الق نظرة فاحصة متأملة على ما حولك... ستكتشف بالفعل أشياء مثيرة. ستشاهد في هذا العالم مجموعة من المخلوقات الضارية ذات الطبيعة الانسيابية. إنها حيوانات شرسة، وقد منحها الله تعالى قدرة كبيرة للعيش في ظروف استثنائية، وهي ضارة جدًا بالنسبة إلى الحيوانات والبشر على حد سواء.
إنها من بين أكثر المخلوقات إثارة للرعب على وجه الأرض.
في هذه الحلقة ستتاح لك فرصة ذهبية.. لسبر "أسرار الأفاعي".
الأفاعي من أخطر المخلوقات الفتاكة في الطبيعة. نعرف منها اليوم نحو 2700 جنس حي، ومعظمها سام شديد الفتك والضراوة. يمكن لمعظم الأفاعي أن تخنق الضحايا حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة.
كما يمكن أن تحقن بسم زعاف حتى أنه بإمكانها قتل رجل في غضون دقائق.
إنها تلدغ نحو مليون شخص كل عام ويتوفى منهم نحو 100 ألف شخص بسببها.
يمكن أن تجد الأفاعي في جميع أنحاء العالم. لقد تأقلمت مع كل مسكن إلا القطبين حيث الطقس بارد للغاية.
لقد هيأ الله تعالى الأفاعي في جميع أنحاء العالم لتتناسب مع الظروف التي تعيش فيها ومنحها سبحانه القدرة على التأقلم حجمًا وشكلاً ولونًا.
وعملية التأقلم هذه ضرورية ليتواءم المخلوق الحي مع بيئته.
انظر إلى هذا البوم المعروف ببوم سلانغ، ثم انظر إلى أفعى البامبا الخضراء.
لقد منحها الله تعالى القدرة على التأقلم مع ظلال الغابات ولديها أجساد خضراء هزيلة وطويلة وعيون ضخمة وسم فعال.
تتنوع الأفاعي في الغابات الاستوائية نظرا لتنوع الغذاء بشكل كبير واستقرار الطقس وملاءمته لها.
تحت هذه الظروف أصبحت متخصصة في الفرائس. هذه على سبيل المثال تقتات بشكل أساسي على بيوض الضفادع.
ولكن على الرغم من المعتقدات السائدة فان الأفاعي نادرا ما تتواجد في أعداد كبيرة هنا ومعظمها تعيش حياة منعزلة.
إن الغابات الباردة مسكن فقير وغير مناسب للأفاعي.
تحتاج الأفاعي إلى الشمس لتبقى دافئة. إن الطقس البارد يعني أنه يتوجب على أجناس مثل أفعى الغابون والآدر الأوروبي التركيز على الفسح المشمسة من الغابات.
تغطي الصحراء نحو 30% من وجه الأرض.
الظروف هنا تقريبا مثالية للأفاعي. ويمكن العثور على أجناس كثيرة من الأفاعي هنا في الصحراء أكثر من أي مكان آخر في العالم.
للوهلة الأولى يمكن أن تعتقد أن الصحراء تفتقر إلى الفرائس الضرورية لبقاء الأفاعي.
ولكن كونها من الزواحف فان الأفاعي باردة الدم. وهي لا تستخدم الطعام لتنتج حرارة الجسم بل تستغل فقط حرارة الشمس.
وهذا يعني انه يمكنها العيش على خمس كمية الطعام التي يحتاجها غيرها من ذوات الدم الحار.
ويعتقد بعض الباحثين أن الأفاعي يمكن أن تبقى ثلاث سنوات دون طعام.
وبينما معظم المخلوقات يمكن أن تموت بسرعة نتيجة الجفاف في الصحراء فان الإجراءات التي تتخذها الأفاعي تمنع خسارة المياه من جسدها.
المستنقعات والسبخات موجودة في جميع أنحاء العالم وهي مسكن مفضل بالنسبة إلى الأفاعي.
بوجود كميات وافرة من الضفادع والأسماك فإن الطعام كثير وجاهز.
الفرائس المناسبة للأفاعي قليلة ومتباعدة والحيوانات المفترسة مثل هذا الطائر مألوفة.
إن الأفاعي القليلة التي تعيش هنا تميل إلى التهام أصناف متنوعة من الغذاء ويمكن العثور عليها في مساكن أخرى أيضا.
مع معرفتنا أن البحار والمحيطات تغطي نحو 70% من سطح الأرض لا يمكننا أن نستغرب غزو الأفاعي لهما أيضا.
ولكن كونها من ذوات الدماء الباردة فان الأفاعي البحرية محصورة في المحيطات الاستوائية حيث المياه دافئة والأسماك تتجول حول الشعاب الساحلية.
ربما يبدو الأمر مفاجئا ولكن اليوم يمكننا أن نتلاقى مع الأفاعي في مناطق كثيرة من العالم. إن الفئران والجرذان تشجعها وتجذبها النفايات التي ننتجها والأطعمة التي نرميها.
ولكن عندما يتواجه الإنسان والأفاعي فان الأفاعي هي التي تخسر في الغالب.
الأفاعي من الحيوانات التي تنتمي إلى عالم الزواحف.
وهي تتأقلم بقدرة الله تعالى مع الحياة على الأرض بشكل رائع.
هناك تشابه واختلاف بين الأفاعي والسحالي، هذه السحلية الموجودة على شاشة المراقبة تعرض الكثير من الصفات الجسدية التي لا توجد في الأفاعي.
الأجفان التي تغمض، توجد في السحالي.
أما الأفاعي فتفتقر إلى الأجفان وعوضا عن هذا تحمي أعينها حراشف، تدعى السبكتاكل. ويتم استبدالها في كل مرة تستبدل فيها الأفعى جلدها.
هناك اختلاف آخر بين الأفاعي والسحالي، فالأفاعي لا توجد لها آذان خارجية، وعوضا عن ذلك تستقبل الأصوات على هيئة ذبذبات من عظام الفك السفلي. ولكن يبدو أن الأفاعي يمكنها أن تسمع، فمن المعتقد أنها تشعر بالموجات الصوتية بشكل أو بآخر. هناك فرص قليلة لأن يتعرض مدربو ومروضو الأفاعي للعض، إذ أنهم يخيطون في العادة أفواهها.
الفارق المهم الآخر بين الأفاعي والسحالي هو أن الأخيرة تملك أرجلا قوية، أما الأفاعي فلا أرجل لها، والسؤال المهم الآن هو: هل يؤثر ذلك على حركتها؟
ربما يعتقد البعض أن افتقار الأفاعي إلى أطراف سيكون أمرا معيقًا للحركة ولكن كما يظهر هذه البايثون ذو ال17 قدما فان الأفاعي يمكن أن تصل إلى أجزاء لا يمكن للزواحف العادية أن تصلها.
بالنظر إلى مساحة الأماكن التي يمكن أن توجد الأفاعي فيها من الواضح أن كونها من دون أرجل ليس أمرًا سيئًا للأفعى وفي الواقع انه العكس.
يمكن للأفاعي أن تبدل الطريقة التي تتحرك بها بحسب حجمها والسطح الذي تتواجد عليه. وهذا كله بواسطة التصميم الفريد الذي خلقه الله تعالى وأبدعه للعضلات والأضلع.
انه شكل جسدي يمنح الأفاعي خصوصيتها.
يمكن للأفاعي أن تتسلق بشكل عامودي إلى فوق والى تحت وهي مهارة حتى أفضل متسلقي الجبال من البشر لا يملكونها.
الأفاعي المجلجلة اختصاصية في استخدام نوع من الحركة يشبه عمل فتاحة القناني فإنها تتماوج على رمال الصحراء الحارقة. عبر الإبقاء على نقطتين من جسدها على تماس بالأرض في وقت واحد فإنها بذلك تتجنب التعرض للحرارة المفرطة.
هذه هي الأفعى المجلجلة ذات القرون من أميركا الشمالية.
ويمكن للأفاعي أن تكون سريعة.
سبحان الله فإن تصميم هيكلها العظمي الذي أبدعه الخالق عز وجل أمر حيوي.
تملك الأفاعي حوالي 400 زوج من الأضلع.
انظر عن كثب. إن الانتفاخات في هذه الأضلع تظهر الأماكن التي انكسرت فيها خلال فترة حياة هذه الأفعى.
بوجود هذا العدد الهائل من الأضلع فإن الأفاعي بإمكانها أن تكسر واحدا أو اثنين.
دون هذا الهيكل العظمي الرائع فان الأفاعي لن يكون بإمكانها أن تتحرك بهذه الانسيابية.
بشكل فريد يمكن لأضلع الأفاعي أن تدور حيث تجتمع هنا في أسفل الظهر وتربطها عضلات متخصصة وتسمح للجسد بأن يتلوى ويلتف في كل الاتجاهات.
لا تستخدم الحراشف للحركة فقط بل هي أيضا تظهر الألوان الحقيقية للأفعى.
إذا كانت الأفعى سامة من الأفضل للمخلوقات أن تبتعد عنها.
إذن لتتجنب الحية الكثير من الحيوانات المفترسة تعرض إنذارات ذات ألوان زاهية. تروج أفعى الشعاب الأميركية لخصائص سمومها الفتاكة ببقع سوداء وحمراء وصفراء.
أفعى الرمال ذات الفحيح هي واحدة من أسرع الأفاعي.
إنها مميزة لعدم عيشها في الرمال، وهسهستها يمكنها أن تسافر حتى 11 كيلو مترا في الساعة سعيا وراء فريسة أو هربا من الحيوانات المفترسة.
ولكن لا تقلق فمن الصعب للغاية أن تنجح أي أفعى في أن تلاحقك وتنال منك. الأفاعي سباحة ماهرة ويمكن أن تبقى مغمورة في المياه لساعة كاملة من الزمن.
وبحركة تعرف باسم "الانغيليفورم" فان الأفاعي تسبح تماما بالطريقة ذاتها التي تتحرك فيها على الرمال وتلوي جسدها على شكل حرف "S" بالإنجليزية، وتنتقل من الرأس إلى الذيل. وتدفع بالمياه وراءها. وهذا كله بواسطة مجموعة عضلاتها وأضلعها الفريدة التي وهبها الله إياها.
هذه الأفعى هي أفعى الملك غير السامة، ولكن هناك طرقًا أخرى للأفاعي تتحرك بواسطتها حيث تستخدم التأثير المستحوذ للحراشف. وبينما تمسك حراشف أفعى الباف آدر بأرض الغابة تتقلص العضلات لتدفع بجسدها إلى الأمام، وهذا ممكن لأن حراشف البطن تنقلب في كل الاتجاهات إلا إلى جهة الخلف.