فتح مكة ويسمى أيضاُ الفتح الأعظم [1] هو حدث تاريخي تم فيه فتح مدينة مكة على يد رسول الإسلام محمد بن عبد الله في 20 رمضان 8 هـ [2] بعد أن هاجر منها، كانت هجرته للمدينة نواة لتأسيس دولته والعمل على العودة لمكة مجددا.
خلفية
لما كان من بنود صلح الحديبية أن من أراد الدخول في حلف المسلمين دخل، ومن أراد الدخول في حلف قريش دخل، دخلت قبيلة خزاعة في عهد الرسول، ودخلت بنو الدئل من بني بكر بن عبد مناة من كنانة في عهد قريش، وقد كانت بين القبيلتين حروب وثارات قديمة، فأراد بنو بكر بن عبد مناة أن يصيبوا من خزاعة الثأر القديم، فأغاروا عليها ليلاً، فاقتتلوا، وأصابوا منهم، وأعانت قريش بني بكر بن عبد مناة بالسلاح والرجال، فأسرع عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة، وأخبر النبي بغدر قريش وحلفائها.[3]
[عدل]أهمية مكة
تعتبر مكة عند المسلمين بيت الله، وهي حرام منذ خلق الله السماوات والأرض، لكن الله أحلها إلى رسوله يوم الفتح: "وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحدٍ بعدي، فلا ينفّر صيدُها، ولا يختلي شوكها، ولا تَحِلُّ ساقطتها إلا لمنشد، ومن قُتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يفدى وإما أن يقتل ".[4] قال رسول الله عن مكة : " والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرِجتُ منك لما خَرجتُ.[4]
كما أن الصلاة في المسجد الحرام يضاعف أجرها أضعافاً كثيرة حسب الإسلام، " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة ".[4]
[عدل]الاستعداد
بعدها قام الرسول بتجهيز الجيش للخروج إلى مكة فحضرت جموع كبيرة من قبائل جهينة و بني غفار من كنانة و بني ليث من كنانة و بني ضمرة من كنانة و مزينة واسد وأشجع وخزاعة وبني سليم والأنصار والمهاجرين. وقد دعى الرسول الله قائلا: اللّهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها [5]
وقام ابي حاطب بن أبي بلتعة بكتابة كتاب بعث به إلى قريشٍ مع امرأة، يخبرهم بما عزم عليه رسول الله، وأمرها أن تخفي الخطاب في ضفائر شعرها حتى لا يراها أحدٌ. فإذا الوحي ينزل على رسول الله عليه وسلم بما صنع حاطب، فبعث الرسول علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ليلحقا بالمرأة. وتم القبض عليها قبل أن تبلغ مكة، وعثرا على الرسالة في ضفائر شعرها.
فلما عاتب النبي حاطباً اعتذر أنه لم يفعل ذلك ارتداداً عن دينه، ولكنه خاف إن فشل رسول الله على أهله والذين يعيشون في مكة.
فقال عمر : " يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق ". فقال رسول الله :
" إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " وكان حاطب ممن حارب مع رسول الله في غزوة بدر. فعفا عنه.
[عدل]مغادرة الجيش المدينة
وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة غادر الجيش الإسلامي المدينة إلى مكة، في عشرة آلاف من الصحابة بقيادة رسول الله بعد أن استخلف على المدينة أبا رهم الغفاري. وصلوا " مر الظهران " قريباً من مكة، فنصبوا خيامهم، وأشعلوا عشرة آلاف شعلة نار. فأضاء الوادي. ولما كان بالجحفة لقيه عمه العباس بن عبدالمطلب، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلماً مهاجراً. وركب العباس بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء، يبحث عن أحد يبلغ قريشاً لكي تطلب الأمان من رسول الله قبل أن يدخل مكة.
[عدل]الفتح
دخل رسول الله مكة من أعلاها وهو يقرأ من القرآن : ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾«48:1»
رجع أبو سفيانٍ مسرعاً إلى مكة، ونادى بأعلى صوته : " يا معشر قريش، هذا محمدٌ قد جاءكم فيما لا قبل لكم به. فمن دخل داري فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن ". فهرع الناس إلى دورهم وإلى المسجد. وأغلقوا الأبواب عليهم وهم ينظرون من شقوقها وثقوبها إلى جيش المسلمين، وقد دخل متواضع وقد تكاد لحيته تمس الدابة التي كان يركبها. ودخل جيش المسلمين مكة في صباح يوم الجمعة الموافق 20 من رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
دخل الجيش الإسلامي كل حسب موضعه ومهامه، وانهزم من أراد المقاومة من قريش، ثم دخل رسول الله المسجد الحرام والصحابة معه، فأقبل إلى الحجر الأسود، فاستلمه.
خاف الأنصار بعد الفتح من إقامة الرسول بمكة، فقال لهم : (معاذ الله، المحيا محياكم، والممات مماتكم).[6]
[عدل]هدم الأصنام وطمس الصور
بعد الطواف بالكعبة أمر بتحطيم الأصنام المصفوفة حولها وكان عددها ثلاثمائة وستون صنماً مثبتة بالرصاص، فجعل يطعنها ويقول : { جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً } الإسراء : 81 [7]
ثم دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، فأمر بها ففتحت.روى الأزرقي أنه "جعلت في دعائمها صور الانبياء وصور الشجر وصور الملائكة.فكان فيها صورة إبراهيم خليل الرحمن شيخ يستقسم بالازلام، فأمر بطمس تلك الصور فطمست...، وصلى بها.
وأعاد المفتاح لعثمان بن طلحة، ثم أمر بلالاً أن يصعد الكعبة ليؤذن.
[عدل]الخطبة
وفي اليوم الثاني قام رسول الله، وألقى خطبته المشهورة، وفيها :
«إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة ،لم تحل لأحد قبلي ولا تحل»
[عدل]العفو والبيعة
بايع الناس رسول الله، فقد جلس عند قَرْنِ مَسْقَلة فجاءه الناس الصغار والكبار، والرجال والنساء، فبايعوه على الإيمان، وشهادة أن لا إله إلا الله. وفما فرغ النبي من بيعة الرجال، أخذ في بيعة النساء وهو على الصفا، وعمر بن الخطاب قاعد أسفل منه، فبايعهن عنه، وبايعهن على أن لا يشركن بالله شيئاً، ولا يسرقن، ولا يزنين، ولا يقتلن أولادهن، ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن، ولا يعصينه في معروف.
وهناك تقابل العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان. فأخذه العباس بن عبدالمطلب إلى الرسول. بعد حوارٍ طويلٍ دخل أبو سفيانٍ في الإسلام. وقال العباس :
«" إن أبا سفيانٍ يحب الفخر فاجعل له شيئاً. فقال الرسول : " من دخل دار أبي سفيانٍ فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ".»
ثم قال رسول الله :
«" يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم ؟ " قالوا : " خيراً. أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم ". فقال عليه الصلاة والسلام : " اذهبوا فأنتم الطلقاء".»
[عدل]النفر الذين أمر بقتلهم يوم الفتح
أمن النبي يوم فتح مكة كل من دخل المسجد أو أغلق عليه بابه، إلا أربعة أمر بقتلهم ولو وجدوا متعلقين بأستار الكعبة،[8] لكن غفر لكثير منهم في ما بعد:
عكرمة بن أبي جهل الذي أمنه الرسول بعد إسلام زوجته ام حكيم وتشفعها له. وصار له دور كبير في قتال المرتدين، وله موقف مشهور في معركة اليرموك قبل أن يستشهد.
عبد الله بن خطل، أدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد ابن حريث وعمار بن ياسر، فسبق سعيدٌ عماراً وكان أشب الرجلين فقتله.
مقيس بن صبابة، أدركه الناس في السوق فقتلوه.
عبد الله بن سعد بن أبي السرح. وقد لجأ إلى عثمان بن عفان، أخيه بالرضاعة، الذي تشفع له لدى النبي وعفا عنه النبي، ويقال أن النبي عفا عنه ممتعضاً، وصار عبد الله بن سعد بن أبي السرح بعدها والياً على الصعيد السوداني من قبل عمر بن الخطاب، وبعدها ولاه عثمان على مصر، وهو صاحب معركة ذات الصواري المشهورة ضد الروم.
الحارث بن نفيل بن وهب
مقيس بن صبابة
هبار بن الأسود
قينتان لابن خطل كانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
سارة مولاة لبعض بني عبد المطلب .