البعض يقول أنه عبقري، وآخرون يصفونه بالجنون، وربما كان هو يقف في المنتصف بين الحالتين أو ربما هو كلاهما معا، لكن ما هو واضح تماما أن ريال مدريد، الفريق المعروف بالأناقة على مدى تاريخه النظيف لم يعد كما هو منذ أن تولى "السبيشال وان" قيادته!
منذ أن جاء "مو" اختلف الحال تماما فلم تعد ترى الريال المتزن الذي تهمه سمعته قبل كل شيء بل صرنا نرى فريقا آخر مختلفا تماما لا يهمه شيء سوى الفوز مهما كان الثمن.
هذه هي عقلية مورينيو بالضبط، لا شيء يهمه سوى تحقيق الهدف بغض النظر عن الوسيلة، إذا كان اللعب العنيف والخشن يحقق الهدف فلا باس، وإذا كان التهجم على الحكام والاتحاد يحققان الهدف فلا مشكلة، ولو تطلب الأمر أن يستخدم مورينيو مهاراته البالغة في القرص واللسع والضرب والشتم فلا مشكلة أيضا. المهم هو الفوز.
هذا هو حال الريال بعد "الفايف ستارز" وهو حال محزن ومؤسف ولا يملك محبي الملكي سوى التحسر على الزمن الماضي الجميل، حين كان الريال مثالا يحتذى للعب الجميل والنظيف بعيدا عن العنف ولغة الضرب والشتم!
والسؤال هو لماذا كل هذا؟
البعض يقول إنها لعنة برشلونة التي تطارد هذا المدرب أينما حل وارتحل، فهو في غالب المواجهات الخاسر لا محالة مهما فعل، ومهما تشاطر وتذاكى وبدل وغير من خطط وطرق لعب، النتيجة واحدة الخسارة في أغلب الحالات!
هذه العقدة صارت تؤرق مورينيو، وتطرد النوم من عينيه خصوصا، وهو يرى حلم اللقب الوحيد الذي في متناول يديه -الدوري- يتطاير في مهب الريح. ذهب الكأس، ودوري الأبطال يبدو غير مضمون أبدا، ولم يبق له سوى حلم إحراز الدوري، وها هو يراه يتلاشى أمام عينيه، والنتيجة مزيدا من العصبية والعنف والشتم والضرب.
بعد مباراة ريال مدريد الشهيرة الأسبوع الماضي ضد فياريال حين طرد السيد مورينيو بسبب "التلاسن" مع الحكم، وهي ليست المرة الأولى التي يطرد فيها من مقعده ليذهب إلى المدرجات.
وقد أصابت حالة الاحتقان والعصبية هذه بقية لاعبي الفريق فرأيناهم ينالون البطاقات الصفراء والحمراء تباعا ويخسرون نقطتين في وقت حرج للغاية لا مجال فيه لخسارة أية نقطة.
مورينيو صب جام غضبه على الحكم، لكن الصحف المدريدية لم تنسق وراءه هذه المرة بل حملته هو المسؤولية كاملة عما حصل في المباراة.
فقد اعتبرت صحيفة " ايلبايس "الاسبانية أن مورينيو يتسبب في هيستريا جماعية لمدريد بسبب استفزازته المتتالية للجميع في المارديغا ".
وهذا صحيح تماما فالسيد المحترم يصيب الجميع بحالة من الجنون تصل حد الهستيريا.
أما صحيفة "الماركا" فقد قالت أن مورينيو أظهر جبنا تكتيكيا في المادريغال، وعابت على فريقها ضعف أدائه أمام فياريال، وأكدت الأمر صحيفة "الأس" حين كتبت أن مورينيو أهدى نقطتين لفياريال بسبب خططه التكتيكية الضعيفة و فلسفته الغربية.
أما الـ ABC فقد ركزت على الرعب الذي حل في البيت المدريدي و عنونت "الخوف تجذر في مدريد" و كتبت: "ريال مدريد في وضعية سيئة حيث الخوف صار هو منظومة اللعب".
نعم الخوف والرعب والهستيريا والجنون والجبن صارت صفافت الملكي تحت قيادة "السبيشال وان" فمن ينقذ ريال مدريد من جنون مورينيو؟؟؟؟