يعد الإخلال في النظام البيئي الطبيعي والبشري من أهم مسببات التصحر ، ويمكن أن نجمل الأسباب فيما يلي :
أولا : أسباب طبيعية :
1- تناقص كميات الأمطار في السنوات التي يتعاقب فيها الجفاف .
2- فقر الغطاء النباتي يقلل من التبخر ، وبالتالي يقلل من هطول الأمطار ، كما أنه يعرض التربة إلى للانجراف ويقلل من خصوبتها.
ومن الأمثلة على ذلك في الوقت الحاضر بعض مناطق الساحل الشمالي لمصر وشمال أفريقيا وبلاد الشام ، كانت في الماضي حدائق غناء ، وأصبحت الآن صحاري جدباء ، لذلك لا بد من إعادة تعمير ما تصحر من أراضينا ، يتهم العرب من قبل الصهيونية أنهم سبب هذا التصحر ، ويقولون عنهم " أنهم آباء الصحراء وليسوا أبناءها " وهذا قول خاطئ تماما لأن وصية أبا بكر لجيوش الشام ما زالت شاهدة على مدى اهتمام العرب المسلمين بقيمة الشجرة : لا تقطعوا شجرة ..........إلخ .
ولكن القحط الذي يصيب بعض المناطق ، يترك آثارا سيئة وتحتاج إلى جهود ووقت طويل لإعادتها إلى ما كانت عليه.
3- انجراف التربة بفعل الرياح والسهول ، ونقلها من مواضعها إلى مواضع أخرى .
4- التعرية أو الانجراف Erosion
وهي تآكل التربة الزراعية ونقلها بفعل العوامل المناخية وخاصة الرياح والمياه ، وهي ظاهرة طبيعية موجودة منذ الأزل ، ولكن زاد من شدتها في العصر الحديث اتباع معاملات زراعية غير واعية مثل العي الجائر وإزالة الغابات على نطاق واسع في أوقات غير مناسبة .
وتعد التعرية في المناطق الجافة وشبه الجافة أداة حدوث الصحراء ، أما تجريف التربة الزراعية ، فهو ببساطة عمل تخريبي من فعل الإنسان غير الواعي ، مثل استخدام الطبقة السطحية في صناعة طوب البناء ( كما هو في مصر ) ، وكذلك انجراف التربة بفعل المياه وخاصة الأمطار فــــــــــي المنــــــــــــــــاطق المنحدرة ( كما هو الحال في الأردن ) وبقية بلاد الشام خاصة إذا قطعت الأشجار أو أزيلت الغابات .
5- زحف الكثبان الرملية :تحتل حركة الكثبان الرملية وطمرها للأراضي المنتجة المجاورة أبسط أنواع التصحر ، وكنها بالطبع أكثر ظهورا والأيسر ملاحظة ، ومن ثم يبدو أنها كانت السبب في شيوع تعبير ( زحف الصحراء ) وتغطي هذه الكثبان جانبا كبيرا من الصحاري .
وتمثل الكثبان الرملية تهديدا دائما للأراضي المزروعة ، وكذلك للطرق والمستقرات البشرية . كما أن الرياح المحملة بالرمال كثيرا ما يترتب عليها أضرار كبيرة بالزراعات ، كما تؤثر على صحة الحيوان والإنسان .
ثانيا : أسباب بشرية :
1- الضغط السكاني على البيئة ، ويتمثل بما يلي :
• تعدي الإنسان على النباتات الطبيعية باجتثاثه لها ، وتحويلها إلى أراض زراعية ، وخاصة في المناطق الهامشية (5) .
• تعدي على الأراضي الزراعية بتحويلها إلى منشآت سكنية وصناعية وغيرها ، بالإضافة إلى عمليات التعدين الواسعة ، وما تتركه من أثر على الأراضي الزراعية المجاورة لها وتعرف هذه الظاهرة باســــــم ( التصحر الحضاري ).
2- أساليب استخدام الأراضي الزراعية ، ويتمثل بما يلي :
• أساليب تتعلق بإعداد الأرض للزراعة كالحراثة العميقة والخاطئة ، وكإهمال الجدران الاستنادية التي تحافظ على التربة من الانجراف ، وإهمال زراعة مصدات الرياح .
• أساليب تتعلق باختيار الأنماط المحصولية والدورة الزراعية ، فالزراعة غير المرشدة أو غير العقلانية في أراضي الري المطري يمكن أن تؤدي إلى تعريض التربة لعوامل التعرية وزراعة محصول واحد في نفس الأرض بصورة متكررة يؤدي إلى إصابتها بفقر الدم وخفض خصوبتها ومن ثم تناقص غطائها النباتي ، وفي النهاية التعرض لمخاطر التعرية .
• أساليب تتعلق بالممارسات الزراعية نفسها كالري والصرف والتسميد والحصاد ، مما يؤدي إلى زيادة ملوحة التربة وتناقص خصوبتها ، وكذلك استخدام المعدات الثقيلة في المناطق القاحلة قد يؤدي إلى زيادة حدة الدمار نتيجة إزالة الغطاء النباتي وتفكك التربة وتعرضها للتعرية بفعل الرياح والمياه .
3- الاستغلال السيئ للموارد الطبيعية ، ويتمثل بما يلي :
• استنزاف الموارد الجوفية والتربة يعرضهما للتملح وتدهور نوعيتهما والملوحة أو التمليح نوع من أنواع التصحر قد يكون من أخطر حالات التصحر ، خاصة وانه يحدث في الأراضي المروية تحت ظروف المناخ الجاف ، بحيث تزداد ملوحة التربة وتتناقص خصوبتها ، وتتحول بالتالي إلى تربة غير منتجة أي " تتصحر " وقد حصل ذلك في وادي النيل ووادي دجلة والفرات وقد يحدث في منطقة الجزيرة بسوريا وفي الكثير من الواحات وفي البادية الأردنية . ولذلك لا بد من التفكير جديا في عمليات الصرف من أجل علاج هذه المشكلة إذا سمحت طبوغرافية المنطقة بذلك .
• تلوث المياه السطحية والجوفية والتربة يساهم في ظاهرة التصحر .
• الرعي الجائر وغير المنظم يسبب إزالة الغطـاء النباتي ، وبالتالي تتهيأ الفرصة للزحف الصحراوي.