصل. امتدت الثورة بقيادته لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة وهي أول واطول الثورات ضد الانتداب المقرر بموجب معاهدة سايكس - بيكو في الهلال الخصيب.
الثورة السورية الأولى
المرحلة الأولى
-تركزت الثورة في الفترة الأولى في جنوب الجبال الساحلية ومركزها مدينة الشيخ بدر.حيث دارت رحى معارك عدة لاحتلال مدينة الشيخ بدرومعركة بيدر غنام ومعركة وادي ورور ومعركة وادي جهنم ومعركة العنازه (عنازة بحنين) ومعركة برمانة المشايخ ومعركة قرية الدويلية جانب الشيخ بدر- قرية أقرباء والد الشيخ صالح- ومعركة عنازة بانياس ومعركة كاف الجاع ومعركة المقرمدة حيث كان لآل حرفوش جهاد مشرف ومعركة ضهر مطر حيث كان لآل الشيخ الدور البارز فيها ومعركة عين قضيب وعدة معارك في قدموس ومعركة القمصية ومعركة السودا ومعركة طرطوس ومعركة بانياس ومعركة صافيتا وغيرها من المعارك.
المرحلة الثانية
بعد حرق الشيخ بدر واحتلالها من قبل الفرنسيين وهي مقر الثورة، انتقلت الثورة إلى شمال الجبل العلوي إلى قرية بشراغي(قرية والدته وأخواله من آل علي عيد). من أشهر معارك الشمال معركة عين فتوح - قرية بشراغي، معركة خرايب سالم ولهذه القرية تاريخ من الجهاد مع الشيخ المجاهد وقد كان الشيخ يقطنها في كثير من الأحيان، معركة جبل رأس ملوخ، معركة الأجرد، معركة البودي، معركة راس البير. معركة راس ميسم. معركة تل صارم ومعركة رأس العين (جور البقرسابقا)، معركة قرفيص، معركة البرجان، معركة السخابة، معركة عين الشرقية، معركة نبع السن، معركة قرية المرقب - جانب مدينة بانياس، معركة متور ومعركة حرف متور ومعركة تحرير مدينة جبلة. معركة ايريس. معركة سربيون معارك جوفين ومعركة قرية الدالية وغيرها من المعارك.تعرض جراء الثورة لاصدار حكم الاعدام بحقه وظل متخفيا في الجبل عند نهاية الثورة ولمدة سنة كاملة إلى ان صدر حكم العفو عنه وسلم نفسه إلى الحامية الافرنسية في مدينة اللاذقية - المتحف الوطني حاليا - بسبب حرق القرى التي كان يلجأ إليها أو يظن انه لجأ إليها وذلك بتاريخ الثاني من شهر حزيران سنة ألف وتسعمائة واثنين وعشرين بعد تفرق الرجال من حوله(ومن ضمن من اعدم إضافة لهئية المحكمة التي عينها كل من السيد كامل بن حمدو الباكير والسيد أبو محمد الخلاعي اعدما في مدينة حماه رميا بالرصاص). وقد عرض عليه رئيس الحامية الجنرال بيلوت المشاركة في ادراة الجبل بحضور متصرف جبلة حينها الشيح أحمد أفندي الحامد فرفض قائلا " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار " فانتفض الجنرال غاضبا ثم عاد وبعد هدوء يسأله عن سبب تاخره في الاستسلام ليجنب نفسه واهالي الجبل الويلات الكثيرة فاحابه بعبارت الشهيرة: "والله لو بقي معي عشرة رجال مجهزين بالسلاح والعتاد الكافيين لمتابعة الثورة، لما تركت ساحة القتال".وهو امر ذكره الحاضرون ومنهم المترجم بين الشيخ وبين الجنرال الافرانسي من آل بشور صافيتا.
إنشاء دولة علوية
عرض عليه الافرنسيين بعد صدور حكم الاعدام بحقه ثم العفو عنه - بسبب الحالة الشعبية - إقامة دولة علوية بالتعاون بينه وبينهم لاستلامها نهائيا من قبله (في وقت مزامن لفصل جبل لبنان والأقضية الأربعة بعد موافقة البطريرك اللبناني "حويك" ومجموعة من الساسة السوريين الأخرىن على الفصل وبنفس الوقت تسليم الجزء الأكبر من جنوب درعا إلى الأمير عبد الله تعويضا له من قبل الإنكليز عن الحجاز التي استولت عليها منه عائلة آل سعود وتسميتها امارة شرقي الأردن).
الاقامة الجبرية : عندما رفض الشيخ صالح العلي عرض الافرانسيين باقامة الدولة العلوية اصدر الافرنسيين عليه حكم الاقامة الجبرية، وقامت فرنسا بعد استشارات مع مجموعة من المتحالفين معها في الجبل بترغيب أخيه الأصغر سنا الشيخ محمود لتجعل منه بديلاً سياسياً عن الشيخ إلا أن الأخ محمود رفض ذلك، وعلى أثر ذلك تم تعريضه للتعذيب وخرج جراء ذلك يعاني من ايذاء جسدي ونفسي لازمه حتى وفاته وهذا أمر معروف لدى اهالي مدينة الشيخ بدر حتى تاريخه.
مرحلة الكفاح السياسي :
بعد انتهاء الثورة السورية الكبرى 1925 - 1927 بدا الافرانسيون يعدون المواطنين السوريين بالاستقلال وبدأت مرحلة صراع جديد ارتكز فيها السوريون على الاضرابات والعصيان المدني والا فرانسيين على التبشير الديني - السياسي مما حدا بالشيخ صالح العلي إلى معاودة نشاطه السياسي في بداية الثلاثينات لمقاومة حالة التبشير السياسي-الديني (له مراسلات في صدد ذلك خاصة مع منير بيك الشريف ذكرها الأخير في مذكراته)و الذي قامت به البعثات التبشيرية الافرانسية خاصة والغربية عموما في أوساط المسلمين عامة والعلويين خاصة وكذلك في أوساط المسيحيين الأرثوذكس والموارنة وحيث قام الافرانسيين بدعم بعض الأفراد والعائلات بالمال وبالنفوذ السياسي مستغلة الوضع الاقتصادي المزري لهذه الفئات، وخلقت مراكز قوى جديدة وزعامات فئوية جديدة. اعلان أن الجبل جزء من سوريا : - وتوج النشاط السياسي للشيخ العلي بالموقف من تأسيس دولة جبل العلويين حيث رفض ذلك ووقع مع شخصيات كثيرة من الجبل الوثيقة الداعية إلى ضم الجبل العلوي إلى سوريا الداخلية.وفي الاستقلال في بداية الأربعينات (1943)عرض عليه في أول حكومة اختيار الوزارة التي تروقه لاستلامها فرفض لعدم قناعته بذلك مفضلا النشاط السياسي من خارج الحكومة وبعد جلاء اخر جندي من الحامية الفرنسية الأخيرة من اللاذقية القى خطاب الجلاء في دمشق حيث نزل برفقة صهره الشيخ محمد عيسى إبراهيم في فندق الشرق جانب محطقة الحجاز في دمشق.