شهد الوطــن العربـي في الأونـة الاخـيرة مشكـلة خطيرة جدا تتمثـل في تقليـد اليهود
و النصـارى في طباعـهم ما فيـه خطر عظيـم على الامة لانـه يفقدهـا شخصيتــها و عزتــها
و دينـها و يبعدهـا عـن شرع الله لان الكفـار لا يحكمـون به، الا فيـما يتعلـق بالعلــوم و الاكتشافـات
و التكنولوجيــا فلا حرج من تقليدهـم في ذلك .
و من عوامل و اسباب هذا التقليد الذي اسميـه شخصيا غزو ثقافي ضعف الوازع الديني و الاخلاقـي،
التفتح الاعلامـي الغير المشروط علـى العرب و تشجيـع الفساد و الفـن الساقط، الانسياق وراء شهوات
الدنيـا و النفس و ثرواتــها، تهمــيش الديـن و العامليـن به من العلمـاء و المثقفيـن الملزميــن و اخـيرا
و اخطـر شيء و هو الانهزام النفسـي و تأثيـر الغير و غياب روح الاعتزاز بالانتــماء المقومـي.
و من مظاهره التقليـد الاعمـى في اللبـاس و الهيئة و المعيشـة بما يخالـف الفطرة السليـمة و اخلاق
الاسلام، ترك الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و كتم العلم، تغير القيم و المفاهيـم عند النـاس،
هروب العلمـاء و المثقفيـن حيـث يجدون الحياة الكريمة و التقدير المعنوي في الامـة و اخـيرا
انتشــار الظلـم و تضيـيع الحقـوق بيـن النـاس و كثرة الفتــن.
