عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة ، مرحبا بك في منتدى العلم والمعرفة لثانوية الأنوار الإعدادية -نيابة إنزكان أيت ملول-.
لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
شكرا.
إدارة المنتدى.




عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة ، مرحبا بك في منتدى العلم والمعرفة لثانوية الأنوار الإعدادية -نيابة إنزكان أيت ملول-.
لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
شكرا.
إدارة المنتدى.







 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 6691 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو ABOUTAHIR-1 فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 51106 مساهمة في هذا المنتدى في 22352 موضوع
خاص بالأعضاء الجدد

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المشرف العام - 7463
احتجاج المحللين للنبيذ  Vote_rcapاحتجاج المحللين للنبيذ  Voting_barاحتجاج المحللين للنبيذ  Vote_lcap 
abdelilah elbouhlali - 2515
احتجاج المحللين للنبيذ  Vote_rcapاحتجاج المحللين للنبيذ  Voting_barاحتجاج المحللين للنبيذ  Vote_lcap 
روح المنتدى - 2498
احتجاج المحللين للنبيذ  Vote_rcapاحتجاج المحللين للنبيذ  Voting_barاحتجاج المحللين للنبيذ  Vote_lcap 
A.Lakdib - 2398
احتجاج المحللين للنبيذ  Vote_rcapاحتجاج المحللين للنبيذ  Voting_barاحتجاج المحللين للنبيذ  Vote_lcap 
أميرالمنتدى - 2076
احتجاج المحللين للنبيذ  Vote_rcapاحتجاج المحللين للنبيذ  Voting_barاحتجاج المحللين للنبيذ  Vote_lcap 
عبدالرحيم موسان - 1900
احتجاج المحللين للنبيذ  Vote_rcapاحتجاج المحللين للنبيذ  Voting_barاحتجاج المحللين للنبيذ  Vote_lcap 
mousstafa boufim - 1663
احتجاج المحللين للنبيذ  Vote_rcapاحتجاج المحللين للنبيذ  Voting_barاحتجاج المحللين للنبيذ  Vote_lcap 
Med amin - 1629
احتجاج المحللين للنبيذ  Vote_rcapاحتجاج المحللين للنبيذ  Voting_barاحتجاج المحللين للنبيذ  Vote_lcap 
हमजा प्रेमियों - 1618
احتجاج المحللين للنبيذ  Vote_rcapاحتجاج المحللين للنبيذ  Voting_barاحتجاج المحللين للنبيذ  Vote_lcap 
Said Benssi New - 1453
احتجاج المحللين للنبيذ  Vote_rcapاحتجاج المحللين للنبيذ  Voting_barاحتجاج المحللين للنبيذ  Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
المواضيع الأكثر نشاطاً
تعالو نحطم الرقم القياسي في كل المنتديات ..!
ﯕـالـــوا زمـــــــان
لعبة اوصل للرقم 10 و اكتب اكثر عضو تحب ان تتكلم معه
تحدي:تعد من 1 الى 10 دون ان يقاطعك احد.
لعبة الاسئلة
لعبة اهديك اغنية
#..سأرحل قريباً //
عرف بنفسك
الى كل الاعضاء بدون استثناء
لعبة الالوان
المواضيع الأكثر شعبية
دراسة بيوغرافية لشخصية محمد الخامس
ﯕـالـــوا زمـــــــان
ملخصات-خطاطات-مصطلحات-مفاهيم خاصة بدروس الاجتماعيات السنة الثالثة إعدادي (الدورة الثانية)
ملخصات دروس الاجتماعيات خاصة بتلاميذ السنة الثالثة إعدادي (الدورة الأولى)
ملخصات دروس التاريخ للدورة الثانية خاصة بتلاميذ السنة الثالثة إعدادي
ملخصات دروس التربية على المواطنة للدورة الثانية خاصة بتلاميذ السنة الثالثة إعدادي
تعالو نحطم الرقم القياسي في كل المنتديات ..!
مصطلحات ومفاهيم:التاريخ-التربية على المواطنة-الجغرافيا (الدورة الثانية)
لعبة اوصل للرقم 10 و اكتب اكثر عضو تحب ان تتكلم معه
ملخصات دروس الجغرافيا للدورة الثانية خاصة بتلاميذ السنة الثالثة إعدادي
امتحانات جهوية موحدة
امتحانات جهوية موحدة







الامتحان الجهوي
قوانين مغربية

شاطر
 

 احتجاج المحللين للنبيذ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mousstafa boufim
مشرف سابق
مشرف سابق
mousstafa boufim

الدولة : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1663
نقاط : 9294
تاريخ التسجيل : 05/03/2011
الموقع الموقع : تمسية

احتجاج المحللين للنبيذ  Empty
مُساهمةموضوع: احتجاج المحللين للنبيذ    احتجاج المحللين للنبيذ  Emptyالأحد 18 ديسمبر - 16:02:06

احتجاج المحللين للنبيذ

قال المحللون لكل ما أسكر كثيره من النبيذ: إنما حرمت الخمر بعينها خمر العنب خاصةً بالكتاب، وهي معقولة مفهومة، لا يمتري فيها أحدٌ من المسلمين، وإنما حرمها الله تعبداً لا لعلة الإسكار كما ذكرتم، ولا لأنها رجس كما زعمتم. ولو كان ذلك كذلك لما أحلها الله للأنبياء المتقدمين، والأمم السالفين، ولا شربها نوحٌ بعد خروجه من السفينة، ولا عيسى ليلة رفع، ولا شربها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في صدر الإسلام.

وأما قولكم: إنها رجس، فقد صدقتم في اللفظ، وغلطتم في المعنى، إذ كنتم أردتم أنه منتنة؛ فإن الخمر ليست بمنتنة ولا قذرة، ولا وصفها أحد بنتن ولا قذر، وإنما جعلها الله رجساً بالتحريم، كما جعل الزنا فاحشة ومقتاً، أي معصية وإثماً، بالتحريم، وإنما هو جماع كجماع النكاح، وهو عن تراضٍ وبذل، كما أن النكاح عن تراضٍ وبذل. وقد يبذل في السفاح ما يبذل في النكاح، ولذلك سمى الله تبارك وتعالى المحرمات كلها خباثث. فقال تعالى: "ويحرم عليهم الخبائث ". وسمى المحللات كلها طيبات، فقال: "يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات"، وسمى كل ما جاوز أمره أو قصر عنه سرفاً، وإن اقتصد فيه. وقد ذكر الخمر فيما امتن به على عباده قبل تحريمها، فقال تعالى: "ومن ثمرات التخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً". ولو أنها رجس على ما تأولتم ما جعلها الله في جنته، وسماها لذة للشاربين.وإن قلتم: إن خمر الجنة ليست كخمر الدنيا؛ لأن الله نفى عنها عيوب خمر الدنيا، فقال تعالى: "لا يصدعون عنها ولا ينزفون"، وكذلك قوله في فاكهة الجنة: "لا مقطوعةٍ ولا ممنوعة"، فنفى عنها عيوب فواكه الدنيا؛ لأنها تأتي في وقتٍ وتنقطع في وقت، ولأنها ممنوعة إلا بالثمن، ولها آفات كثيرة، وليس في فواكه الجنة آفة. وما سمعنا أحداً وصف الخمر إلا بضد ما ذكرتم من طيب النسيم، وذكاء الرائحة. قال الأخطل:

كأنما المسك نهبى بين أرحلـنـا
وقد تضوع من ناجودها الجاري

وقال آخر

فتنفست في البيت إذ مزجت كتنفس الريحان في الأنف

وقال أبو نواس:

نحن نخفيها ويأبى
طيب ريحٍ فتفوح

وإنما قوله فيها "رجس" كقوله تعالى: "وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم". أي كفراً إلى كفرهم. وأما منافعها التي ذكرها الله تعالى في قوله: "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما"، فإنها كثيرةٌ لا تحصى: فمنها أنها تدر الدم، وتقوي المنة وتصفي اللون، وتبعث النشاط، وتفتق اللسان، ما أخذ منها بقدر الحاجة، ولم يحاوز المقدار. فإذا جاوز ذلك عاد نفعها ضراً. وقال ابن قتيبة، في كتاب الأشربة: كانت الأوائل تقول: الخمر حبيبة الروح، ولذلك اشتق لها اسم من الروح فسميت راحاً، وربما سميت روحاً. وقال إبراهيم النظام:

ما زلت آخذ روح الزق في لطفٍ
وأستبيح دماً من غـير مـذبـوح
حتى انثنيت ولي روحان في جسدي
والزق مطرح جسـم بـلا روح

وقد تسمى دماً لأنها تزيد في الدم. قال مسلم بن الوليد الأنصاري:

مزجنا دماً من كرمة بدمـائنـا
فأظهر في الألوان منا الدم الدم

قال ابن قتيبة: وحدثني الرياشي أن عبيداً راوية الأعشى قال: سألت الأعشى عن قوله

وسلافةٍ مما تعتق بابـل
كدم الذبيح سلبتها جريالها

فقال: "شربتها حمراء، وبلتها بيضاء". يريد أن حمرتها صارت دماً. ومن منافع الخمر أنها تزيد في الهمة، وتولد الجرأة، وتهيج الأنفة، وتسخي البخيل، وتشجع الجبان. قال حسان بن ثابت:

ونشر بها فتتركنا ملوكاً
وأسداً ما ينهنهنا اللقاء

وقال طرفة:

فإذا ما شربوها وانـتـشـوا
وهبوا كل أمـون وطـمـر
ثم راحوا عبق المسك بـهـم
يلحفون الأرض هداب الأزر

وقال مسلم بن الوليد:

تصد بنفس المرء عماً يغـمـه
وتنطق بالمعروف ألسنة البخل

وقال الحسن بن هانئ:

إذا ما أتت دون اللهاة من الفتى
دعا همه من صدره برحـيل

ومن تسخيتها للبخيل على البذل قول بعض المحدثين:

كساني قميصاً مرتين إذا انـتـشـى
وينزعه منـي إذا كـان صـاحـيا
فلي فرحةٌ في سكره بقـمـيصـه
وفي الصحو روعات تشيب النواصيا
فياليت حظي من سروري وترحتـي
ومـن جـوده ألا عـلـي ولا لـيا

قالوا: ولولا أن الله تعالى حرم الخمر في كتابه لكانت سيدة الأشربة. وما ظنك بشراب الشربة الثانية منه أطيب من الأولى، والثالثة أطيب من الثانية، حتى يؤديك إلى أرفق الأشياء وهو النوم. وكل شراب سواها فالشربة الأولى أطيب من الثانية، والثانية أطيب من الثالثة حتى تمله وتكرهه. وسقى قومٌ أعرابياً كؤوساً، ثم قالوا: كيف تجدك؟ قال أجدني أبشر وأجدكم تحببون إلي.

وقالوا: ما حرم الله شيئاً إلا عوضنا ما هو خير منه أو مثله، وقد جعل الله النبيذ عوضاً عن الخمر نأخذ منه ما يطيب النفس، ويصفي اللون، ويهضم الطعام، ولا نبلغ منه إلى ما يذهب العقل، ويصدع الرأس، ويغثي النفس، ويشرك الخمر في آفاتها وعظيم جناياتها. قالوا: وأما قولكم: إن الخمر كل ما خمر، والنبيذ كله يخمر، فهو خمر -فإن الأسماء قد تتشاكل في بعض المعاني، فتسمى ببعضها لعلةٍ فيها، وهي في آخر ولا يطلق ذلك الاسم على الآخر. ألا ترى أن اللبن قد يخمرونه بروبةٍ تلقى فيه ولا يسمى خمراً، وأن العجين قد يخمر فيسمى خميراً ولا يسمى خمراً، وأن نقيع التمر يسمى سكراً لإسكاره ولا يسمى غيره من النبيذ سكراً وإن كان مسكراً. وهذا أكثر في كلام العرب من أن يحاط به.

ورائب اللبن يسكر إسكاراً كسكر النبيذ. ويقال: قوم ملبونون، وقوم روبى، إذا شربوا الرائب فسكروا منه. وقال بشر بن أبي خازم:

فأما تميم تميم بـن مـرٍ فألفاهم القوم روبي نياما. وأما قولكم للرجل: مخمور، وبه خمار، إذا أصابه صداع من الخمر، وقد يقال مثل ذلك لمن أصابه صداع من النبيذ، فيقال: به خمار، ولا يقال به نباذ- فإن حجتنا في ذلك أن الخمار إنما يعرض مما أسكر من النبيذ، وذلك حرام لا فرق بينه وبين الخمر عندنا، فيقال فيه ما يقال في الخمر. وإنما كان شربة النبيذ من أسلافنا يشربون منه اليسير على الغداء والعشاء ومما لا يعرض منه خمار. وقد فرقت الشعراء بين النبيذ والخمر، فقال الأقيشر، وكان مغرماً بالشراب:

وصهباء جرجانية لـم يطـف بـهـا حنيف، ولم تنغر بهـا سـاعةً قـدر
أتاني بها يحيى، وقد نـمـت نـومةً وقد غارت الشعري، وقد خفق النسر
فقلت: اصطحبها أو لغيري فاسقهـا فما أنا بعد الشيب، ويحك، والخمـر
إذا المرء وافى الأربعين، ولـم يكـن له دون ما يأتي حـياءٌ ولا سـتـر
فدعه، ولا تنكر علـيه الـذي أنـى وأن جر أرسان الحياة له الـدهـر
فأعلمك أن الخمر هي التي لم تغل به القدور.

وأما قول بعض الشعراء في شاربي النبيذ، وما عابوهم به من قلة الوفاء، ونقض العهود فقد قالوا أقبح من ذلك في تارك النبيذ، وقال ابن بيض:

ألا لا يغرنك ذو سجدةٍ
يظل بها دائباً يخـدع
وما للتقى لزمت وجهـه
ولكن ليأتي مسـتـودع
ثلاثون ألفاً حواها السجود
فليست إلى ربها ترجع
ورد أخو الكأس ما عنده
وما كنت في رده أطمع

وقال آخر:

أما النبيذ فلا يذعرك شـاربـه
واحفظ ثيابك ممن يشرب الماء
قوم يورون عما في نفوسـهـم
حتى إذا استمكنوا كانوا هم الداء
مشمرين إلى أنصاف سوقـهـم
هم الذئاب وقد يدعـون قـراء

وقال أعرابي:

صلى فأعجبني وصام فرابـنـي
نح القلوص عن المصلي الصائم

وقال غيره:

شمر ثيابك واستعـد لـقـائل
واحكك جبينك للقضاء بثـوم
وامش الدبيب إذا مشيت لحاجةٍ
حتى تصـيب وديعةً لـيتـيم

وقال بعض الظرفاء:

أظهروا لله سـمـتـاً
وعلى المنقوش داروا
وله صلوا وصامـوا
وله حجـوا وزاروا
لو يرى فوق الثـريا
ولهم ريش لطـاروا

وهؤلاء المراءون بأعمالهم، العاملون للناس والتاركون للناس، هم شرار الخلق وأراذل البرية. وقد فضل شربة النبيذ عليهم بإرسال الأنفس على السجية، وإظهار المروءة. ولسنا نصف بهذا منهم إلا الأدنياء، فليس في الناس صنف إلا ولهم حشوة. ومن احتجاج المحللين للنبيذ ما رواه مالك وأثبته في موطئه، من حديث أبي سعيد الخدري: أنه قدم من سفر فقدم إليه لحم من لحوم الأضاحي، فقال: ألم يكن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها أمر. فخرج إلى الناس فسألهم، فأخبروه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام، فكلوا وادخروا وتصدقوا. وكنت نهيتكم عن الانتباذ في الدباء والمزفت، فانتبذوا، وكل مسكرٍ حرام. وكنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها ولا تقولوا هجراً". والحديثان صحيحان رواهما مالك بن أنس وأثبتهما في موطئه، وإنما هو ناسخ ومنسوخ، وإنما كان نهيه أن ينتبذ في الدباء والمزفت نهياً عن النبيذ الشديد؛ لأن الأشربة التي تعتمل فيها تشتد. ولا معنى للدباء والمزفت غير هذا. وقوله بعد هذا: "كنت نهيتكم عن الانتباذ فانتبذوا، وكل مسكر حرام"، إباحةٌ لما كان حظر عليه من النبيذ الشديد.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر حرام" فنهاهم بذلك أن يشربوا حتى يسكروا. وإنما المسكر ما أسكر، ولا يسمى القليل الذي لا يسكر مسكرا. ولو كان ما يسكر كثيره يسمى قليله مسكرا ما أباح لنا منه شيئاً. والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم إذ شرب من سقاية العباس، فوجده شديداً. قطب بين حاجبيه، ثم دعا بذنوب من ماء زمزم فصب عليه، ثم قال: "إذا اغتلمت أشربتكم فاكسروها بالماء ". ولو كان حراماً لأراقه وما صب عليه ماء ثم شربه.

واحتجوا: في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر حرام وما أسكر الفرق منه فملء الكف حرام، فإن هذا كله منسوخ، نسخه شربه للصلب يوم حجة الوداع. قالوا: ومن الدليل على ذلك أنه كان نهى وفد عبد القيس عن شرب المسكر، ثم وفدوا إليه بعد، فرآهم مصفرة ألوانهم، سيئة حالهم، فسألهم عن قصتهم فأعلموه أنه كان لهم شراب فيه قوام أبدانهم فمنعهم من ذلك، فأذن لهم في شربه. وأن ابن مسعودٍ قال: "شهدنا التحريم وشهدتم، وشهدنا التحليل وغبتم". وأنه كان يشرب الصلب من نبيذ الجر حتى كثرت الروايات به عنه وشهرت وأذيعت، واتبعه عليه عامة التابعين من الكوفيين، وجعلوه أعظم حججهم، وقال في ذلك شاعرهم:

من ذا يحرم ماء المزن خالطه
في جوف خابيةٍ ماء العناقـيد
إني لأكره تشديد الرواة لـنـا فيه،
ويعجبني قول ابن مسعود

وإنما أراد: أنهم كانوا يعمدون إلى الرب الذي قد ذهب ثلثاه وبقي ثلثه، فيردون عليه من الماء قدر ما ذهب منه، ثم يتركونه حتى يغلي ويسكن جأشه ثم يشربونه. وكان عمر يشرب على طعامه الصلب، ويقول: يقطع هذا اللحم في بطوننا. واحتجوا بحديث زيد بن أخزم، عن أبي داود، عن شعبة، عن مسعر بن كدام، عن ابن عون الثقفي، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس، أنه قال: "حرمت الخمر بعينها، والسكر من كل شراب".

وبحديث رواه عبد الرحمن بن سليمان، عن يزيد بن أبي زياد، عن عكرمة عن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف وهو شاكٍ على بعير، ومعه محجن، كلما مر بالحجر استلمه بالمحجن، حتى إذا انقضى طوافه نزل فصلى ركعتين، ثم أتى السقاية فقال: "اسقوني من هذا". فقال له العباس" ألا نسقيك مما يصنع في البيوت؟ قال: "لا، ولكن اسقوني مما يشرب الناس". فأتي بقدح من نبيذ، فذاقه فقطب، وقال: "هلموا فصبوا فيه الماء". ثم قال: "زد فيه" مرة، أو مرتين، أو ثلاثة. ثم قال: "إذا صنع بكم هذا فاصنعوا به هكذا".

وبحديث رواه يحيى بن اليمان، عن الثوري، عن منصور بن خالد، عن سعيد بن مسعود الأنصاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم عطش وهو يطوف بالبيت، فأتي بنبيذٍ من السقاية فشمه فقطب، ثم دعا بذنوب من ماء زمزم فصب عليه وشرب، فقال له رجل: أحرام هو يا رسول الله؟ فقال: "لا".

وقال الشعبي: شرب أعرابي من إداوة عمر، فانتشى، فحده عمر. وإنما حده للسكر لا للشراب.
ودخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على قوم يشربون ويوقدون في الأخصاص، فقال: نهيتكم عن معاقرة الشراب فعاقرتم، وعن الإيقاد في الأخصاص فأوقدتم". وهم بتأديبهم، فقالوا: مهلاً يا أمير المؤمنين، نهاك الله عن التجسس، ونهاك عن الدخول بغير إذنٍ فدخلت فقال: هاتان بهاتين. وانصرف، وهو يقول: "كل الناس أفقه منك يا عمر". وإنما نهاهم عن المعاقرة وعن إدمان الشراب حتى يسكروا، ولم ينههم عن الشراب. وأصل المعاقرة من عقر الحوض، وهو مقام الشاربة. ولو كان عنده ما شربوا خمراً لحدهم. وبلغه عن عامل بميسان أنه قال:

ألا أبلغ الحسناء أن حلـيلـهـا
بميسان يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت غنتني دهاقين قـريةٍ
وصناجةٌ تجذو على كل منسم
فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني
ولا تسقني بالأصغر المتثـلـم
لعل أمير المؤمـنـين يسـوؤه
تنادمنا في الجوسق المتـهـدم

فقال: إي والله، إنه ليسوؤني ذلك. فعزله وقال: والله لا عمل لي عملاً أبداً. وإنما أنكر عليه المدام، وشربه بالكبير، والصنج والرقص، وشغله باللهو عما فوض إليه من أمور الرعية. ولو كان ما شرب عنده خمراً لحده. حدث محمد بن داود، عن سعيد بن نصير، عن يسار، عن جعفر قال: سمعت مالك بن دينار، وسئل عن النبيذ، أحرام هو؟ فقال: انظر ثمن التمر، من أين هو، ولا تسل عن النبيذ أحلالٌ هو أم حرام؟ وعوتب سعيد بن زيد في النبيذ، فقال: أما أنا فلا أدعه حتى يكون شر عملي.وقيل لمحمد بن واسع: أتشرب النبيذ؟ قال: نعم. فقيل: وكيف تشربه؟ فقال: على غدائي وعشائي، وعند ظمئي. قيل: فما تركت منه؟ قال: التكأة ومحادثة الإخوان.قال المأمون: "اشرب النبيذ ما استبشعته، فإذا سهل عليك فدعه ". وإنما أراد به أنه يسهل على شاربه إذا أخذ في الإسكار.

وقيل لسعيد بن أسلم: أتشرب النبيذ؟ فقال: لا. قيل: ولم؟ قال: تركت كثيره لله، وقليله للناس.وكان سفيان الثوري يشرب النبيذ الصلب الذي تحمر منه وجنتاه. واحتجوا من جهة النظر أن الأشياء كلها مباحة إلا حرم الله قالوا: فلا نزيل نفس الحلال بالاختلاف، ولو كان المحللون فرقة من الناس، فكيف وهم أكثر الفرق؟ وأهل الكوفة أجمعون على التحليل، لا يختلفون فيه. وتلوا قول الله عز وجل: "قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزقٍ فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل الله أذن لكم أم على الله تفترون".حدث إسحاق بن راهويه قال: سمعت وكيعاً يقول: "النبيذ أحل من الماء".وعابه بعض الناس في ذلك، وقالوا: كيف يكون أحل من الماء؟ وهو وإن كان حلالاً فهو بمنزلة الماء. وليس على وكيع في هذا الموضع عيب، ولا يرجع عليه فيه كذب، لأن كلمته خرجت مخرج كلام العرب في مبالغتهم، كما يقولون: "هو أشهر من الصباح"، و"أسرع من البرق"، و"أبعد من النجم"، و"أحلى من العسل"، و"أحر من النار". ولم يكن أحدٌ من الكوفيين يحرم النبيذ غير عبد الله بن إدريس. وكان بذلك معيباً.وقيل لابن إدريس: من خيار أهل الكوفة؟ فقال: هؤلاء الذين يشربون النبيذ. قيل: وكيف وهم يشربون ما يحرم عندك؟ قال: ذلك مبلغهم من العلم.وكان ابن المبارك يكره شرب النبيذ، ويخالف فيه رأي المشايخ وأهل البصرة.

قال أبو بكر بن عياش: من أين جئت بهذا القول في كراهيتك النبيذ، ومخالفتك أهل بلدك؟ قال: هو شيء اخترته لنفسي قلت: فتعيب من شربه؟ قال: لا. قلت: فأنت وما اخترت. وكان عبد الله بن داود يقول: ما هو عندي وماء الفرات إلا سواء. وكان يقول: أكره إدارة القدح، وأكره نقيع الزبيب، وأكره المعتق. وقال: من أدار القدح لم تجز شهادته. وشهد رجل عند سوار القاضي، فرد شهادته لأنه كان يشرب النبيذ. فقال:

أما النبيذ فإني غير تـاركـه
ولا شهادة لي ما عاش سوار

حدث شبابة قال: حدثني غسان بن أبي الصباح الكوفي، عن أبي سلمة يحيى بن دينار، عن أبي المطهر الوراق قال: بينما زيد بن علي في بعض أزقة الكوفة إذ بصر به رجل من الشيعة، فدعاه إلى منزله، فأحضره طعاماً، فتسامعت به الشيعة، فدخلوا عليه حتى غص المجلس بهم، فأكملوا معه، ثم استسقى، فقيل له: أي الشراب نسقيك يا ابن رسول الله؟ قال: أصلبه أو أشده. فأتوه بعس من نبيذ فشرب، ودار العس عليهم فشربوا. ثم قالوا: يا ابن رسول الله لو حدثتنا في هذا النبيذ بحديثٍ رويته عن أبيك عن جدك، فإن العلماء يختلفون فيه؟ قال: نعم، حدثني أبي عن جدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لتركبن طبقة بني إسرائيل خذو القذة بالقذة، والنعل بالنعل. ألا وإن الله ابتلى بني إسرائيل بنهر طالوت، أحل منه الغرفة والغرفتين، وحرم منه الري، وقد ابتلاكم بهذا النبيذ، أحل منه القليل وحرم منه الكثير".

وكان أهل الكوفة يسمون النبيذ "نهر طالوت". وقال فيه شاعرهم:

اشرب على طرب من نهر طالوت
حمراء صافيةً في لـون ياقـوت
من كف ساحرة العينين شـاطـرةٍ
تربي على سحر هاروتٍ وماروت
لها تماوت ألـحـاظ إذا نـظـرت
فنار قلبك من تلك الـتـمـاويت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

احتجاج المحللين للنبيذ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» احتجاج 4 مكفُوفين
» احتجاج المحرمين لقليل النبيذ وكثيره
» طاطا : احتجاج على قائد إسافن قام بإقتلاع نصب تذكاري أمازيغي
» احتجاج نسوي على الوزيرة الحقاوي بحضور رئيس الحكومة بنكيران

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات عامة :: مواضيع عامة-