بسم الله الرحمان الرحيم شعرت نادية بالملل من كثرة قضائها معظم الوقت في البيت,
ففكرت في زيارة صديقتها حنان شوقا لها و في نفس الان للترفيه. و فعلا فاجأت
حنان بزيارتها لها و فوجئت
هي بوجود شروق أيضا هناك ,فسررن ببعضهن:
حنان و شروق, الله !كم اشتقت لكما .نادية:
ما هذا الغياب يا شقية, و بعدما جلسن و تبادلن اخر الأخبار طريفها و حزينها
لاحظت أنهن متزينات :
هل لي بسؤال?
طبعا .
إلى أين كنتن ذاهبات? فضحكتا :
لازلت كما أنت لا يخفى عن سرعة بداهتك شئ, نحن ذاهبات لعرس ابن عمي نبيل, فشروق وجدتني أجهز نفسي للذهاب, لذا دعوتها و الأن سأدعوك أيضا ووالله لن أسمح برفضك فصعقت ناية و قالت في سرها :
نبيل! لا أصدق ,و كانت شروق تعلم بتبادلهما حبا مكتوما
موعود له بالزواج مما جعلها لا تستغرب اصفرار وجهها المفاجئ, و طبعا أجبرت على قبول الدعوة لأن حنان فتحت الخزانة قائلة
:لا مبرر لك على الإطلاق, ها هي فساتيني أمامك إختاري ما يليق بك ,فاضطرت أن تختار فستانا بعينان فاقدتا البصر, و لبسته كأنها تكفن جثةهامدة. فمدحتها حنان :
أوه !كم تبدين جميلة لا ينقصك سوىعريس وسيم .فهزت مشاعرها لذا استأذنتهن قائلة :
هل لي بدخول الحمام ?
طبعا ,و هناك ذرفت دموعا حارة ,كاتمة صوتها ,خانقة أنفاسها كي لا تشهق فتفضح أمرها
حنان الملقبة بالجريدة: الخائن, كان دوما يقول لي أن
عادة عائلتهم زواج الكبير أولا و بعدها مباشرة سنتزوج أنا و أنت, تبا
للرجال و من يثق بهم ,كلهم سواسية ,كلهم
ذئاااب .ثم غسلت وجهها و عادت فقالت لهن حنان بحماس:
هل أنتن مستعدات يا جميلات? نعم ,
إذن هيا بنا .و كانت نادية كمن سيؤخذ لحبل المشنقة برجليه:
كيف سأحتمل رؤيته بجانب أخرى ?بما سأجيب أحلامي ?أتمنى أن لايغمى علي من الحزن .ووصلن فدخلن و كانت الضجة و الأغاني يعمان المكان فجلسن لطاولة في القاعة
وقالت حنان بحماس :
أنا واثقة أنه سيبدو وسيما جدا لقد...فقاطعتها شروق مراعاة لنادية:
القاعة فاخرة و جميلة جدا. لكن بلا جدوى فحنان :
نعم ,لقد أراد أن يقيم أفضل عرس لزوجته الفاتنة فهي حبيبته و ابنة خاله. و سهت نادية :
هكذا إذن ,الخسيس ,كان يقول لي لم أحب قبلك أحد و لا سأحب بعدك ,الحمد لله أني رفضت أي لقاء معهفانتبهت بهمس شروق:
أقدر إحساسك يا عزيزتي, لكن أرجوا أن تتحلي بصبر أيوب. و فجأة بدأت تتعالى أصوات قائلة :
حان وقت قدوم العروسين قفوا جميعا لاستقبالهما فبدأ قلب نادية يحتضر,و هي تحاول الوقوف بصعوبة:
يا رب صبرني. و حانت اللحظة الحاسمة, وإذا بنبيل واقف جانب العريس الحقيقي, فازدادت نادية ارتباكا و دهشة
لكن شروق نابت عنها :
ما هذا يا حنان? ألم تقولي أن العريس هو نبيل?, فضحكت :
صحيح?! يبدو أني لم أكن في وعيي ,فلا تخفى عنكما ذاكرتي الميتة ,ثم دائما أخطئ في اسميهما قصدت قول خليل و ما إن لمح نبيل نادية حتى طار فرحا و رمقها بنظراته العاشقة لجمالها و خلقها مشيرا بأصابعه: أخيرا حان أوان زواجنا .و لكثرة
الضغوطات اللتي مرت بها نادية من قمة الحزن إلى قمة السعادة فقدت توازنها و أغمي عليها.
بقلمي مع تحياتي.