شباب
الأربعاء 2/5/2007
من بين أكثر المجالات الحيوية التي يمكن استثمار وقت وطاقات الشباب بها هي البيئة, إذ تشكل الصحراء في بلادنا العربية 75% من مجموع الأراضي,
وما يزيد من تعقيد الوضع البيئي بالمنطقة ندرة المياه, قلة الموارد الغذائية الشيء الذي يؤثر سلباً على نوعية حياة السكان وصحتهم ومجالاتهم الاقتصادية,فهل تشكل التربية البيئية مدخلاً من مداخيل تحسين الوضع البيئي المحلي وتطوير مهارات الشباب وقدراتهم نحو التعاطي بشكل ايجابي وسليم مع بيئتهم للاستفادة من خيرات الأرض دون المساس بحق الأجيال القادمة في ذلك, وهذه أحد السبل لتوجيه جهود الحكومة والسكان نحو التنمية المستدامة الشاملة لتطوير أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية, التركيز على إنشاء مراكز وأندية للتربية البيئية للشباب الذين نعرف جميعاً تعدادهم.
ومن أهم أهداف تلك المراكز: تغيير السلوك والتعريف بالأنماط البيئية الايجابية والتسلح بالمعرفة التي تبرز حقيقة الترابط والعلاقة الوطيدة بين الحفاظ على البيئة واستمرار وجودنا وحياتنا, ومن التجارب العربية تجربة الجمعية المغربية (البساط البيئي الأخضر).
تساهم في تعبئة الشباب للانخراط في جمعيات ومنظمات محلية بيئية, وجعله شريكاً في إيجاد الحلول ومشاركاً في الأنشطة الميدانية من حملات للتوعية والتشجيع والنظافة وعمليات التشجير والبستنة, في ترسيخ مفاهيم التربية البيئية, وهذا ما عملت الجمعية عليه طيلة عشر سنوات من الممارسة داخل النوادي البيئية المدرسية التي تم تأسيسها محلياً في المؤسسات التعليمية بالرباط ومن أهم ثمارها تدشين مركز للتربية البيئية أطلق عليه مشروع المدرسة الخضراء يضم هذا المشروع البيئي مكتبة خضراء, نادي البستنة, بركة بيولوجية, محمية بيئية مصغرة, نادي اعلاميات, إذاعة بيئية, مجلة خضراء شهرية ومتحفاً بيئياً, ويعمل على تنشيط هذه النوادي مجموعة من الأطر الشابة وسيستفيد منه أكثر من 350 طفلاً.
إن من شأن تعميم هذه التجارب وتراكمها أن يرفع من مستوى الوعي بالمخاطر التي تهدد بيئ تنا فإذا كانت الأمم المتحدة قد بدأت في رفع شعارات بيئية تدق بها ناقوس الخطر في الأيام البيئية العالمية, فلنبادر نحن باستثمار وقت الشباب بما يحمي مستقبلهم ويعزز انتمائهم عن طريق جمعيات مماثلة.
حيث لا تزال الجمعيات الشبابية عندنا قليلة فهي في دمشق خمسة فقط, وأنشطتها في مجال البيئة محدود ويقتصر على المحاضرات التي قامت بها جمعية شباب المستقبل عن هدر المياه في عدد من المراكز الثقافية في دمشق وريفها.
بالإضافة طبعاً لمتطوعي الهلال الأحمر الذين يقومون بين الفترة والأخرى بالتشجير في أماكن مختلفة.