آرثر جيمس بلفور (بالإنجليزية: Arthur James Balfour) سياسي بريطاني (25 يوليو 1848-19 مارس 1930). تولى رئاسة الوزارة في بريطانيا من 11 يوليو 1902 إلى 5 ديسمبر 1905. عمل أيضاً وزيراً للخارجية من 1916 إلى 1919 في حكومة ديفيد لويد جورج. اشتهر بإعطاء وعد بلفور الذي نص على دعم بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
بداياته
ولد آرثر جيمس بلفور بلفور 25 يوليو 1848 في ويتنغهام التي أصبحت تعرف اليوم باسم لوثيان وتقع في أسكتلندا. وبعد أن أنهى دراسته الأولية التي درس فيها تعاليم العهد القديم، أكمل دراساته العليا في كلية إيتون وجامعة كامبريدج بإنجلترا.
حياته السياسية
انتخب بلفور لأوّل مرة في البرلمان سنة 1874، وعمل وزيراً أوّلا لأسكتلندا عام 1887، ثم وزيراً رئيساً لشؤون إيرلندا من عام 1887 - 1891, ثم أول رئيس للخزانة من عام 1895 - 1902, ورئيساً لوزراء بريطانيا من عام 1902 - 1905.
أصدر وزير الخارجبة البريطاني جيمس آرثر بلفور يوم 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917 تصريحا مكتوبا وجهه باسم الحكومة البريطانية إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد (1868-1937)، يتعهد فيه بإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين"، واشتهر التصريح باسم وعد بلفور.
وكان يعارض الهجرة اليهودية إلى شرق أوروبا خوفاً من انتقالها إلى بريطانيا، وكان يؤمن بأن الأفضل لبريطانيا أن تستغل هؤلاء اليهود في دعم بريطانيا من خارج أوروبا.
رؤيته للصهيونية
أعجب بلفور بشخصية الزعيم الصهيوني حاييم وايزمان الذي التقاه عام 1906، فتعامل مع الصهيونية باعتبارها قوة تستطيع التأثير في السياسة الخارجية الدولية وبالأخص قدرتها على إقناع الرئيس الأميركي وودرو ويلسون للمشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب بريطانيا. وحين تولى منصب وزارة الخارجية في حكومة لويد جورج في الفترة من 1916 إلى 1919 أصدر أثناء تلك الفترة وعده المعروف بـ"وعد بلفور" عام 1917 انطلاقا من تلك الرؤية.
كانت أول زيارة لبلفور إلى فلسطين عام 1925 حينما شارك في افتتاح الجامعة العبرية. وقد ذهب أولاً إلى الإسكندرية بعد ظهر الإثنين 23 مارس 1925. وكان في استقباله وفداً من المنظمات الصهيونية في مصر وطلاب المدارس اليهودية ويرأسهم حاخام. ولدى وصول السفينة أسپريا، الساعة 4 عصراً، صعد الحاخام إلى السفينة للترحيب به. وبعد استقبال دام ساعتين لم يحضره سوى المنظمات الصهيونية، سافر في عربة قطار مجهزة خصيصاً له إلى القاهرة. وفي القاهرة نزل ضيفاً على اللورد اللنبي وزوجته. وفي القاهرة قامت مظاهرات عارمة منددة بوصوله. وكان أكبرها في حديقة الأزبكية. ويروي محمد علي طاهر، صاحب جريدة الشورى، الذي كان بين المتظاهرين، الرواية التالية:
«"مدير شرطة الأزبكية أمر ضباطه بسحلي في الشوارع إلى قسم الشرطة بدلاً من نقلي في أحد عربات الشرطة. فجروني إلى القسم في هذه الوضع المهين، والنسا محيطين بي. وقد عاملوا زميلي، أمين افندي عبد اللطيف الحسيني، شقيق مفتي القدس، بنفس الطريقة. وفي قسم الشرطة، رفض مأمور القسم أن يكتب محضراً ويطلق سراحنا، ولا حتى بدفع كفالة. وبدلاً من ذلك صادر أوراقنا الشخصية وسجائرنا واحتجزنا في زنزانة الحجز حتى اليوم التالي."»
وعلى هذه النقطة الخلافية، غادر قطار بلفور متجهاً إلى فلسطين. وقد عولجت الرحلة ببعض التفصيل في مختلف الدراسات التاريخية، وأبرزهم "الحركة الوطنية الفلسطينية: 1917-1936" بقلم عادل غنيم. إلا أن التفصيل الكامل كما سجله الأهرام يستحق تمحيصاً دقيقاً.
وبينما كان القطار المقل لبلفور يتقدم نحو فلسطين، انهالت رسائل وتلغرافات الاحتجاجات على مكاتب الأهرام. كانت إحداها مرسلة باسم الجالية السورية في مصر وتخاطب بلفور: "نحن ندين إعلانك الجائر. ولن نتخلى عن حقوقنا السليبة وسنواصل نضالنا للنهاية على أمل تحقيق طموحاتنا القومية." وكان التلغراف موقعاً من أكثر من 20 شخصاً، بينهم شكري القوتلي، الذي سيصبح لاحقاً رئيس جمهورية سوريا. وتلغراف آخر أرسلته الجالية الأردنية في مصر، مذكرة بلفور بأنه في طريقه إلى "البلد الذي دمر وعده المستهجن حريته"، مضيفاً أن وصول بلفور "سيزيد من تمسك الفلسطينيين ببلدهم."
إلا أنه لم تكن الاحتجاجات لتثني بلفور عن طريق المختار. وقد أوفد الأهرام مراسلاً آخر إلى القدس لتغطية تحركات اللورد البريطاني من وقت وصول قطاره إلى المدينة المقدسة. وكانت أولى زيارات بلفور الرسمية هي للمستوطنة الصهيونية "قارا Qara"، حيث اُستقبل بحفاوة." وبعد غداء هناك، ذهب بلفور وحاشيته إلى تل أبيب، "المدينة اليهودية العصرية المبنية بالقرب من يافا." ولدى وصوله، وجد الزائر الكبير "كل البيوت والمعاهد مزينة بالأعلام البريطانية والصهيونية، وحشود من الناس -- رجالاً ونساءً وطلاباً -- هرعوا لتحيته حاملين لافتات عليها صورته على أعناقهم." ويواصل مراسل الأهرام، "وقد تتطوعت قوة من 150 شاب يهودي لمساعدة الجيش والشرطة لحفظ النظام."
أثناء زيارة بلفور لحيفا
وفي تلك الأثناء، أعلنت المدارس في غزة وطولكرم وكلية المعلمين في القدس زمعاهد فلسطينية أخرى الإضراب احتجاجاً على زيارة بلفور "كما فعل الناس في جميع أرجاء البلد." وبلا شك، فقد كانت حكومة الانتداب البريطاني في فلسطين مستعدة للاضطرابات المحتملة، فقد أوردت الأهرام أن وزير الحربية البريطاني أعلن في مجلس العموم أن فوج فرسان مدرع أُرسل من مصر إلى فلسطين لإخماد أي اضطرابات.
وبعد ذلك بفترة وجيزة، أوردت الأهرام أن الحكومة المصرية تنوي إرسال أحمد لطفي السيد، مدير الجامعة المصرية، إلى فلسطين لحضور حفل افتتاح الجامعة العبرية. وقد فوجئ العديد بالرغم من صيحات الفلسطينيين في مصر، أن البروفسور وافق على الذهاب. وفي رسالة إلى الأهرام، احتج الشباب العربي بفلسطين على قبول أحمد لطفي السيد للدعوة لكونها طعنة في ظهر فلسطين العربية وناشدوا الحكومة المصرية أن تغير قرارها. وبشكل مماثل، أعرب الطلاب الفلسطينيون في جامعة الأزهر عن حزنهم لقرار الجامعة إرسال وفد إلى الافتتاح لأنه "سوف يمكن الصهاينة من استخدام اسم مصر لصالحهم." ومرة أخرى، سقطت الاحتجاجات الفلسطينية على آذان صماء، إذ ذهب مدير الجامعة المصرية إلى فلسطين لحضور افتتاح الجامعة العبرية في القدس، وهو الفعل الذي أبدى ندمه عليه لاحقاً.
وفي ذلك الحين ذهب بلفور إلى مستوطنة يهوذية أخرى كما تجاهل عن المظالم العربية والفلسطينية بأذان صماء كما بدأ مصراً أن يكون مستفزا قدر الإمكان. كما قال أنه تعهد على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وإنها ليست خطة شخص واحد أو أمه بل هو تجسيد لرأي هيئة أكبر الدول التي وقعت على معهادة فرساي وبالتالي ابدأ صعوبته لإلغاء ما أقدم عليه.
قضى بلفور اسبوعين في فلسطين وسط إضرابات عامة واحتجاجات من قبل الفلسطينين وابتهاج من الصهاينة الذين شرعوا في تسمية الشارع الدي مرت منه سيارته باسمه، وكانت المحطة الأخيره له قبل أن يغادر 7 إبريل حيفا حيث المدينة بأكملها في داك الحين أضربت ولكن كان عازما على زيارة الربع الصهيوني للمدينة ومختلف المؤسسات الصهيونية وتناول العشاء مع حاكم المدينة.
المرحلة التالية من جولة بلفور أخذته إلى سوريا، حيث سيقابل موقفاً مختلفاً تماماً. فسوريا لم تكن خاضعة لحكم الانتداب البريطاني المستعد دوماً لقمع مظاهرات الفلسطينيين ,وسيتعرض للطرد وكان في ذلك العام تستعد سوريا للثورة السورية الكبرى التي بدأت في وقت لاحق من نفس العام، وفي دلك الوقت لن يكون هناك أي صهيوني لإستقبال بلفور
وفي صباح 8 إبريل تم تعيين حراسة مشددة على القطار الذي سينقل بلفور والوفد المرافق له من حيفا إلى دمشق واصطحب بلفور معه مسؤلون حكوميين وعملاء بريطانيين أرسلوا لضمان سلامته رغم أن الحكومة البريطانية مركزت الشرطة في المحطة لكن هذا لم يمنع القرويين من أن يحتجوا ويرفعوا لوحات سوداء أثناء مرور القطار
كما أمـَّنت السلطات البريطانية اتفاقية من حكومة المحمية الفرنسية في سوريا لحماية بلفور أثناء زيارته. ولذلك، أمـَّنت السلطات الفرنسية في حوران ودرعا محطات السكة الحديد في تلك المناطق وقد ذهب القائد الفرنسي لشرطة دمشق إلى الحدود لتحية القطار. ويواصل الأهرام تقريره، "وعندما وصل القطار إلى درعا، كان المسئولون الفرنسيون مصطفين لاستقبال بلفور ودعوه وحاشيته إلى وجبة في مطعم المحطة، التي منع قومندان الشرطة دخول الناس إليها، وبعدها عاد بلفور للقطار في طريقه لدمشق."
بعدما لمست هذه الاطرابات العاصمة السورية بسبب قرب زيارة بلفور رتب المسؤلون الفنرسيون نزول بلفور على مشارف العاصمة السورية وكان في استقباله القنصل البريطاني وغيره من القنصليين الآخرين
وفي اليوم التالي حدثت مزيد من الاضطرابات. بعد صلاة الظهر ،ويقول مراسل صحيفة الأهرام" وهرعت حشود تجاه فندق فيكتوريا وتحطمت حواجز الشرطة ووصلت الحشود تقريبا أبواب الفندق". ويتابع مراسل :المسؤلون حاولوا منعهم، لكن اظطر في الأخير إلى إطلاق عيارات نارية في الهواء. وفي 02:00 مساء، أرسلت ثماني عربات مدرعة لاستعادة النظام." ووفقا لعدة وكالات الأنباء، أصيب حوالي 50 متظاهرا، وثلاثة في حالة حرجة كما اصيب اثنان من رجال الشرطة في حين عانى العديد من رضوض وكدمات
وجاء المتظاهرون في اليوم التالي والطائرات تحلق فوق المدينة على ارتفاع 150 مترا في حين تم جلب عشرات من المدرعات والدبابات ولم يستطع بلفور الخروج من الفندق بسبب الحصار والاشتباكات وفي لقاء مع اللورد بلفور والقنصل البريطاني في دمشق اقنعه القائد الفرنسي العام على مغادرة دمشق
ومن أجل خروج الاعيان البريطانية مع اقل اظطراب وضع الجنرال الفرنسي حيلة ذكية هو أن يجعل الطائرات تحلق وتلفت وتشتت انتباه الناس ثم أن كان بلفور قد غادر الفندق دون لفت الانتباه
وفي تحليله لجولة بلفور، علق الأهرام أنها "أججت غضب المشرقيين في كل مكان وطأته قدم صاحب الوعد الآثم. وهو الأمر الذي ترك، بلا شك، أثراً في ذهن اللورد بلفور."
عشرون عاماً زعيماً للمحافظين
تزعم بلفور حزب المحافظين لأكثر من عشرين عاماً،وغادر حكومة لويد جورج عام 1919 لكنه عاد إلى مكتبه وشغل منصب رئيس مجلس اللوردات لمدة اربع سنوات من (1925 - 1929) في حكومة المحافظين برئاسة ستانلي بالدوين. وتوفي آرثر بلفور في عام 1930 عن عمر يناهز الـ 82 عاماً. [2]
حياته الشخصية
لم يتزوج آرثر بلفور بسبب موت الفتاه التي احبها