A.Lakdib المدير العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 2398 نقاط : 10959 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
| موضوع: بيل غيتس الثلاثاء 12 أبريل - 22:03:28 | |
|
وليام هنري غيتس الثالث (بالإنجليزية: William Henry Gates III) المشهور ببيل غيتس، وبيل هو اختصار لاسم وليام في الولايات المتحدة الأمريكية وهو رجل أعمال ومبرمج أمريكي ومحسن. وثاني أغنى شخص في العالم. أسس عام 1975 شركة مايكروسوفت مع بول آلان وقد صنع ثروته بنفسه ويملك أكبر نصيب فردي من أسهمها المقدر بتسعة بالمئة من الأسهم المطروحة. محتويات حياته ولد في سياتل، واشنطن في 28 أكتوبر 1955). من والديه وليام غيتس وماري ماكسويل غيتس. ولدى غيتس أخت كبرى (كريستاني) وأخت صغرى (ليبي). ولقد كان يبل غيتس الاسم الرابع من عائلته " IIII "، ولكن عرف بوليام غيتس الثالث (III) ،لأن والده ترك لقبه بصفته الثالث (III) وهو من أصل إيرلندي-أسكتلندي (بريطاني). ترعرع الطفل بيل في عائلة ذات تاريخ عريق بالاشتغال في السياسة والأعمال والخدمة الاجتماعية. عمل والد- جده محافظاً وعضواً في الهيئة التشريعية للولاية، وعمل جدّه نائبا ًلرئيس بنك وطني، وكان والده محامياً بارزاً. كما شغلت والدته منصباً إدارياً في جامعة واشنطن، وكانت عضواً بارزاً في مجالس لمنظمات محلية وبنوك. من أجل ذلك لم يكن مستغرباً أن يظهر الطفل بيل الذكاء والطموح وروح المنافسة في وقت مبكر، فقد تفوق على زملائه في المدرسة الابتدائية وخاصّة في الرياضيات والعلوم، وقد أدرك والداه ذكاءه المبكر مما حدا بهما لإلحاقه بمدرسة لايك سايد (Lakeside) الخاصّة والمعروفة ببيئتها الأكاديمية المتميزة، وكان لهذا القرار الأثر البالغ على حياة بيل ومستقبله، ففي هذه المدرسة تعرّف بيل على الحاسوب لأول مرّة. خبرته الأولى بالحاسوب في ربيع العام 1968م، قررت مدرسة لايك سايد شراء جهاز حاسوب لتعريف طلابها بعالم الحاسبات، وكانت أجهزة الحاسوب في ذلك الوقت ما تزال كبيرة الحجم ومكلفة، ولم تتمكن المدرسة من تحمل نفقات شراء جهاز حاسوب، من أجل ذلك قررت المدرسة شراء حسابات مستخدمين بمدة زمنية محددة لطلبتها، مقدمة من شركة جينيرال إلكتريك (GE-General Electric). ونظّم مجلس الأمهات في المدرسة حملة تبرعات تمّ من خلالها جمع بضعة آلاف من الدولارات من أجل هذه الغاية. ارتبط الطلبة مع حواسيب الشركة من خلال نظام- متعدد المستخدمين (Time-Sharing System) عبر خط الهاتف في المدرسة؛ وكان لابدّ من أن توفر المدرسة لطلبتها جهازاً طرفياً (Terminal) يقوم الطلبة من خلاله بتحميل البرامج حتى يتم أرسالها عبر خط الهاتف إلى حواسيب الشركة، حيث تتم هناك عملية معالجتها ومن ثمّ إرسال النتائج للطلبة عبر خط الهاتف من جديد. و من جديد تحمّل مجلس الأمهات نفقة شراء جهاز طرفي من نوع (ASR-33) تتم تغذيته بالمعلومات من خلال شريط ورقي أصفر اللون. ومنذ تلك اللحظة أصبح بيل شغوفاً بالحاسوب- وكان وقتها طالباً في الصف الثامن- فقد أمضى غالبية وقته في غرفة الحاسوب في المدرسة منشغلاً بكتابة البرامج وتطبيقها لدرجة أنّه أهمل واجباته وتغيّب عن صفوفه الدراسية في بعض الأحيان. وفي هذه الغرفة تعرّف بيل على بول آلن (Paul Allen)، طالب آخر يشاطره شغفه وانشغاله في الحواسيب، وخلال وقت قصير نمت بينهما صداقة وثيقة استمرت لسنوات عديدة. واستهلك الطلاب المدة الزمنية المخصصة لهم في وقت قياسي! ولم يتمكن مجلس الأمهات من تحمل أية نفقات إضافية، ما دفعهم للتفكير في مصدر آخر يوفر لهم حساباتٍ مجانية وبزمن غير محدود. اتفقت المدرسة لاحقاً ذلك العام مع شركة محلية تعرف باسم Computer Center Corporation - CCC لتزويد الطلبة بمزيد من الزمن المخصص على الحاسوب، وكان نظام هذه الشركة يعمل على جهاز حاسوب من نوع(PDP-10)، وأقبل بيل وبقية الطلاب على هذا الحاسوب بشغف وكانوا فضوليين تجاه نظامه، ولم يمض وقت طويل حتى بدؤوا بإثارة المشاكل. فقد تسبب الطلاب بتعطيل النظام عدّة مرّات، وتمكنوا من كسر نظام الحماية على الحاسوب، كما قاموا بتعديل ملفات الحسابات الخاصة بهم للحصول على مدة زمنية أطول لاستخدام الحاسوب، مما دفع الشركة من حرمانهم لاستخدام النظام لأسابيع عدّة! بعد انتهاء مدّة الحرمان توجّه أربعة من طلاب المدرسة: (بيل غايتس، بول آلن، ريك ويلاند (Ric Weiland)، وكنت إيفانس (Kent Evans)) إلى شركة CCC، وقدموا عرضاً يقتضي بأن يساعدوا الشركة لإيجاد أخطاء النظام والتي سببت الخروقات التي قام بها الطلاب مقابل أن تمنحهم الشركة زمناً مجانياً وغير محدود لاستخدام النظام. وبما أنّ الشركة قد سئمت من تعطل النظام واختراقه المتكرر، وافقت على طلبهم وقررت أن تمنحهم هذه الفرصة. شكّل الطلاب الأربعة مجموعة أسموها: مبرمجوا لايك سايد (Lakeside Programming Group). واتاحت هذه الفرصة للمجموعة إمكانية دراسة برامج النظام، واكتسبوا خبرة برمجية واسعة في لغات برمجة كانت شائعة في ذلك الوقت مثل بيسك (BASIC)، فورتران (FORTRAN)، ليسب (LISP)، وحتى لغة الآلة (Machine Language) كما قاموا بإنتاج بعض برامج ألعاب. الانطلاق تجاه مهنة العمر
في عام 1970م واجهت شركة CCC مشاكل مالية مما دفعها لإغلاق أبوابها في شهر مارس من ذلك العام. وبدأت المجموعة من جديد بالبحث عن من يمنحها فرصة لاستخدام الحاسوب، فوفر لهم والد بول آلن فرصة لاستخدام بعض حواسيب جامعة واشنطن حيث كان يعمل. لكنّ المجموعة لم تتوقّف عند هذا الحد، فقد كانت بحاجة ماسّة لمن يمنحها الفرصة لإظهار مهاراتها الحاسوبيّة، وبعد عام واحد وُظّفت المجموعة من قبل شركة (.Information Sciences Inc)، لكتابة برنامج لاحتساب رواتب موظفي الشركة باستخدام لغة البرمجة كوبول (COBOL). ولأوّل مرّة حصل الطلاب على ربح مادّي مقابل موهبتهم الفذّة. وبالإضافة لذلك منحت المجموعة حقوقاً للملكية على برامجها، وتمّ الاعتراف بها قانونيًّا. كان مشروع بيل وبول آلن التالي إنشاء شركة صغيرة خاصة بهما فقط أسمياها (Traf-O-Data)، وقاما بتصميم جهاز حاسوب صغير يهدف لقياس حركة المرور في الشوارع، وأستخدما في تصميمه معالج إنتل 8008. حققت هذه الشركة الصغيرة ربحاً مقداره 20000 دولار أمريكي في عامها الأوّل، وكان بيل وقتها في المرحلة الثانوية، وأستمرت الشركة في العمل حتى دخول بيل الجامعة. في خريف عام 1973م ألتحق بيل بجامعة هارفارد، ولم يكن وقتها قد قررّ بعد نوع الدراسة التي يرغب بها، فالتحق بمدرسة الحقوق التمهيدية كتجربة، لكنّ قلبه كان ما زال معلقاً بالحاسوب؛ فقد كان يقضي الليل ساهراً أمام الحاسوب في مختبرات الجامعة ومن ثمّ يقضي النهار نائماً في الصفوف الدراسية. كان صديقه بول آلن قد التحق بجامعة هارفارد أيضاً، وكانا يتقابلان بشكل مستمر ويتابعان التفكير والحلم بمشاريع مستقبلية لتطوير البرمجيات ونظم التشغيل. في أحد أيام شهر ديسمبر من العام 1974م، وبينما كان بول آلن متوجهاً لزيارة صديقه بيل توقف أمام متجر صغير ليطّلع على بعض المجلات، فوقع نظره على مجلة (Popular Electronics) حيث ظهر على غلافها صورة لحاسوب " Altair 8800"، وكتب تحت الملف: " أوّل حاسوب ميكروي مخصّص للأغراض التجارية"، فاشترى بول المجلّة وانطلق مسرعاً لرؤية بيل. لقد أدرك الإثنان أنّ هذا الحاسوب يحمل معه فرصتهما الكبرى والتي طالما حلما بها. خلال أيام اتصل بيل بشركة ميتس (Micro Instrumentation & Telemetry System - MITS) الشركة المنتجة للحاسوب " Altair 8800"، وأخبرهم أنّه قد طوّر هو وزميله بول آلن (برنامج مترجم) للحاسوب مكتوباً بلغة البرمجة بيسك "Altair BASIC - interpreter ". وقد كانت هذه كذبة كبرى!! فلم يكن بيل وآلن قد كتبا سطراً برمجياً واحداً لهذا الحاسوب ولم يشاهداه إلاّ في صور المجلة فقط ولم يمتلكا حتّى معالج إنتل 8080 الذي يعمل عليه، لكنّ الشركة وافقت على مقابلتهما وتجريب النظام الجديد مما دفعهما للبدء بالعمل وبسرعة على كتابة البرنامج. كانت عملية كتابة البرنامج مسؤولية بيل غايتس، بينما بدأ بول آلن العمل على إيجاد طريقة لعمل محاكاة للحاسوب "Altair 8800" على أجهزة حاسوب" PDP-10 " المتوفرة في الحرم الجامعي لتجريب البرنامج عليه. وبعد مرور ثمانية أسابيع من العمل المستمرّ (تقريباً في منتصف شهر فبراير من عام 1975م)، شعر الاثنان أنّ برنامجهما صار جاهزاً، فاستقلّ بول آلن الطائرة متوجهاً إلى شركة ميتس لعرض البرنامج. في اجتماع عقد في شركة ميتس وبحضور رئيس الشركة إد روبرت (Ed Robert) حمّل بول البرنامج على الحاسوب "Altair 8800"، وبدأت عملية تشغيل البرنامج الحقيقية لأوّل مرّة. ويا للعجب!! فقد عمل البرنامج بكل سلاسة ودون أيّة أخطاء، وجلس بول مشدوهاً من هذا الإنجاز العظيم، واتصل ببيل ليزفّ له البشرى السارّة. تعاقدت شركة ميتس مباشرة مع كلّ من بيل وبول لشراء حقوق الملكيّة للبرنامج، وعيّن بول آلن نائباً لرئيس قسم البرمجيات في الشركة. وبالمقابل ترك بيل جامعة هارفارد وأنتقل للعمل مع بول في تطوير البرمجيّات؛ فقد أدرك الإثنان أنّ المستقبل يكمن في سوق البرمجيّات وأنّ عليهما أن يتصدّرا هذا الدّرب. ولادة شركة مايكروسوفت (Microsoft)
في منتصف عام 1975م، وبعد النجاح الباهر الذي حققه كل من بيل غايتس وبول آلان مع شركة ميتس، قرر الاثنان إنشاء شراكة خاصة بينهما لتطوير البرامج، أسمياها " Micro-Soft" وتشكل هذا الاسم من الكلمتين " Microcomputer" و"Software ". امتلك بيل غايتس نسبة 60% من حجم الشركة بينما حصل بول آلان على ال40% الباقية، واحتجّ بيل للحصول على الحصة الأكبر لتفرغه للعمل في الشركة، بينما كان بول ما يزال موظفاً بدوام كامل لدى شركة ميتس. تعرّض برنامج المترجم (BASIC-interpreter) الذي طوّرته شركة مايكروسوفت خلال هذه الفترة للسرقة والنسخ غير المشروع من قبل قراصنة الحاسوب، مما أثار غضب بيل غايتس ودفعه لكتابة رسالة للقراصنة في جريدة شركة ميتس الدورية "An Open Letter to Hobbyists"، تدين عمليات السرقة والقرصنة وتؤكّد على حقّ المبرمج في الحصول على ثمن نتاجه من خلال بيع البرامج. ونتج عن هذه الرسالة ردود فعل عدائية في أوساط القرصنة. وفي المقابل حصل بيل على العديد من الرسائل التي تحمل اقتراحات لحلّ مشكلة القرصنة، تضمن أحدها وضع البرنامج داخل رقاقة " ذاكرة القراءة فقط (ROM) "، وبالتالي تصبح سطور البرنامج محفورة داخل رقاقة من السيليكون بدلاً من أن تدخل إلى الحاسوب من خلال شريط ورقي، ممّا يجعل عملية السرقة شبه مستحيلة، وكان هذا الحل الأمثل في نظر بيل وآلن، وقرّرا تطبيقه في المراّت القادمة. وبالفعل فقد طوّرت مايكروسوفت برنامج مترجم لشركة كومودور العالمية، وتمّ تضمين البرنامج لأول مرة داخل رقاقة ROM لحاسوب كومودور بت (Personal Electronic Transactor-Commodore PET). مع نهاية عام 1976م، تمّ تسجيل مايكروسوفت رسمياً كشركة مستقلة، وبلغت أرباحها ما يقارب 104 ألفاً و216 دولاراً أمريكياً. واستقال بول آلن من شركة ميتس للعمل بدوام كامل لدى مايكروسوفت، واستمرت مايكروسوفت في تطوير البرامج للأنظمة المختلفة. الشراكة مع شركة IBM في عام 1980م بدأت شركة IBM العالمية (IBM - International Business Machine Company) مشروعاً عرف باسم مشروع مانهاتن (Manhattan Project) لتصنيع حاسوب شخصي جديد عرف باسم PC" IBM" ليستخدم في المكاتب والمنازل، وكانت الشركة بحاجة لنظام تشغيل للكمبيوتر الجديد؛ لذلك قامت بالاتصال بشركة مايكروسوفت في محاولة للحصول على النظام. لكنّ شركة مايكروسوفت لم تكن تمتلك نظام تشغيلٍ جاهزاً في ذلك الوقت، فقامت باقتراح نظام تشغيل CP/M والذي طوّرته شركة "Digital Research"، وبالفعل عملت شركة IBM باقتراح بيل وتوجه مندوبون عن الشركة لمقابلة غاري كيلدال (Gary Kildall) مؤسس شركة "Digital Research"، لكن شاءت الأقدار بأن يفشل هذا اللقاء، فلم يكن غاري متواجداً أصلاً وقت اللقاء حيث كان قد ركب الطائرة متوجهاً لمقابلة زبون آخر!!! وعادت شركة IBM تطلب مساعدة بيل غايتس، وهذه المرّة قرّر هو أن يلبي حاجتهم ويزوّدهم شخصيّاً بنظام التشغيل المطلوب. فقام بيل غايتس وبول آلان بشراء الحقوق الكاملة لنظام التشغيل الجاهز QDOS (Quick & Dirty Operating System) من مطوّر النظام المبرمج تيم باترسن(Tim Paterson) والذي كان يعمل حينها في شركة سياتل لمنتجات الكمبيوتر (Seattle Computer Products) مقابل 50000 دولار أمريكي- ولم تعلن مايكروسوفت آنذاك لشركة سياتل عن السبب الحقيقي لشراء هذا النظام- وكان هذا النظام ملائماً للعمل مع معالج إنتل المستخدم في تصنيع جهاز حاسوب " PC IBM". وقامت مايكروسوفت باعادة تسمية النظام مبدئياً ليصبح "PC-DOS". في اتفاق الشّراكة الذي عقد بين مايكروسوفت و IBM، أصرّ بيل غايتس أن تكون مايكروسوفت المزوّد الحصري لأنظمة التشغيل لكل الكمبيوترات الشخصية التابعة لشركة IBM، بمعنى أنّ شركة IBM ممنوعة من التعاقد مع أيّة شركة برمجيات أخرى لشراء أنظمة تشغيل لمنتجاتها. وفي المقابل، يحق لشركة مايكروسوفت الاحتفاظ بالحقوق الكاملة لتطوير وبيع نظام التشغيل الخاص بها لمن تريد من الأفراد أو الشركات في محاولة منها للهيمنة على سوق البرمجيات, وأحد المواقف الطريفة الذي يذكرها بيل غيتس أنه اكتشف وهو ذاهب إلى أهم اجتماع في حياته مع IBM لعقد صفقة البيع أنه من دون ربطة عنق، فذهب إلى السوق وتأخر عن الاجتماع، ويقول: "الأفضل ان أتأخر من أن أذهب من دون ربطة عنق".. وبالفعل قامت مايكروسوفت بطرح نسخة من نظام التشغيل في السوق باسم جديد هوMS-DOS في العام 1981م (MS-DOS - Microsoft Disk Operating System). وجعلت منه نظاماً جذّأبا لأنه بيع بسعر ثابت وللجميع دون تخصيص لهوية المشتري – ففي السابق كانت أنظمة التشغيل تباع حصرياً لشركة معينة ليتم تشغيلها على أجهزة هذه الشركة فقط دون سواها، أما مع نظام التشغيل MS-DOS فقد انتهى زمن الاحتكار وأصبحت البرمجيات في متناول الجميع– وكان بيل غايتس يهدف من خلال ذلك لبناء قاعدة هائلة من مستخدمي منتجات مايكروسوفت فيصبح بذلك المزوّد الرئيسي لكافّة المستخدمين. وقدّم المبرمج تيم باترسون استقالته من شركة سياتل لمنتجات الحاسوب ليصبح موظفاً لدى شركة مايكروسوفت. في 12 أغسطس 1981م أعلنت شركة IBM عن الصدور الرسمي للحاسوب الشخصي IBM PC. في أعقاب هذه الأحداث نشب خلاف بين شركتي مايكروسوفت وسياتل لمنتجات الحاسوب أتُّهم فيه كل من بيل غايتس وبول آلن بالتصرف بطريقة تنافي أخلاقيات المهنة. فعندما قاما بشراء نظام التشغيل "QDOS" من شركة سياتل لم يذكرا أبداً أنهما في مفاوضات مع شركة IBM لتطوير نظام تشغيل لها. وقامت شركة سياتل برفع دعوى قضائية على شركة مايكروسوفت على أساس الاحتيال والاستغلال لاتمام صفقة رابحة من خلال إخفاء معلومات مهمة عن طبيعة العلاقة التي تربطها بشركة IBM. وانتهت هذه القضية لاحقاً من خلال إجراء تسوية مالية خارج المحكمة بين الشركتين. استقالة بول آلن في نهاية عام 1982م، أصيب بول آلن بمرض هودجكين، وهو نوع من أنواع السرطان النادرة التي تصيب النظام اللمفاوي في الجسم. وعلى أثره استقال بول آلن من شركة مايكروسوفت ليتفرّغ للعلاج، وبذلك ترك بول آلن مايكروسوفت للأبد، لكن ذلك لم يمنع من استمرار الصداقة التي نشأت باكراً بين رفيقي لايك سايد حتى يومنا هذا. ولادة مايكروسوفت ويندوز في العام 1985م انتجت مايكروسوفت النسخة الأولى من نظام تشغيل ويندوز1.0(Microsoft Windows1.0)، والذي استخدم واجهة التطبيق الرسومية (GUI)المستوحاة من نظام (Xerox PARC) بالإضافة لبعض أجزاء الواجهة المتوفرة في نظامي أبل ليزا وماك (وقد سمحت شركة أبل للحاسوب لمايكروسوفت باستخدام هذه الأجزاء بناءً على اتفاق جرى بين الشركتين). وكان هذا النظام بديلاً لنظام التشغيل MS-DOS ومنافساً لأنظمة التشغيل الأخرى المتوفرة في السوق. مكّن هذا النظام الجديد المستخدمين من استخدام مؤشر الفأرة، والتنقّل بين عدّة نوافذ في نفس الوقت، مع احتوائه على عدّة تطبيقات مثل: برنامج المفكرة (notepad)، وتقويم سنوي، وساعة، وبرنامج الآلة الحاسبة، بالإضافة لإمكانية تفعيل نظام التشغيل MS-DOS. في عام 1987 م انتجت شركة مايكروسوفت النسخة الثانية من نظام التشغيل ويندوز2.0(Windows 2.0)، وأضافت له بعض التحسينات مثل زيادة سرعة المعالجة وزيادة حجم RAM المستخدمة. بالإضافة لدعم النوافذ بخاصية التراكب(overlapping)، والتي تعني إمكانية فتح عدّة نوافذ فوق بعضها البعض. في أعقاب صدور النسخة الثانية من ويندوز، رفعت شركة أبل للحاسوب في عام1988 م دعوى قضائية ضدّ شركة مايكروسوفت تتهمها فيها بسرقة بعض العناصر الخاصّة بواجهة التطبيق الرسومية لحاسوب أبل ماكنتوش واستخدامها في نظام التشغيل ويندوز. وفي عام 1990 م وبعدما أنتجت شركة مايكروسوفت النسخة الثالثة من نظام التشغيل ويندوز3.0(Windows 3.0)، أضافت شركة أبل إدّعاءات إضافية بالسرقة لدعواها القضائية. ادّعت شركة أبل في دعواها القضائية أنّ شركة مايكروسوفت سرقت الشكل والمضمون "look and feel" لنظام تشغيل ماكينتوش، كاستخدامها بعض خواص النوافذ؛ من إمكانية فتحها على سطح المكتب وتغيير حجمها وتراكبها، وكونها مستطيلة الشكل، وتحتوي على شريط العنوان (title bar). وبعد جدل طويل في القضية، أصرّ القاضي أن تقدّم شركة أبل قائمة محدّدة بالعناصر المسروقة، فقدّمت الشركة قائمة مكونة من 189 عنصراً. وبعد دراسة لهذه القائمة قرّر القاضي أنّ 179 من هذه العناصر كان من حقّ شركة مايكروسوفت استخدامها بناءً على الاتفاق الذي أبرم بين الشركتين عام 1985 م، وقبل صدور النسخة الأولى من نظام التشغيل ويندوز. وأنّ العناصر العشر الباقية ليست ملكاً لشركة أبل كون بعضها كان مستوحا أصلاً من نظام Xerox، والبعض الآخر يمثل الطريقة الوحيدة للتعبيرعن فكرة معينة. وبذلك خسرت أبل دعواها القضائية، بعد أربعة أعوام (أي عام 1992 م) من النقاش الساخن. يظنّ بعض النقّاد أنّ شركة أبل لم تكن ترجو إدانة شركة مايكروسوفت بقدر ما كانت ترجو السيطرة على حقوق التصميم الكاملة لواجهات التطبيق الرسومية لكلّ الحواسيب الشخصية في السوق، لكنّ آمالها باءت بالفشل، ولم يثن ذلك من عزيمة شركة مايكروسوفت، بل أعطاها دفعة للأمام وشهرة إضافية، كما ساهم في نجاح الإصدار الثالث من نظام التشغيل ويندوز، حيث باعت مايكروسوفت ما يقارب 10 ملايين نسخة من هذا النظام في أول عامين، ممّا شرّع لها أبواب السيطرة على سوق أنظمة التشغيل ليس في الولايات المتحدة فحسب بل في العالم أجمع.فأنتقلت بذلك لتصبح أكبر شركة برمجيّات في العالم، وجعلت أرباحها من بيل غايتس أغنى رجلٍ في العالم. استمرّت شركة مايكروسوفت عاماً بعد عام باصدار نسخ ناجحة من نظام التشغيل ويندوز مثل ويندوز95،ويندوز98،ويندوز2000، ويندوز إكس بي، أما بالنسبة لويندوز فيستا فلم يحظ بمثل نجاحات أشقائه.وقامت الشركة بإصدار نظام ويندوز 7 في الثاني والعشرين من أكتوبر 2009م ،والانطباعات حتى الآن تشير إلى تقبل الأغلبية بشكل ممتاز للنظام. إصدارات ناجحة من مايكروسوفت أصدرت شركة مايكروسوفت خلال ثلاثين عاماً العديد من البرامج الإبداعية التي انتشرت في جميع أنحاء العالم ونالت إعجاب ملايين المستخدمين. ولعلّ أول ما يتبادر للأذهان عند ذكر اسم شركة مايكروسوفت حزمة البرامج المكتبية أوفيس (Microsoft Office) التي أصدرت لأوّل مرّة في العام 1989م، وتضم مجموعة من التطبيقات الشهيرة مثل:برنامج وورد (Word) وإكسل (Excel) وبوربوينت (Power Point) وغيرها. وفي محاولة منها للمشاركة بثورة الإنترنت التي أكتسحت العالم، أصدرت مايكروسوفت برنامج متصفح الإنترنت الشهير إكسبلورر(Internet Explorer) في العام 1995م، والذي يستخدم حالياً من قبل حوالي 80% من مستخدمي شبكة الإنترنت حول العالم. كذلك أصدرت بعض التطبيقات الأساسية مثل: ActiveX وMicrosoft SQL Server ومحرك البحث الشهير MSN ومن ثم قامت مايكروسوفت باعادة تصميم للمحرك واطلقته تحت الاسم التجاري Bing وبحمله تسويقيه ضخمه تقدر بـ100 مليون دولار. وأصدرت مايكروسوفت الموسوعة الإلكترونية إنكارتا (Microsoft Encarta) في العام 1993م، والمتوفرة بسبع لغات عالمية، وتضم ما يقارب المئة ألف مقال مع الكثير من الصور ثنائية وثلاثية الأبعاد والمقاطع المصورة والرسوم التوضيحية والخطوط الزمنية، وتتميز الموسوعة بدرجة عالية من الدّقة والحياديّة ونتيجة للأزمة المالية التي عصفت بالعالم اجمع اضطرت مايكروسوفت لاعلان ايقافها لموسوعة انكارتا. كما ساهمت شركة ميكرسوفت في إنتاج الكثير من البرمجيّات الشهيرة أو التطوير والإضافة على بعض البرمجيات الموجودة مثل: Microsoft Visual C++ ،Microsoft Visual Basic، Microsoft FoxPro، Microsoft QuickBasic، Microsoft Visual InterDev، Microsoft Visual J++،Microsoft Delta، وغيرها الكثير. الولايات المتحدة الأمريكية ترفع دعوى ضد الشركة في 18 مايو 1998م، رفعت وزارة العدل الأمريكية و20 ولاية أمريكية قضية مدنية ضدّ شركة مايكروسوفت، تتهمها فيه بالاحتكار لسوق البرمجيات في تعاطيها مع مبيعات نظام التشغيل ويندوز ومتصفح الإنترنت.Internet Explorer بعد إصدار شركة مايكروسوفت لمتصفح الإنترنت Internet Explorer قامت بضمّه لنظام ويندوز ليباع البرنامجان معاً في قرص مدمج واحد، فوصفت المحكمة هذا الفعل بأنه تقييد (غير عادل) للتنافس بين متصفحات الإنترنت المختلفة مثل (Netscape Navigator) و(Opera) والتي لابدّ من شرائها بشكل منفصل عن نظام التشغيل، مما يعني حصول المستخدم على متصفح مجاني من مايكروسوفت، فيفضّل بذلك شراء إصدار ويندوز الذي يضمّ الإصدارين معاً على تحمّل تكلفة نظام التشغيل وتكلفة إضافية للمتصفح. ردّت مايكروسوفت بأن هذه العملية هي نتاج الابتكار والمنافسة الحرّة، وأنّ نظام التشغيل والمتصفّح يمثّلان الآن وحدة واحدة وارتباطاً لا مفرّ منه، فالمتصفح عبارة عن ميزة إضافية لنظام التشغيل (feature) وليس منتجاً منفصلاً (product)، وبإمكان المستخدم الآن الحصول على منافع المتصفح مجاناً فهي بذلك تقدّم خدمة للمشتري. فردّ الادعاء بأن المتصفّح Explorer منتج منفصل عن نظام التشغيل ولا حاجة لربطهما معاً والدليل على ذلك وجود إصدار منفصل منه يباع على حدة لمستخدمي نظام تشغيل ماكنتوش (Mac OS). كما أنّ المتصفح ليس مجانياً (فعلياً) لأنّ تكلفة إنتاجه وتسويقه أضيفت لتكلفة نظام التشغيل ويندوز مما جعل سعره مرتفعاً. وبعد مجموعة من التحقيقات والمداولات والجلسات أصدرت المحكمة حكماً في 3 أبريل 2000م يقضي بأن شركة مايكروسوفت شركة محتكرة ومنتهكة بفعلتها لقوانين حماية المستهلك ضد التلاعب والاحتيال، وعليه فإنّ مايكروسوفت يجب أن تنقسم لجزئين منفصلين، أحدها لإنتاج نظام التشغيل ويندوز والآخر لإنتاج الإصدارات البرمجية الأخرى لمايكروسوفت. صعقت شركة مايكروسوفت بالحكم، واتهمت القاضي بالانحياز وعدم الموضوعية، وأنّ حكمه يقيّد حرية المنافسة والابتكار، واستأنفت مايكروسوفت القضية. في 2 نوفمبر 2001م توصّلت مايكروسوفت لتسوية مع وزارة العدل الأمريكية اقتضت تراجع المحكمة عن قرار التقسيم مقابل قيام مايكروسوفت بالكشف عن عناصر بعض برامجها (source code) للشركات الأخرى لاتاحة الفرصة لها بإنتاج برامج منافسة، ممّا يمنح أسواق الحواسيب مرونة أكثر ويمنع الاحتكار. كما وجب على مايكروسوفت السماح لهيئة مستشارين مكونة من 3 أشخاص ومعينة من قبل المحكمة بالاطلاع على أنظمة مايكروسوفت وسجلاّتها وبرامجها، لمنع أيّة محاولات احتكارية مستقبلية. وتلتزم مايكروسوفت بهذه القيود مدّة خمس سنوات تبدأ من تاريخ توقيع التسوية. نجت مايكروسوفت من هذه المحنة، لكنّها كانت أول الغيث، فقد أمطرت مايكروسوفت لاحقاً بوابل من قضايا اتهام بالاحتكار رفعت عليها من شركات وهيئات مختلفة، كان آخرها قضية مرفوعة من قبل الاتحاد الأوروبي (2007م) والتي كان من أحد نتائجها إصدار نسخ ويندوز موجهه لدول الإتحاد بدون مشغل الميديا ويندوز ميديا بلاير (Media Player) وذلك أيضاً لاعتبار ضم برنامج الميديا بلاير لنظام التشغيل نوع من الاحتكار. على الصعيد الشخصي تزوّج بيل غايتس من ميليندا فرينش (Melinda French) في عام 1994م وأنجبا ثلاثة أطفال هم: جينفر كاثرين (1996م)، روري جون (1999م)، فيبي أديل (2002م). وتعيش العائلة في منزل عصري ضخم ومكلف يطلّ على بحيرة في العاصمة واشنطن. منذ عام 1996م وحتّى 2006 حمل بيل غايتس لقب " أغنى رجل في العالم"، فقد قدّرت ثروته في عام 1999م ب 100 بليون دولارأمريكي وقد تربع على العرش مرة أخرى عام 2007 وما يزال يلقب بذلك حتى الآن. في عام 2000م أنشأ بيل وزوجته مليندا مؤسسة بيل وميلندا جيتس وهي تعنى بالأعمال الخيرية (Bill & Melinda Gates Foundation)، وقدّمت هذه المؤسسة الكثير من الدعم المادي على لمحاربة مرض الإيدز والأوبئة المتفشية في دول العالم الثالث. كما قدمت المؤسسة المساعدة لطلاب على مقاعد الدراسة على شكل منح دراسية، فمنحت ما يقارب 210 مليون دولار أمريكي لجامعة كامبريدج في العام2000م، و1 بليون دولار أمريكي لاتحاد يموّل طلاب الجامعات الأمريكيين من أصل إفريقي. تقّدّر منح المؤسسة منذ إنشائها إلى الآن ب 29 بليون دولار أمريكي، وقد حصلت المؤسسة على عدّة جوائز عالمية تقديراً لجهودها في مجالي الصحة والتعليم. وقد أعلن بيل غايتس مؤخراً عن نيّته في ترك منصبه كرئيس لشركة مايكروسوفت والتفرّغ للعمل لدى المؤسسة. حمل بيل غايتس مؤخّراً اهتماماً جديداً تمثل في تحسين التعليم في المدارس الحكومية الأمريكية. وظهر في عدّة مناسبات وبرامج شهيرة (مثل برنامج أوبرا وينفري) في محاولة منه لتسليط الضوء على مشكلة ضعف التحصيل الأكاديمي لطلاب المدارس الحكومية وبذل الجهود لحلّها. حصل بيل غايتس على 4 شهادات دكتوراه فخرية، كان أوّلها من جامعة الأعمال (Nyenrode Business Universiteit) في هولندا عام2000، والثانية من المعهد الملكي للتكنولوجيا (Royal Institute of Technology) في السويد عام 2002م، والثالثة من جامعة واسيدا (Waseda University) في اليابان عام 2005م، والأخيرة من جامعة هارفارد (Harvard University) في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2007م. كما حصل بيل غايتس في عام2005 أيضاً على لقب فارس (Knighthood) من ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية. عاد بيل غايتس وحصل أخيراً (في العام 2007م) وبعد مرور 30 عاماً على تركه مقاعد الدراسة على شهادة جامعية في الحقوق من جامعة هارفارد. وفي الخطاب الذي ألقاه بيل أمام الخريجين في حفل التخرّج قال مازحاً: " أخيراً، سأستطيع أضافة درجة جامعية إلى سيرتي الذاتية ". كما وجّه كلامه لوالده قائلاً: أبي، لقد قلت لك أننّي سأعود وسأحصل على شهادتي الجامعية في أحد الأيام !! ثروته غيتس هو واحد من أشهر المستثمرين في مجال الحواسيب الشخصية، بالرغم من امتلاكه شعبية واسعة إلا أن سياسة الشركة تتعرض للانتقادات بتهم مناهضة المنافسة، مما أدى إلى المحاكمة أحيانا. اتبع غيتس المساعي الخيرية، عن طريق دعم المراكز الخيرية والبحوث العلمية بمبالغ طائلة عن طريق مؤسسة بيل ومليندا غيتس التي افتتحت عام 2000. وفقا لقائمة مجلة فوربس لأثرى أثرياء العالم، حصل بيل غيتس على الترتيب الأول بين عامي 1995 و2007 وتقدر الآن ثروته ب 58 مليار دولار أمريكي. ولكنه في عام 2008 تراجع ترتيبه إلى المركز الثالث سنوات تنامى ثروته من خلال مجلة فوربس
1986 315 مليون دولار. 1987 مليار وربع المليار. 1990 2 مليار ونصف. 1995 14.8 مليار (أول سنة يصنف فيها أغنى رجل في العالم). 1997 40 مليار. 1999 85 مليار. 2000 63 مليار (هبوط بسبب انخفاض في قيمة الاسهم). 2008 58 مليار. 2009 طبقا لفوربس عاد بيل جيتس إلى الصداره مرة أخرى متفوقا على وارين بوفيت كارلوس سليم بثروة تقدر ب40 مليار بعد أن خسر 18 مليار. 2010 أصبح بيل جيتس في المركز الثاني بعد كارلوس سليم حلو بثروة صافية تقدر بـ53 مليار دولار. |
|