جستنيان الأول
الامبراطورية البيزنطية (باللون الأخضر) في أقصى أتساعها عام 550 ميلادية
كان اهتمام جستنيان الأول هو إعادة بناء الامبراطورية الرومانية في الغرب،،فقد كانت كل الولايات الرومانية في الغرب تحت سيطرة حكام من الجرمان، فإن القوط لشرقيين كانوا يحكمون إيطاليا، والوندال في شمال أفريقيا، والقوط الغربيين في اسبانيا، والفرنج في غاله، والانجلوساكسونيين في إنجلترا.
بلغت الإمبراطورية البيزنطية أقصى اتساعها في عهد جستنيان الذي حكم ما بين عامي 527م و565م.تم استرداد إيطاليا بما فيها روما على يد قائده بليزاريوس.كما اتسعت الإمبراطورية بضم آسيا الصغرى (تركيا الحالية) وشبه جزيرة البلقان وسوريا وشمالي إفريقيا وفلسطين والساحل الجنوبي لأسبانيا. وقد ساعدت بطوله بليزاريوس وبسالته في ميدان القتال على رسم صورة لعهد جستنيان كعصر ذهبي في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية..
تدهور الإمبراطورية
في سنة 1071م، أنتصر السلاجقة الاتراك علي الرومان الشرقيين في موقعة مانزكريت وكان من أهم نتائج ذلك الانتصار تثبيت قدم الاتراك في آسيا الصغور وتأسيسهم سلطنة سلاجقة الروم. وطلب الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنينوس الذي اعتلى العرش سنة 1081م المساعدة من مسيحيي أوروبا الغربية، للدفاع عن الإمبراطورية ضد الأتراك. وكان هؤلاء قد سيطروا على الأراضي المقدسة وهددوا الإمبراطورية البيزنطية كذلك. وأًصبحت الحملات العسكرية التي قام بها مسيحييو أوروبا الغربية على الأراضي المقدسة تعرف باسم الحروب الصليبية. وخلال الحملة الصليبية الأولى،استولى الصليبيون على المناطق الساحلية من الأراضي المقدسة.وسواحل سوريا -بلاد الشام, خلال الحملة الصليبية الرابعة سنة 1204م، استولت جيوش الغرب على القسطنطينية، وكان ذلك يعود، جزئيًا، إلى رغبة تجار مدينة فينيسيا الإيطالية في الهيمنة على التجارة في الشرق الأوسط وفي تقويض أركان الكنيسة الأرثوذكسية.
نجح بعض رجال البلاط من البيزنطيين المهزومين، في تأسيس قواعد لهم في آسيا الصغرى واسترداد القسطنطينية سنة 1261م. ولكن استولى العثمانيين على أجزاء من آسيا الصغرى، كما تقدم الصرب في البلقان، في حين أضعفت الحروب الأهلية أركان الإمبراطورية.
سقوط الإمبراطورية
في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، لم يكن قد بقي في حوزة الإمبراطورية البيزنطية سوى القسطنطينية وجزء من بلاد اليونان. وسقطت عندما استولى العثمانيون عليها سنة 1453م. ومات آخر إمبراطور بيزنطي، وهو قسطنطين الحادي عشر، بينما كان يدافع عنها. وسقطت طرابزون ـ وكانت المعقل للسلطة الإغريقية ـ بيد العثمانيين سنة 1461م[