قصة للنشر
اسيقظت صباح اليوم وقد قاربت بطارية جوالي على الانتهاء، مايزيد على العشرة مكالمات لم ارد عليها من اصدقائي مشجعين الريال (الذين لم يتصلوا بي منذ 3 سنوات بعد اي مباراة كلاسيكو) وقد قرروا الاتصال بي ليلة امس لاسباب معروفة.
لم اقم بالرد لانني كنت مشغولا في ماهو اهم من ذلك، وعندما قررت الرد عليهم والاتصال بهم فوجئت بما يلي:
1. لم اتخيل ان جماهير الريال (ومنهم اصدقائي) كانوا مكبوتين الى هذه الدرجة !! لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم..لقد كنت اضحك عندما كانوا يتحدثون معي..مما زادهم ضيقا!!
2. لم ارى احدهم يفرح مثل فرحة البارحة في حياته، بالغوا فيها كثيرا، وكأن الريال يفوز اول مرة بالدوري الاسباني!!
3. تفاجئت بالكثير من اصدقائي الذين اخذوا الموضوع على محمل شخصي للغاية؛ فانا لا املك نصف اسهم النادي، ووالدي لم يدرب البرشا او يكن من اساطيرها يوما، واخي لا يدرك حتى معنى التسلل في قوانين كرة القدم!! ولكن جماهير الريال اصرت بانها هزمتني شخصيا وحطمت مستقبلي !! حتى احسست بان حياتي انتهت ومستقبلي كان متوقفا على كلاسيكو ليلة امس..مع انني مشجع للبرشا منذ 1998 وهذا ليس اول كلاسيكو يخسره البرشا، مما قادني الى النقطة الاولى وهي حالة الكبت الشديد والضغط النفسي الذي كانوا يعانوا منه!!
واليكم الطريقة التي تعاملت بها مع الموضوع، ورايت انه من الجيد ان اشارككم يا افضل مشجعين في العالم بعض النصائح التي جربتها واثبتت فائدتها عند مقابلة اي شخص مدريدي الايام المقبلة:
النصيحة الاولى: بادر الى تهنئة المدريدي عند مقابلته..واصدمه!
نعم، اصدمه وفاجئه وقم بتهنئته..فان هذه المباردة تطفئ حماسه المفتعل وتحطم معنوياته. وتذكر انك انت لاتحب البرشا اكثر من بيب جوارديولا الذي كان اول من هنا الريال على الفوز بالدوري ليلة امس. ولكن احذر من ان تكون ساخرا في تهنئتك..مع ان الوضع يدعوا الى السخرية ولكن اياك ان تتهكم وتضحك على كيفية فوزهم بالدوري.
النصيحة الثانية: لا تنجرف وراء النقاشات العقيمة..المقارنة غير عادلة!
3 سنوات من السيطرة العالمية على لعبة كرة القدم، سيطرة مطلقة لم يستطيع ان ينافسه احد على الزعامة، واذا دخلت في نقاش الافضلية لمن؟ فانك بذلك تعطي المجال لمقارنة الريال مع البرشا وهذا خطا كبير. لا تقحم نفسك في النقاشات عن اي موضوع لاداعي له، وفر وقتك وجهدك..البرشا ليس كالريال لا كنادي ولا كلاعبين.
النصيحة الثالثة: كن مشجعا وفيا لفريقك..ولاتركض وراء العصبية
لم اسمع احدا يشتكي من بيب طوال السنوات التي استلم فيها التدريب، ولكن البارحة رايت مشجعي برشلونة يتحولون الى اساطير في التدريب..نعم، انا ادرك جيدا ان لكل رايه و كلنا لنا حق انتقاد التشكيلة، الثلاث مدافعين والهجوم الغريب لليلة امس..ولكن من دون الانتقاص من قيمة المدرب والذي له راي ايضا...جوارديولا الذي قدم للعالم مالم يقدمه احد.
كن مشجعا حقيقيا لفريقك سواء وقت الفوز او الهزيمة ولاتكن من الذين يغردون وقت الانتصار ويبكون وقت الهزيمة، ادعم فريقك وشجعه من دون عصبية.
واخر نصيحة..عندما ترى مدريدي..ابتسم فقط وقل له نراكم في العام المقبل ان شاء الله..ولا داعي لان تذكره بالرقم 6 -2 او الرقم 5 – 0 او اي من الارقام التي طبعها البرشا مؤخرا على وجوههم التي استسلمت لمدة تزيد عن الثلاث سنوات ولبسوا البياض لها.