الثدييات حيوانات فقارية لها عمود فَقري وتتغذى صغارها بلبن الأم. وهناك نحو 4,500 نوع من الثدييات، وكثير منها يعد من الحيوانات الأكثر شيوعاً. فالقطط والكلاب من الحيوانات الثديية، وكذا حيوانات المزرعة كالماشية والأغنام والخيل. كما تضم الثدييات حيوانات أخرى مثل آكلات النمل والقردة والزرافات وأفراس النهر وحيوانات الكنغر. كما أن الإنسان نفسه يصنِّفه بعض العلماء في الثدييات أيضا.
وتعيش الثَدْييات في كل مكان تقريبًا. فالحيوانات الثديية كالقردة والفيلة تعيش في المناطق الاستوائية، وتعيش الدببة بالقطب الشمالي، بينما تعيش ثدييات مثل الإبل وفئران الكنغر في المناطق الصحراوية. وتعيش أنواع معينة من الثدييات مثل الفقمات والحيتان في البحار والمحيطات. وهناك مجموعة واحدة من الثدييات يمكنها الطيران، وهي الخفافيش.
وبعض الثدييات يعيش بالقرب من المجتمعات البشرية. وتشمل هذه الحيوانات الفئران والجرذان التي تتغذى في أغلب الأوقات بنفايات المنازل. أما معظم الثدييات البرية فلا يمكنها العيش إلا بمواطنها الطبيعية. وكثير من الثدييات مثل التشيتا (الفهد الصياد) تَحْذر الإنسان وتتجنب الأماكن التي يرتادها.
ويعد الحوت الأزرق، وهو من أكبر الكائنات التي عاشت على الإطلاق، حيواناً ثديياً. ويبلغ طوله 30م تقريبًا، ويزن ما يزيد على 200 طن متري. أما أصغر الحيوانات الثديية فهو خفاش تايلاند ذو الأنف المقوس إذ يبلغ حجمه حجم النحلة الطنانة، ويزن نحو جرامين فقط.
تعيش بعض الثدييات لفترات طويلة. فمثلا تعيش الفيلة حوالي 60 سنة، ويعيش بعض البشر إلى أن يبلغوا من العمر مائة سنة أو أكثر. ومن ناحية أخرى يعيش الكثير من الجرذان والزَّبابات لفترة تقل عن السنة.
وتختلف الثدييات عن غيرها من سائر الحيوانات من خمسة وجوه هي: 1- تقوم الثدييات بإرضاع صغارها، أي تغذيتها بحليب، بينما لا تفعل ذلك سائر الحيوانات الأخرى. 2- توفر معظم الثدييات لصغارها الحماية والتدريب بدرجة أكبر مما تفعله الحيوانات الأخرى. 3- الثدييات هي الحيوانات الوحيدة التي ينمو لها شعر، فكل الثدييات ينمو شعرها في وقت ما من حياتها، وإن كان بعض أنواع الحيتان ينمو شعرها قبل ولادتها. 4- الثدييات حيوانات ذات دم حار، أي تبقى درجة حرارتها ثابتة حتى وإن تغيرت درجة الحرارة الخارجية المحيطة بها. والطيور أيضا حارة الدم، وفيما عدا الثدييات والطيور فإن الحيوانات الأخرى كلها تقريبًا لا تتميز بهذه الصفة. 5- يزيد حجم الدماغ ودرجة نمائه في الثدييات مقارنًا بالحيوانات الأُخرى. وتمتاز بعض الثدييات كالشمبانزي والدلافين والإنسان خاصة بدرجة عالية من الفهم والإدراك.
وتَعْرِض هذه المقالة معلومات عامة حول الثدييات. وهناك المئات من المقالات في هذه الموسوعة تعطي تفصيلات عن أنواع محددة من هذه الحيوانات. وإضافة إلى ذلك تتناول مقالة الحيوان معلومات كثيرة عن الثدييات.
أهمية الثدييات
كيف يستخدم الناس الثدييات. قام الإنسان منذ أقدم العصور بصيد الثدييات الأخرى. وفي عصور ما قبل التّاريخ كان النّاس يأكلون لحوم الثدييات البرية ويستعملون جلودها لصنع الملابس، كما استعملوا أيضًا عظامها وأسنانها وقرونها وحوافرها لصنع الأدوات والحلي.
ومنذ حوالي 10,000 سنة، تعلم النّاس استئناس أنواع معينة من الثدييات النافعة، حيث قام الصيادون بتربية الكلاب ـ وهي من أول الحيوانات التي استؤنست ـ وذلك لأغراض السباق والرياضة. وبعد ذلك استأنس بعض النّاس الأجيال الأولى من الماشية والماعز والغنم. ومنذ ذلك الحين زوَّدت هذه الحيوانات الإنسان باللحوم وغيرها من المنتجات. وقد استُُعمل لفترات طويلة كل من الخيل والثيران لنقل الناس وأمتعتهم، كما استعملت للغرض نفسه الإبل والفيلة والماعز واللاَّمات والأيائل والكلاب أحيانًا.
وتعتبر بعض الثدييات ـ وخاصة القطط والكلاب والجرذان القارضة والأرانب ـ من الحيوانات الأليفة الشائعة. وهناك أنواع معينة من هذه الحيوانات تستعمل في الأبحاث العلمية، كأن تُجرب عقاقير جديدة في الجرذان والفئران والكلاب وخنازير غينيا والقردة. انظر: التجارب على الحيوان.
ورغم ما توفره الثدييات الأليفة من منتجات، فلا يزال النّاس حتى الآن يصطادون الثدييات البريّة، مثل الظّباء والغزلان والأرانب والسناجب، وذلك للانتفاع بلحومها وجلودها. وتُصاد الحيتان للحصول على اللحم والزيت، وعجول البحر من أجل جلودها. وهناك أنواع من الثدييات البريّة مثل القندس وفأر المسْك وثعلب الماء وغيرها، تصاد للحصول على الفراء. وتصاد الفيلة وأفراس النهر وحيوانات الفظ للحصول على أنيابها المُكوَّنة من العاج.
تعتبر الثدييات البرية أيضًا مصدرًا للمتعة والترويح. ويسافر كثير من الناس إلى المتنزهات العامة والخاصة ليسعدوا بمشاهدة الدببة والغزلان والأسود وغير ذلك من الثدييات في بيئاتها الطّبيعية. وهناك أُناس آخرون يذهبون إلى حدائق الحيوان لمشاهدة الحيوانات الجذّابة. وحتى في المدن الكبيرة يستطيع النّاس رؤية بعض الثدييات البرية، مثل السناجب والاستمتاع بها.