علي بن العباس المجوسي أو ابن المجوسي المتوفي سنة 400 هجرية الموافق 1009 ميلادي. من أشهر أطباء الدولة العباسية، أصله فارسي من الأهواز. وقد اشتهر بكتابه المسمى (كامل الصناعة الطبية الضرورية) والمشهور باسم (الكتاب الملكي)، فيه عشرون مقالة عن الطب الإسلامي وعلم الاجتماع وهو لايزال إلى الآن مخطوطة.
سيرته الذاتية
ولد علي بن العباس المجوسي بالأهواز، وهو من أصول زرادشتية ولكنه هو مسلم وتعلم صناعة الطب على يد أبي ماهر موسى بن سيار. اتصل بعضد الدولة البويهي، وصنّف له كتاباً في الطب اسمه (الكتاب الملكي)، فيه عشرون مقالة ولا يزال مخطوطاً. قال فيه ابن أبي أصيبعة: (هو كتاب جليل مشتمل على أجزاء الصناعة الطبية علمها وعملها). وقال القفطي: (مال الناس إليه في وقته، ولزموا درسه، إلى أن ظهر كتاب ابن سينا فمالوا إليه). وكانت وفاة ابن المجوسي حوالي السنة 400 هـ.
وقد اهتم عضد الدولة بالطب واسس مستشفى في شيراز، واسس مستشفى آخر ببغداد اسمه البيمارستان العضدي، حيث اشتغل به ابن المجوسي. ومعروف عنه أنه هو أول من وصف عملية الشق الجراحي لاستخراج الحصاة من الكلية.
الكتاب الملكي
اشتهر ابن المجوسي بكتابه المسمى (كامل الصناعة الطبية الضرورية) والمشهور باسم (الكتاب الملكي)[1]، وقد اتمه عام 369 هـ/ 980 م وقد اهداه إلى الأمير عضد الدولة، وكتابه هذا يعتبر أكثر منهجية وأكثر من موسوعة موجزة من كتاب أبو بكر الرازي المسمى بالحاوي وأكثر عملي من كتاب ابن سينا المسمى بالقانون والذي حل محله.
كتاب الملكي احتوى على عشرون مقالة، العشر الأول احتوى على النظريات الطبية، أما العشر الأواخر فاحتوى على الشرح العملي بالطب. بعض الأمثلة للمواضيع الموجودة به هي الأغذية الصحية والأعشاب الطبية، وتصور مبسط عن الشعيرات الدموية، والاهتمام بالملاحظات الطبية، واثبت حركة الرحم خلال الولادة: بمعنى أن الطفل لايخرج من الرحم بل أنه يدفع دفعا للخروج من الرحم.
وقد ترجم الكتاب جزئيا في أوروبا إلى اللغة اللاتينية عام 1087 ويعتبر المصدر المهم بمدرسة الطب التي انشئت بمدينة ساليرنو. ولكن الترجمة الكاملة كانت عام 1127 بواسطة ستيفن الأنطالي وقد تمت طباعته عام 1492 و1523 بالبندقية.