عازفة الصمت مشرفة على قسم
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 440 نقاط : 5424 تاريخ التسجيل : 18/10/2011 الموقع : عازفة الصمت
| موضوع: قصة حقيقية مؤثرة فعلا للبنين والبنات الأربعاء 28 مارس - 19:36:03 | |
| إنه متزوج منذ أكثر من عشر سنوات، وقد رزقه الله خلال تلك السنوات بأربع بنات، وكان يتمنى من الله أن يرزقه ولداً ذكراً لأن الأولاد الذكور حسب اعتقاده هم من سيحملون اسم أبيهم بعد موته، وأنه من خلالهم يستمر ذكره في الدنيا.
بعد فترة من الزمان تحققت أمنية ذلك الرجل وولدت له زوجته طفلاً ذكراً، ففرحوا بقدومه فرحة لا توصف وغمرت السعادة قلوب أفراد العائلة جميعاً وقد كان بالنسبة لهم وكأنه هبة من السماء، لكن فرحتهم تلك لم تدم طويلاً فقد تفاجئوا بموت ذلك الطفل الصغير وهو في سريره ولم يكن قد أتم من عمره شهره الثالث بعد.
عم الحزن أفراد تلك العائلة لفترة من الوقت لكن الحياة استمرت بفضل نعمة النسيان التي وهبها الله للإنسان، ولم يمضي على تلك الحادثة أكثر من سنة حتى حملت زوجة ذلك الرجل من جديد وسار كل شيء على أتم ما يرام، وقد علموا خلال الحمل أن المولود المنتظر إنما هو ذكراً وليس أنثى فسروا لذلك كثيراً وانتظروا قدومه بفارغ الصبر، وما إن أنهت تلك المرأة شهرها الثامن من الحمل حتى تفاجأ أفراد العائلة مرة ثانية بخبر موت الجنين في رحم أمه فحزنوا لذلك كثيراً واستعانوا بالله على ما أصابهم، وماذا كان بوسعهم أن يفعلوا أمام مشيئة الله التي لا مرد لها؟.
مضت سبع سنوات بعد ذلك كان خلالها ذلك الرجل ينتظر بفارغ الصبر أن تحمل زوجته من جديد إنما دون جدوى، فاحتار ماذا يفعل فهو كان يرغب وبشدة أن يكون له ولداً ذكراً، وأخذ يفكر ويفكر حتى خطر في باله أن يتزوج من امرأة أخرى علها تنجب له ذلك الطفل الذكر الذي كان يتمناه، ولِمَ لا فهو لم يكن من الفقراء بل كان من رجال الأعمال والناس الأغنياء وهو قادر على أن ينفق عليهم جميعاً.
وهكذا كان فقد تزوج ذلك الرجل من امرأة أخرى وأسكنها في بيت جديد وسكن معها فيه، ولكنه لم يهمل زوجته القديمة وبناته الأربع فكان يزورهن بين الحين والحين ويقدم لهن كل ما يحتجن إليه.
لم يمضي على زواج ذلك الرجل بضعة أشهر حتى حملت زوجته الجديدة وولدت بعد ذلك، إنما المولود لم يكن ذكراً بل كان أنثى، وكذلك في الحمل الثاني حتى ولدت له في الحمل الثالث المولود الذكر الذي كان ينتظره ولم يتمالك نفسه من الفرحة حين علم أن ولي العهد قد جاء، وكان اهتمامه بذلك الطفل الصغير لا يضاهيه اهتمام وأصبح بالنسبة له وكأنه كل شيء في حياته وأخذ يتتبع نموه وتطوره خطوة بخطوة، وقد تمنى من الله أن يرزقه بأكثر من طفل ذكر لكن مشيئة الله أرادت له أن لا يرزق بعد الولد الذكر إلاّ بالبنات فولدت له زوجته بعد ذلك ثلاث بنات أخريات ليصبحن خمس بنات وليبقى ذلك الولد وحيداً بين تسع من البنات، أربع بنات من زوجته القديمة وخمس بنات من زوجته الجديدة.
مرت السنين وكبر ذلك الولد حتى أصبح شاباً وفي سن التاسعة عشرة، وكان خلال كل تلك السنين يعيش في جو من الرفاهية والدلال والاهتمام الزائد وكان والده يحبه حباً لا يوصف ولا يرفض له طلباً ويحقق له كل ما ترغب نفسه وتشتهي، فكيف لا وهو الذكر الوحيد بين تسع من البنات وهو الذي سيحمل اسم أبيه ويخلده، وكان ذلك الأب الحنون يطلب من ابنه الغالي أن يتزوج ويلح عليه في ذلك رغبة منه برؤية أحفاده قبل موته لأنه كان قد شارف على الستين من عمره، لكن ذلك الشاب كان لا يرغب في الزواج وهو في تلك السن المبكرة فكان يرفض ذلك الأمر بشدّة ويقول لوالده أنه سوف يتزوج حين يجد الوقت مناسباً لذلك.
إن تلك التربية المتساهلة التي نشأ عليها ذلك الشاب المدلل جعلته لا يبالي في شيء ولا يهتم غير في نفسه فقط ويصرف المال دون حساب، وكان يصاحب الفتيات ويخرج مع من ما يشاء منهن ويقضي معظم وقته في الملاهي ولا يأتي إلى البيت إلاّ في الصباح، وكان يصطحب معه في سيارته بعضاً من رفاقه ويقودها كالمجنون غير مكترث بما سيحدث حتى أنه من جراء سرعته وتهوره بقيادة سيارته صدم بها ذات يوم رجلاً وكسر عاموده الفقري ليصبح ذلك الرجل بعد ذلك معوّقاً ومقعداً طيلة ما تبقى له من حياة، وقد تكفل والد الشاب للرجل المصاب بدفع كافة المصاريف وأعطاه مبلغاً كبيراً من المال تعويضا له على إعاقته وإصابته.
رغم أن ذلك الشاب قد عوقب على فعلته تلك لم يرتدع ولم يتعظ بل استمر في أفعاله الرديئة إلى أن جاءت ذات يوم إحدى الفتيات القاصرات التي تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً إلى والد ذلك الشاب وأخبرته أنها حامل من ابنه المحترم وهي الآن في شهرها الثالث وأن أهلها لا يعلمون بذلك الأمر بعد، وأخذت ترجو ذلك الأب وتتوسل إليه أن يساعدها ويقنع ابنه بالزواج منها قبل فوات الأوان.
ما إن سمع ذلك الرجل من تلك الفتاة ما سمع حتى تصاعد الدم إلى رأسه وغضب غضباً شديداً ثم دعا ابنه على الفور، وبعد أن سأله عن الأمر لم ينفي ذلك لكنه اتهم الفتاة بأنها هي التي تركت له المجال لأن يفعل معها ما قد فعل، وما إن أنهى كلامه حتى وقف والده وتقدم منه ثم صفعه على وجهه صفعةً أسالت الدم من أنفه، وقد كانت تلك هي المرة الأولى التي يصفعه فيها لأنه لم يكن ليقدم على فعل مثل ذلك لشدة حبه له، وبعد أن هدأ روعه قال للفتاة بأنه سيتدبر الأمر ويتحدث مع ولده بشأن الزواج منها فما عليها إلاّ أن تذهب الآن وتنتظر وتصبر قليلاً وإن الله مع الصابرين.
بعد خروج الفتاة جلس الرجل مع ابنه وأنّبه على فعلته تلك ثم طلب منه أن يتزوج من تلك الفتاة وينهي المشكلة، لكن ذلك الابن وبكل وقاحة رفض طلب والده بحجة أنه لا يحبها وأنها هي الأخرى قد أخطأت أيضاً وليس هو وحده من أخطأ وعليها أن تتحمل نتيجة خطأها وليس أمامها من حل إلاّ إسقاط ذلك الجنين وكأن شيئاً لم يكن.
لم يكن باستطاعة ذلك الوالد أن يرغم ابنه على الزواج من تلك الفتاة بالقوة، ولم يكن ذلك الابن يصغي إلى كلام أبيه ويسمع نصيحته، ولذلك لم يكن أمام الوالد من حل إلاّ أن يُقنع تلك الفتاة بإسقاط حملها بأية طريقة ودون أن يَعلم أهلها بذلك، وإن هي رفضت وعلم أهلها بأمرها فما عليه حينذاكٍ إلاّ أن يتفاهم مع أهلها ويحاول أن يغريهم ببعض المال لعلّهم يوافقون وتنتهي المشكلة، وعلى الفور دعا الرجل تلك الفتاة وحاول إقناعها بإسقاط الجنين بحجة أن ابنه مصر على عدم الزواج منها وأنه ليس أمامها إلاّ ذلك الحل، لكن تلك الفتاة لم توافق ورفضت وهددته بأنها ستخبر الشرطة بالأمر وتُعلم أهلها أيضاً وليكن ما يكن.
قالت الفتاة ذلك وخرجت على الفور غاضبة حزينة والدموع تنهمر من مقلتيها وهي لا تدري إلى أين تذهب وإلى من تشكو أمرها، فلم تجد أمامها من حل إلاّ أن تخبر والدتها بأمرها عساها تريحها مما هي فيه أو تشفع لها عند والدها، أو ربما يذهب والدها إلى والد ذلك الشاب ليتفاهما معاً ويجدان حلاً لمشكلتها.
ما إن وصلت تلك الفتاة إلى المنزل حتى أخبرت والدتها بالأمر وهي ترتعد خوفاً من ردة فعلها وغضبها، لكن والدتها تمالكت نفسها وأخذت تُهدأ من روع ابنتها رغم أنها هي الأخرى كانت ترتجف من الغضب ووعدتها بأن تحاول هي ووالدها إيجاد حل لتلك المشكلة وأنها ستخفي ذلك الأمر عن إخوتها حتى لا يتسرعوا بفعل ما لا تحمد عقباه، وبعد أن هدأ روعها أخذت تفكر بالطريقة المناسبة التي ستخبر بها زوجها دون أن تثير غضبه، ثم دخلت عليه بعد ذلك وبدأت تحدثه وتلاطفه وتمهد الطريق شيئاً فشيئاً إلى أن أخبرته أخيراً بأمر ابنته وما جرى لها، وما إن سمع منها زوجها ذلك حتى استشاط غضباً وأراد أن يذهب إلى ابنته في الغرفة المجاورة يريد قتلها فمنعته زوجته من ذلك بكل قواها وأخذت تهدأ من غضبه وتتوسل إليه أن لا يفعل أي شيء أثناء ثورة أعصابه لكي لا يندم على ذلك فيما بعد، وهكذا إلى أن هدأ الرجل أخيراً وأخذ هو الآخر يفكر بالطريقة التي سيقنع فيها ذلك الشاب بالزواج من ابنته وينهي المشكلة.
بعد أن استدل الرجل من ابنته على عنوان ذلك الشاب ذهب إليه وتحدث معه ومع والده بالأمر وطلب من الشاب أن يُصحح خطأه ويتزوج ابنته لكنه لم يسمع في النهاية ما يسره فخرج غاضباً مهدداً بأنه سوف يفعل ما يجب عليه فعله.
كان والدا الفتاة يحاولان إخفاء أمر ابنتهما عن إخوتها لكي لا يتسرع أحدهم ويفعل ما يوقعهم في مصيبة أكبر من التي هم فيها، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فبعد قليل من الوقت علم أولئك الأخوة بما فعله ذلك الشاب مع أختهم، والذي أغاظهم وجعلهم يحقدون عليه هو رفضه الزواج منها رغم علمه بأنها حامل منه فاتفقوا فيما بينهم على أن يقتلوه جزاءً له على ما فعل.
حان وقت تنفيذ حكم الإعدام بذلك الشاب فانتظروه خارج المنزل ولما شاهدوه يخرج استل احدهم مسدسه وتقدم منه ثم أطلق النار عليه وأصابه في رأسه وصدره فسقط من جراء ذلك إلى الأرض دون حراك وفر أولئك الأخوة بعد ذلك هاربين.
سمع والد الشاب صوت الرصاص فخرج يستفسر الأمر، وكانت الصدمة والفاجعة الكبرى حين رأى ولده وفلذة كبده ملقى على الأرض قتيلاً والدماء تسيل من رأسه وجسده.
ركع ذلك الرجل أمام جسد ولده المسجى على الأرض ونظر إلى وجهه للحظات ثم ضمه إلى صدره والدموع تنهمر من عينيه والحزن يفتت قلبه ثم أخذ يقول: ليتك لم تأتي إلى الحياة يا حبيبي، ليتك لم تأتي إلى الحياة يا ولدي، وليتني لم أرك تكبر أمام عيني وأشاهد مصرعك بأم عيني، لقد جعلتني أفعل المحرمات وأظلم الناس بسبب حبي لك ولا أدري إذا كان الله سيغفر لي ذلك ويسامحني، وقد شغلت فكري وعقلي خوفاً عليك في حياتك وأدميت قلبي حزناً عليك في مماتك، ولو أني كنت أعلم أن نهايتك ستكون هكذا لما كنت تمنيتك ورغبت في وجودك، ولست أدري فربما كانت قسمتي في الحياة من الأولاد هي من البنات فقط، وربما كان لي في ذلك رحمة من الله لأنه كان يعلم أن الولد الذّكر سوف يكون فاسداً ويجلب لي المصائب والذنوب، وأنا لم أكن أرضى بتلك القسمة وأصرّيت على أن يكون لي ولداً ذكراً فأرسلك الله إلي أخيراً لكي يعضني ويقول لي من خلال كل ما جرى أن وجود الإناث دون الذكور ليس هو بعار أو نقص في العطاء، فأرجو الله أن يسامحني ويغفر لي... أرجوه أن يغفر لي...
وصَمَتَ ذلك الرجل للحظات ثم عاد يبكي وينوح ويلطم وجهه ويهذي ويهلوس ويردد بأعلى صوته وكأنه فقد عقله: ليتك لم تأتي إلى الحياة يا ولدي... ليتك لم تأتي إلى الحياة...
أجل. لقد فَقَدَ ذلك الرجل عقله بالفعل، فقد كانت الصدمة عليه أقوى من احتماله، وحزنه الشديد على ولده قد أضعف قدرته وأتلف أعصابه وعقله حتى فقد أخيراً قدرته على التركيز.
إذا صادف ومر أحدكم يوماً في وسط مدينة النبطية (جنوب لبنان) وشاهد رجلاً يناهز الستين من العمر وهو يجوب الشوارع هناك مرتدياً ثياباً ممزقة بالية ويردد كلاماً غير مفهوم، فإنه سيكون هو ذلك الرجل.
صدق الله حيث قال:
]إِنَّمَا أمْوَالُكُمْ وَأوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيٌم~15[ التغابن 64.
وقال تعالى:
]يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ~49[ الشورى 42.
| | |
|
|
فارس المنتدى مشرف على قسم
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1109 نقاط : 6093 تاريخ التسجيل : 17/02/2012
| موضوع: رد: قصة حقيقية مؤثرة فعلا للبنين والبنات الأربعاء 28 مارس - 20:01:26 | |
| |
|
عازفة الصمت مشرفة على قسم
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 440 نقاط : 5424 تاريخ التسجيل : 18/10/2011 الموقع : عازفة الصمت
| موضوع: رد: قصة حقيقية مؤثرة فعلا للبنين والبنات الأربعاء 28 مارس - 20:08:46 | |
| و هل فعلا قراتها؟ شكرا على الرد تقبل مروري |
|
mariam harbali مشرفة على قسم
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 695 نقاط : 5732 تاريخ التسجيل : 08/10/2011 الموقع : tefrdite_temssia
| موضوع: رد: قصة حقيقية مؤثرة فعلا للبنين والبنات الأربعاء 28 مارس - 20:38:04 | |
| chokran laki ya okhtiii alkariima ha9an moatirra |
|
عازفة الصمت مشرفة على قسم
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 440 نقاط : 5424 تاريخ التسجيل : 18/10/2011 الموقع : عازفة الصمت
| موضوع: رد: قصة حقيقية مؤثرة فعلا للبنين والبنات الأربعاء 28 مارس - 20:39:46 | |
| |
|