علم الكلام، أحد أبرز العلوم الإسلامية الذي يهتم بمبحث العقائد الإسلامية وإثباتها بالأدلة العقلية والنقلية.
محتويات
1 تعريفه
2 سبب تسميته
3 غايته
4 استمداده
5 نشأته
6 أقوال علماء السنة فيه
6.1 المؤيدين
7 علم الكلام الممدوح وعلم الكلام المذموم
8 أبرز علماء الكلام
9 المصادر
10 انظر أيضا
11 وصلات خارجية
تعريفه
قال سعد الدين التفتزاني: الكلام هو العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية[1]. وقال عضد الدين الإيجي المتوفى سنة 756 هـ: هو علمٌ يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبه[2]. وقد عرفه الفارابى أيضا بأنه: ملكة أو صناعه يقتدر بها الإنسان على نصرة الآراء والأفعال التي صرح بها واضع الملّة (الدين)وتزييف كل ما خالفها بالأقاويل.
سبب تسميته
تعددت أسباب تسمية هذا العلم بهذا الاسم، منها:
أنه أشهر المباحث الكلامية وأكثرها نزاعا بين الباحثين في المسائل الاعتقادية هي مسألة "كلام الله".
أنه لا يتم تحقيقه في النفس غالبا إلا بالكلام.
أنه يورث قدرة على الكلام في تحقيق الشرعيات وإلزام الخصوم.
وقيل أيضا لأن الكلام مشتق من "الكلم" وهو الجرح، حيث أن الكلام في مباحث علم الكلام يتنهى بتأثير جارح في النفس.
غايته
غاية هذا العلم يتلخص فيما يلي[3][4]:
معرفة ذات الله وصفاته وأفعاله.
تقوية اليقين بالدين الإسلامي عن طريق إثبات العقائد الدينية بالبراهين القطعية وردّ الشبه عنها.
أن يصير الإيمان والتصديق بالأحكام الشرعية متقَنا محكما.
الرقي بالمسلم من التقليد إلى اليقين.
استمداده
يقول علماء الكلام بأن علمهم هذا يستمدونه من الأدلة اليقينية، النقلية والعقلية:
الأدلة العقلية: وهي استخدام العقل عن طريق النّظر في العالم الخارجيّ، للتعرّف على وجود الله وعلى ما يجب له من الصفات وما يستحيل، وما يجوز عليه من الأفعال. وكذا ما يجب للأنبياء من الصفات وما يستحيل وما يجوز. وأهل السنة لم يختلفوا في الإقرار بأن العقل يمكنه معرفة بعض الأحكام العقائدية، وعلماء الكلام يقرون بأن العقل له حدودا وجهات لا يمكنه أن يغوصَ فيها، فجعلوها له حدودا لا يتعداها، وهذا التحديد منهم جار على موازين العقل نفسه.
الأدلة النقلية: وهي ما ورد من صحيح الأحاديث عن نبي الإسلام محمد.
ويقول علماء الكلام بأن كلا المصدرين اليقينيين (النقلي والعقلي) يستخدمان في إثبات العقائد بلا تقديم أحدهما على الآخر، يقول الأستاذ سعيد فودة: ولا يجوز القول بأنّنا -علماء الكلام- نقدّم العقل على النّقل، ولا بأنّنا نقدّم النّقل على العقل، لأنّ كلاّ من القولين إنّما يُبْنَى على تسليم أمر ممنوع، وهو: وجود تعارض بين العقل والنّقل، وهذا باطل قطعا كما يفهمه النّبيه. وإذ لا تعارض فلا تقديم[5].
[عدل]نشأته
علم الكلام كان محاولة للتصدي للتحديات التي فرضتها الالتقاء بالديانات القديمة التي كانت موجودة في بلاد الرافدين أساسا (مثل المانوية والزرادشتية والحركات الشعوبية). حيث ظهرت فرق عديدة بعد وفاة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، مثل: المعتزلة والجهمية والخوارج والزنادقة والمجسمة.
فكانت نشأة علم الكلام في التاريخ الإسلامي نتيجة ما اعتبره المسلمون ضرورة للرد على ما اعتبروه بدعة من قبل هذه الطوائف وكان الهدف الرئيسي هو إقامة الأدلة وإزالة الشبه. ويعتبر بعض العلماء أن جذور علم الكلام يرجع إلى الصحابة والتابعين ويورد البعض على سبيل المثال رد ابن عباس وابن عمر وعمر بن عبد العزيز والحسن بن محمد ابن الحنفية على المعتزلة، ورد علي بن أبي طالب على الخوارج ورد إياس بن معاوية المزني على القدرية والتي كانت شبيهة بفرضية الحتمية.
[عدل]أقوال علماء السنة فيه
[عدل]المؤيدين
النووي، حيث قال: قال العلماء: البدعة خمسة أقسام واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة، فمن الواجبة نظم أدلة المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعين وشبه ذلك[6].
ابن حجر الهيتمي، حيث قال: الذي صرّح به أئمتنا أنه يجب على كل أحد وجوباً عينيّاً أن يعرف صحيح الاعتقاد من فاسده، ولا يشترط فيه علمه بقوانين أهل الكلام لأن المدار على الاعتقاد الجازم ولو بالتقليد على الأصح. وأما تعليم الحجج الكلامية والقيام بها للرد على المخالفين فهو فرض كفاية، اللهم إلا إن وقعت حادثة وتوقف دفع المخالف فيها على تعلم ما يتعلق بها من علم الكلام أو ءالاته فيجب عيناً على من تأهل لذلك تعلمه للرد على المخالفين[7].
شمس الدين الرملي الشافعي، حيث قال: التوغل في علم الكلام بحيث يتمكن من إقامة الأدلة وإزالة الشبه فرض كفاية على جميع المكلفين الذين يمكن كلاًّ منهم فعله، فكل منهم مخاطب بفعله لكن إذا فعله البعض سقط الحرج عن الباقين، فإن امتنع جميعهم من فعله أثم كل من لا عذر له ممن علم ذلك وأمكنه القيام به[8].
أبو حامد الغزالي، حيث قال: ولم يكن شيء منه - علم الكلام- مألوفاً في العصر الأول وكان الخوض فيه بالكلية من البدع ولكن تغير الآن حكمه إذ حدثت البدعة الصارفة عن مقتضى القرآن والسنة ونجت جماعة لفقهوا لها شبهاً ورتبوا فيها كلاماً مؤلفاً فصار ذلك المحذور بحكم الضرورة مأذوناً فيه بل صار من فروض الكفايات وهو القدر الذي يقابل به المبتدع إذا قصد الدعوة إلى البدعة[9]. وقال أيضا: فإذن علم الكلام صار من جملة الصناعات الواجبة على الكفاية حراسة لقلوب العوام عن تخيلات المبتدعة[10].
من المعاصرين، الأستاذ سعيد فودة، حيث قال: فلا تغترّ بمن ينفّرك عن هذا العلم -علم الكلام- بتخييله إليك أنّه من البِدَع؛ فهل الوصول إلى الخير من البدع، وهل من البدع التسلّح بأسلحة نقاوم بها الكفر في النّفس، وندرأ بها الكفر عن الغير، ونردّ بها الكفر عن أن يدمّر الخير والحقّ والدّين العظيم!!! وكلّ من لديه أدنى معرفة بهذا العلم -علم الكلام-، يدرك فعلا كم هي فائدته حقّا في طمأنينة النّفس، وانكشاف الحقيقة لديها، وفي إفحام الخصوم المشكّكين من أهل البدع والكفر. وبدراسة هذا العلم، يتبيّن الإنسان فعلا أنّ الإسلام هو الدّين الحقّ عن دليل وبيّنة، لا عن تقليد وتعصّب أعمى[11].
[عدل]علم الكلام الممدوح وعلم الكلام المذموم
حمل المؤيدون لعلم الكلام ما ورد عن بعض العلماء في الذم لعلم الكلام على المذموم منه لا الممدوح، فقسموا علم الكلام لممدوح ومذموم، حيث قال الحافظ ابن عساكر في كتابه الذي ألّفه في الدفاع عن الإمام الأشعري وبيَّن فيه كذب من افترى عليه ما نصّه: الكلامُ المذموم كلام أصحاب الأهوية وما يزخرفه أرباب البدع المُرْدية، فأما الكلام الموافق للكتاب والسنّة الموضح لحقائق الأصول عند ظهور الفتنة فهو محمود عند العلماء ومن يعلمه، وقد كان الشافعي يحسنه ويفهمه، وقد تكلم مع غير واحد ممن ابتدع، وأقام الحجة عليه حتى انقطع[12].
وقال الشيخ محمد زاهد الكوثري الحنفي: والحق أن عقيدة السنة في الإسلام واحدة سلفاً وخلفاً لا تتغير ولا تتبدل بل الذي يتجدد هو طريق الدفاع عنها بالنظر لخصومها المتجددة، وذم علم الكلام ممن كان في موضع الإمامة من السلف محمول حتماً على كلام أهل البدع وخوض العامي فيه، قال الأستاذ أبو القاسم القشيري وأجاد: لا يجحد علم الكلام إلا أحد رجلين جاهل رَكَنَ إلى التقليد وشقَّ عليه سلوك طرق أهل التحصيل وخلا عن طرق أهل النظر والناس أعداء ما جهلوا فلما انتهى عن التحقق بهذا العلم نهى الناس ليضل كما ضل، أو رجل يعتقد مذاهب فاسدة فينطوي على بدع خفية يلبس على الناس عوار مذهبه ويعمى عليهم فضائح عقيدته ويعلم أن أهل التحصيل من أهل النظر هم الذين يهتكون الستر عن بدعه ويظهرون للناس قبح مقالاته، والقلاب لا يحب من يميز النقود والخلل فيما في يده من النقود الفاسدة كالصراف ذي التمييز والبصيرة وقد قال تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)[13].
[عدل]أبرز علماء الكلام
أبو الحسن الأشعري.
أبو منصور الماتريدي.
الحارث المحاسبي.
أبو المعالي الجويني.
أبو حامد الغزالي.
فخر الدين الرازي.
أبو بكر الباقلاني.
أبو إسحاق الإسفراييني.
أبو بكر بن فورك.
سعد الدين التفتزاني.
أبو عبد الله السنوسي.
أحمد الدردير.
إبراهيم اللقاني.
إبراهيم الباجوري.
[عدل]