المسلمين فى شرق و جنوب البحر المتوسط بين القرنين 11 و 14 بإسم المسيح و المسيحيه بتحريض من باباوات الكنيسة الكاتوليكيه ، على شكل حملات عسكريه (حملات صليبية
Crusades) ، كان هدفها أخد المقدسات المسيحيه واراضي جنوب البحر المتوسط
بإعتبارها ورث شخصي لكنيستهم من المسيح و من الرومان، وتأمين طرق الحجاج
اللى جايين من اوروبا، و إقامة مملكة بيت المقدس ( مملكة أورشليم ). لعبت غارات الترك السلاجقه و توسعهم فى اسيا الصغرى دور فى قيام الحروب الصليبيه. بدأت الحروب الصليبيه سنة 1096 بحمله شعبيه قادها پيتر الناسك Peter the Hermit ( بطرس الناسك ) اللى عمرها ما وصلت بيت المقدس ، و خلصت بشكلها الضخم المنظم بهزيمة لويس التاسع Louis IX (القديس لويس ) هزيمه ساحقه فى مصر سنة 1250 ، ووفاته وقت الحمله الصليبيه التامنه على تونس سنة 1270.
الحروب الصليبيه اللى اخدت اشكال اجراميه ما كانتش حرب بين كل المسيحيين
و المسلمين و لا كانت ضد المسلمين بس لكن كانت حرب بين الكنيسه
الكاتوليكيه اللاتينيه و المسلمين و السيكولاريين
و غيرهم من اللى اتسمو مهرطقين. اللاتين سموا اقباط مصر مهرطقين و اصدروا
قانون يمنع زيارتهم لبيت المقدس. فى مصر بالذات ما حصلش فى اى مرحله من
مراحل الصراع ان مسيحيين مصريين انضمو للصليبيين او ساعدوهم ، المصريين
المسلمين و المسيحيين كانو فى خندق واحد بصفتهم مصريين قبل ما يكونو مسلمين
او مسيحيين و كان فيه قواد مسيحيين فى الجيش المصرى اللى الاحتفال
بإنتصاراته كان بيشارك فيها هما الاتنين. فى الشام انضم مسيحيين و مسلمين
من الشوام و العربان للصليبيين زى ما حصل فى معركة الحربيه و فى مراحل تانيه انضمو للمغول.
لازم يتاخد فى الاعتبار ان الحروب الصليبيه كانت بنت عصرها و بدايتها
حصلت من حوالى ألف سنه. الدنيا ايام الحروب الصليبيه ماكانتش زى الدنيا
النهارده ، اياميها المسافر المسلم من المغرب لمكه أو المسيحى المسافر من فرنسا لبيت المقدس
كانت رحلته بتاخد حوالى سنه و كان الحاج من دول بيعدى على مناطق الداخل
فيها مفقود و الخارج منها مولود. الحروب الصليبيه حصلت فى فتره البشريه
فيها كانت عايشه فى تخلف و اياميها مرض زى الطاعون
لما كان يضرب بلد كان ممكن يقضى على نص سكانها فى ظرف شهر. مش ممكن مقارنة
عصر الحروب الصليبيه بالعصر الحالى و بالتالى مش ممكن مقارنة مفاهيم حقبة
الحروب الصليبيه بالمفاهيم الحديثه أو فهمها بالمفاهيم المعاصره. على
الأساس ده استخدام الحروب الصليبيه اللى حصلت من قرون مايصحش و لا مقبول
عقلياً استخدامها لنشر الكراهيه بين البشر فى العصر الحالى. من جهه تانيه،
الكنيسه الكاتوليكيه اللى سادت اوروبا فى العصور الوسطى ماهياش الكنيسه
الكاتوليكيه بتاعة النهارده اللى بتنادى بالوفاق و السلام و الحوار البناء
مع المسلمين. الكاتوليك النهارده ناس متحضرين و بيمثلو غالبية المسيحيين فى
العالم و ساهمو مساهمات كبيره فى الرقى البشرى.
الحروب الصليبيه كانت من اضخم الحركات فى التاريخ و كان محيط عملياتها
شاسع من حيث المساحه الجغرافيه و من حيث عدد البشر اللى شاركو فى احداثها.
الحروب الصليبيه اللى سيطرت على اذهان الناس لفتره طويله ما بين 1095 و
1500 مسرح عملياتها ما كانش فى شرق و جنوب البحر المتوسط بس لكن كان ممتد لمناطق تانيه فى اسبانيا و سواحل البلطيق و غيرها ضد اللى اتهمتهم الكنيسه الكاتوليكيه بالهرطقه و السيكولاريه. حروب الاسترداد فى اسبانيا
بتعتبر برضه حروب صليبيه و الكنيسه الكاتوليكيه طلبت من الاسبان بإنهم
ماينضموش للجيوش الصليبيه اللى بتحارب فى الشرق و يحاربو المسلمين فى الغرب
و اديتهم كل المزايا اللى ادتها للصليبيين اللى بيحاربو فى الشرق. المقاله
دى بتقتصر على الحروب الصليبيه فى شرق و جنوب البحر المتوسط.
الدوافع و الاهدافالصليبيين اعتبروا عنفهم حرب عادله
المروجين للحروب الصليبيه قدرو يقنعو الناس فى اوروبا ان محاربة
المسلمين و الخارجين على الكنيسه الكاتوليكيه و استخدام العنف ضدهم مش ضد
التعاليم المسيحيه لكن بالعكس محاربتهم واجبه ( حرب عادله ) لانهم أعداء
بيمثلو خطر على المسيحيه و لازم تتشن عليهم " حرب استباقيه " ، و إن
الاراضى المقدسه استولى عليها المسلمين مع انها ملك للمسيح و الرومان (
بابا الكاتوليك كان بيعتبر وريث الاتنين ). عن طريق المشاركه فى الحرب
بالنفس أو بالمال بيكفر المشارك عن خطاياه الدنيويه و بينال ( غفران الرب
). في البدايه المحاربين المسيحيين اللاتين ماكانوش بيسموا نفسهم صليبيين
لكن " حجاج ". الحروب الصليبيه ماكانتش حرب للتبشير بالمسيحيه لكن حرب
مسلحه لإستعادة حق مسلوب زى ما صورته الكنيسه الكاتوليكيه وقتها
[1]. الكنيسه الكاتوليكيه استخدمت فكرة القديس اوغسطين
فى امكانية شن حرب للدفاع عن الذات. والحروب دى كانت ليها عناصر مميزه
أهمها انها كانت حرب بإسم المسيحيه و المسيح مش بإسم دول أو بلاد زى الحال
فى الحروب التانيه و كانت بحجة الدفاع عن المسيحيه ككل مش الدفاع عن دوله
او مصالحها، و اللى بيقودها كان رئيس كنيسة مسيحيه ( البابا ) مش ملك أو
امبراطور.
الحروب الصليبيه ما جاتش من فراغ ، و ما كانتش اعتداء لاتينى من غير سبب ، الاراضى اللى بتتسمى مقدسه فى شرق البحر المتوسط كانت من املاك ( اللاتين ) و الامبراطوريه البيزنطيه لغاية ما فى سنة 638 استولى العرب عليها ، فى سنة 1009 اعتدى الحاكم بأمر الله على كنيسة القيامه بعد ما امر بهدمها و قال : " فليصير طولها عرضاً و سقفها ارضاً "
[2] فإتهجم عليها و اتنهبت و اتخربت و زعل المسيحيين الاوروبيين اللى كانو بيحجو ليها و اجتاح الغرب غضب عارم. من ناحيه تانيه المسلمين كانو من جهة الغرب بيحاولو يتوسعو فى الاراضى الاوروبيه من اسپانيا ، و من جهة الشرق استولى السلاجقه على اراضى الامبراطوريه البيزنطيه و بقوا بيهددو عاصمتها قسطنطينيه.
فى الظروف دى حس الاوروبيين انهم فى خطر و لازم يتحركو قبل فوات الاوان ، و
انتهزت الكنيسه الكاتوليكيه الفرصه لتعزيز مكانتها و نفوذها وقت صراعها مع
الملوك و الأمرا العلمانيين
فى اوروبا عن طريق تدشين حرب دينيه تحت زعامتها. و من ناحيه تانيه،
الكنيسه الكاتوليكيه فى غرب اوروبا شافت فى موضوع الحرب ضد المسلمين فرصه
لتحسين علاقتها المتدهوره مع الكنيسه البيزنطيه فى شرق اوروبا و حتى
السيطره عليها عن طريق الاتحاد ضد عدو مشترك.
مفيش عامل واحد منفرد ممكن يعتبر انه كان سبب قيام الحروب الصليبيه لكن
فيه عوامل كتيره متشابكه، دينيه و سياسيه و اقتصاديه و اجتماعيه و غيرها.
الحروب الصليبيه كانت حروب مميزه ليها عناصرها الخاصه جداً و حصلت فى
فتره محدده من التاريخ و مش أى حرب ممكن تسميتها حرب صليبيه. اهم عنصر فى
الحرب الصليبيه هى انها تكون تحت رعاية الكنيسه و بموافقة بابا الكاتوليك.
من غير العنصر ده ما بتسسماش حرب صليبيه حتى و ان كانت بين مسلمين و
مسيحيين.
الكانيباليه كانت من الفظايع اللى مارسها الصليبيين وقت الحروب الصليبيه.
تخويف الناس و تهديدهم بالعقاب الالاهى على الخطايا و الذنوب كان من وسايل الوعظ
إتسببت الحروب الصليبية اللى شنتها الكنيسة ضد المسلمين فى قتل حوالى 6
مليون إنسان. ابتدت الحملات بقتل اليهود في أوروبا و حول المسيحيين وقت
الحملة الصليبية الأولى بيت المقدس لمحرقة ضخمه قتلو فيها اليهود والمسلمين
و ارتكبوا مجازر شنيعه حتى الاطفال ما نجيوش منها. الكانيباليه
( Cannibalism اكل لحوم البشر ) كانت من الفظايع اللى مارسها الصليبيين.
فيه نصوص تاريخيه غربيه من فترة الحروب الصليبيه ذكرت إن الصليبيين كانو
بعد ما بتخلص المعارك بياخدو جثث أعدائهم و يقطعوها و يطبخوها و ياكلوها ، و
فيه نصوص ذكرت إنهم كانو بيشووا العيال الصغيريين فى أسياخ ، و ساعات كانو
بيطلعو الجثث من الترب و ياكلوها. فوق كده كانو ساعات يطلعو جثث من مدافن
المسلمين و يسحلوها و هما بيصرخوا بأسامى شخصيات مقدسه عند المسلمين.
المؤرخين الفرنساويين
من القرن التمنتاشر قسمو الحروب الصليبيه على حملات و رقموها و اتبعهم
مؤرخين تانيين فبقى بيتقال الحمله الصليبيه الاولى أو التانيه أو التالته.
التقسيم و الترقيم ده بس لمجرد التمييز بين فترات الحروب الصليبيه لكن فى
الواقع الحروب الصليبيه كانت عمليه واحده مستمره من وقت مادشنها البابا اوربان التانى فى 1095. الحملات المترقمه دى كانت الغزوات الضخمه و كان بيحصل بينها و بين بعض غزوات صغيره. و فوق كده الحمله الصليبيه الأولى
اللى بدإت بيها الحروب الصليبيه كانت فى وقتها مابتتسماش كده و اللى انضمو
ليها ما كانوش عارفين انها الحمله الأولى و ان فيه حملات تانيه حاتحصل
بعدها ، بالنسبه لهم كان الموضوع انهم يروحو يحررو الاراضى المقدسه من
المسلمين و بس. الناس اللى انضمو للحملات الصليبيه بطبيعة الحال كانت
دوافعهم دينيه و اقتصاديه ، لكن مفيش شك ان الدوافع الدينيه لعبت دور كبير ،
ففى الايام دى كان الدين مسيطر على حياة الناس بطريقه كبيره و متغلغل فى
كل صغيره و كبيره فى حياتهم و كان الايمان بالغيبيات و الاعتقاد فى
الخرافات و المعجزات سايدين فى المجتمعات الاوروبيه. أوروبا فى الأزمان دى
ماكانتش زى أوروبا دلوقتى مدنيه و متنوره و توليرانسيه لكن كانت قاره بيعمها الفقر و الجهل و التعصب الدينى
، الناس اياميها كانو شايفين انهم مسيرين مش مخيرين و ان المشيئه الالاهيه
وحدها هى اللى بتتحكم فى حياتهم و ممشياها و القسسه فى الكنايس كانو فى
مواعظهم بيركزو على تخويف الناس من عقاب الرب و دخولهم النار بسبب خطاياهم و
بيفهموهم ان الكوارث اللى بيتعرضو ليها من وقت للتانى سببها الخطايا اللى
بيرتكبوها ( لوم الضحيه الثيولوجى
). و مع الدين العامل التانى اللى كان مسيطر على الاوضاع فى اوروبا كان
العنف و الصراعات الدمويه. الهوس الدينى و العنف كانو العاملين السايدين فى
اوروبا فى الايام دى. مروجين الحروب الصليبيه و على راسهم البابا اوربان
التانى استغلو الدين لتوجيه العنف لعدو خارجى لتحقيق اهداف ساميه خيره من
وجهة نظرهم بدل التصارع الداخلى و ارتكاب الخطايا. البابا اوربان عبر عن
النقطه دى فى خطبة تدشين الحروب الصليبيه فى كليرمونت بقوله للمحتشدين ان
بدل ماهما بيقتلو بعض و بيشنو حروب على بعض الاجدر و الاحسن ليهم انهم
يطلعو الكراهيه من نفوسهم و ينهو صراعاتهم و حروبهم مابينهم و بين بعض
ويروحو على القبر المقدس عشان يحررو الاراضى المقدسه من الجنس الشرير ، و
كمل كلامه : " اعملو الرحله دى عشان تنولو الغفران عن ذنوبكم ". الانضمام
للحروب الصليبيه كانت وسيله لنيل رضا الرب و غفرانه.
تطور احداث الحروب الصليبيهقوات الحمله الصليبيه السابعه نزلت بر مصر.
فى الاول الصليبيين عن طريق الحمله الصليبيه الاولى قدرو يهزمو جيوش
المسلمين فى اسيا الصغرى و الشام هزايم ساحقه هزيمه ورا هزيمه و قدرو ياخدو
انطاكيا و بيت المقدس و اسسو مملكة اورشليم
و امارات طرابس و انطاكيا ، فى المرحله دى حارب الصليبيين امارات و
اقطاعيات الشام الضعيفه ، الشام وقتها ما كانتش فيها دول لكن كانت مناطق
جغرافيه بتتسمى سوريا و فلسطين و لبنان فيها مجرد مدن بيحكمها امرا
متنافسبن و متصارعين. لكن مع مرور الايام حصل حدثين مهمين الاول سلطنة صلاح الدين الايوبى
على مصر اللى بيها بقت تحت ايده دوله حقيقيه قويه بعدد سكان كبير و اقتصاد
قوى و فوق كده عندها اساطيل و جيش قوى و منظم قدر يخوض بيه معركة حطين
اللى كان من نتايجها استرداد المسلمين للقدس. صلاح الدين الايوبى دخل مصر
فى الصراع ضد الصليبيين فى الشام و استغل امكانياتها الاقتصاديه و
العسكريه. الصليبيين ادركو من وقتها ان مصر هى العائق الحقيقى ليهم فى
السيطره على بيت المقدس فإبتدو يوجهو جهودهم ضدها و بقت فى حد ذاتها هدف
ليهم. فى فترة حكم الملك الكامل محمد ابن العادل قدر فريدريك التانى
يخرج مصر من الصراع بمعاهدة سلام عارضها الشوام اللى كانو مدركين انهم من
غير مصر حايبقو مجرد لقمه سهله فى ايد الصليبيين ، و عارضها اللاتين اللى
خافو ان بيت المقدس يبقى فى ايد فريدريك مش فى ايدهم. بعد الكامل و فريدرك
اتواصلت العمليات ضد مصر و هاجمها لويس التاسع
فى اضخم حمله صليبيه اتعملت و ده فى حد ذاته كان غلطه كبيره من الصليبيين
كلفتهم الكتير حيث ان مصر كانت دوله ضخمه مش مجرد اماره من الامارات
الشاميه الضعيفه اللى كانو بيهزموها بسهوله ، و لما حاولو يتحالفو مع
الشوام و العربان ضد مصر انهزمو سوا قرب غزه هزيمه ساحقه فى 17 اكتوبر
1244. الحدث المهم التانى كان ظهور الدوله المملوكيه فى مصر بعد وفاة
السلطان الصالح ايوب وقت الحمله الصليبيه السابعه بتاعة لويس التاسع. ظهور الدوله المملوكيه فى مصر كان نذير شؤم على الصليبيين و فى عصرهم اتلقو هزايم متواصله على ايد القائد الفذ الظاهر بيبرس اللى قدر ياخد انطاكيه و يدمر محاولات تحالف الصليبيين مع المغول اللى استولو على بغداد و قضو على الخلافه العباسيه.
فى عهد السلطان بيبرس زاد وطيس المعارك بين الصليبيين و مصر ، و على عكس
صلاح الدين ماانهزمش فى اى معركه خاضها ضد الصليبيين او غيرهم ، و لما
انتهى عهده ماكانش فاضل للصليبيين غير طرابلس و عكا و شوية مدن صغيره على ساحل شرق البحر المتوسط. فى سنة 1290 فى عهد السلطان قلاوون خرج الجيش المصرى و اخد طرابلس و بعدها بسنه خرج ابنه الاشرف خليل و اخد عكا و المدن الساحليه زى بيروت و صور و صيدا و غيرهاو بكده انتهى امر مملكة بيت المقدس و الوجود الصليبى فى شرق البحر المتوسط.
البدايهاوربان التانى بيدشن الحروب الصليبيه فى كليرمونت 1095
بدأت الحروب الصليبيه بمباركة بابا الكاتوليك اوربان التانى
(Urban II) اللى دشن الحرب بخطبه من جمر قالها قدام الجموع المحتشده يوم
التلات 27 نوفمبر سنة 1095 ، وقت انعقاد مؤتمر كليرمونت Clermont فى فرنسا ( 18 نوفمبر - 28 نوفمبر 1095 )، و اللى بداه بقوله " يا شعب الفرنجة! شعب الرب المحبوب المختار! " و بعدين اتكلم عن جنس لعين خرب بلاد المسيحيين و هدم الكنايس و قطع أوصال مملكة اليونان
.و قال ان لازم الإنتقام منه عن طريق : " انتم ياللى حباكم الرب اكتر من
أى حد بالمجد فى القتال و الشجاعه الكبيره، و بالقدره على اذلال روس اللى
يعترضوا طريقكم " و بعدين فكرهم بأمجاد شارلمان و عظمته و أمجاد ملوكهم التانيين و قالهم ان قبر المسيح فى بيت المقدس لازم يثير همتهم و يروحوا يحرروه هو و اورشليم من الكفار
[3].
الناس اللى كات عايشه أياميها عيشه بائسه فى جهل و فقر عصور الظلام،
و اللى رجال الدين و ديولهم كانوا واكلين دماغهم بالخرافات و الغيبيات،
صابتهم حاله هيستريه و قعدوا يصرخوا " الرب عايز كده .. الرب عايز كده ".
مجلس كليرمونت طلع مرسوم بإن كل اللى يشترك فى الحرب المقدسه بيكفر عن
خطاياه اللى عملها فى دنيته ، و وعد بإن الكنيسة حا تحافظ على ممتلكات
المحاربين و هما بيحاربوا فى الشرق ولما يرجعوا حا تبقى الكنيسة تردها لهم.
و طلع قرار بإن المسيحيين المشاركين فى الحرب لازم يحطوا علامة الصليب على
هدومهم بعد ما يأدوا قسم إسمه " أخد الصليب " ، و هددوا الناس ان اللى مش
حايروحوا ، أو حا يروحوا و يرجعو من الحرب بدرى حا يطردو من الكنيسه وحا
يتلعنو. و حددوا يوم 15 أغسطس 1096 إنه يكون أول يوم تبدأ فيه الجيوش تسافر
على القسطنطينية عشان تتجمع هناك قبل ما تطلع على بيت المقدس.
البابا أوربان عشان يإكد إن الحمله اللى حاتقوم تحت سيطرة كنيسته إختار
نايبه اديمار دى مونتيل Adhemar de Monteil اسقف لوپوى عشان يقود الحمله.
انضم نبلا كتار للمشروع زى كونت ريمنود بتاع تولوز ، و اتطلب من چينوا انها تساهم بمراكب و فى عملية النقل فوافقت. و وصلت تأيدات و مباركات من الدنمارك و اسكوتلاندا و اسبانيا
، و من نواحى كتيره فى أوروبا و الناس بقت تبيع اراضيها و ممتلكاتها و
حاجتها و تتبرع بيها للحمله. البابا أوربان بقى مبسوط برد الفعل اللى حصل
فى أوروبا و حس بحلول كريسماس 1096 إن مشروعه ناجح أكتر مما كان يتصور.