الغواصة النووية ، هي غواصة تعمل عن طريق تقنية المفاعل النووي، بالمقارنة بالغواصات التقليدية والتي تعمل عن طريق ممحركات الديزل حيث تستخدم لشحن البطاريات للتشغيل تحت الماء. ويتسع مجال الغواصات النووية حيث تستخدم في مهمات الدفع النووي، في أجواء مستقلة تماما عن الهواء بعكس الغواصات العادية والتي تحتاج للسطح، حيث أن كمية الطاقة النووية المولدة لتلك الغواصات تسمح لها بالعمل بسرعات عالية لفترات طويلة تحت سطح الماء
التاريخ
في عام 1954م، أدخلت البحرية الأمريكية في خدمتها الفعلية أول غواصة تعمل بالقدرة النووية، وأُطلق عليها اسم نوتيلوس. وفي أول رحلة بحرية لها، حطمت تلك الغواصة كل الأرقام القياسية السابقة لسرعة سير الغواصات تحت المياه، ودرجة تحملها. وفي عام 1958م، أصبحت الغواصة نوتيلوس أول غواصة تَبْحر تحت ثلوج القطب الشمالي. وفي عام 1960م كانت الغواصة الامريكية تريتون أول غواصة تُسافر حول العالم تحت المياه.
طوَّرت البحرية الأمريكية في أوائل الستينيات من القرن العشرين أول غواصات حديثة لإطلاق الصواريخ البالستية، وكانت كل غواصة منها تحمل 16 صاروخًا من صواريخ بولاريس، وتحمل أسلحة نووية خلف الشراع. وكان بإمكان الطراز الأول لصواريخ بولاريس أن تضْرب أهدافًا تصل إلى بُعد 1930كم. وقد طُورت هذه الصواريخ فيما بعد ليزداد إصابتها إلى 4,500كم.
دخلت أول غواصة نووية في الخدمة الفعلية للبحرية البريطانية في 1963م، وهي الغواصة إتش إم إس دريد نوت. أما الطراز الأكثر تطورًا منها وهو الغواصة إتش إم إس رزوليوشن، التي حملت أول صاروخ بولاريس نووي، فقد دخلت الخدمة في عام 1967م.
وفي عام 1981م، صنعت الولايات المتحدة أول جيل من الغواصات أوهايو. وتُعتبر تلك الغواصات أكبر وأقوى الغواصات التي بنتها الولايات المتحدة حتي الآن، حيث تبلغ 170 مترًا طولاً وتحمل 24 من صواريخ ترايدنت، يبلغ مدى كل صاروخ منها حوالي 6,400كم. ويمكن أن يحتوي على عدة رؤوس نووية مستقلة يمكن توجيه كل منها إلى هدف مُنْفصل. وتُخطط الحكومة البريطانية لإحلال صواريخ ترايدنت محل صواريخ بولاريس في التسعينات من القرن العشرين.
وقبل تفككه في عام 1991م كان الاتحاد السوفييتي يمتلك أكبر غواصات الصواريخ البالستية حجمًا. وكانت صواريخ تلك الغواصات تضرب أهدافًا على بعد يصل إلى 8,000كم. وامتلك الاتحاد السوفييتي أيضًا أسطولاً من الغواصات النووية ـ 310 غواصة ـ زاد عددها على أي دولة أخرى، وتلتها الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1992م، دشـّنت روسيا، وتبعتها أوكرانيا، أسطولها من الغواصات. وقد ضمت روسيا معظم الغواصات التي كان يمتلكها الاتحاد السوفييتي السابق. ومن الدول الأخرى التي تمتلك الغواصات النووية الصين وفرنسا وبريطانيا.
وكانت البحرية الملكية لبريطانيا أول بحرية في العالم تستخدم الغواصات النووية في القتال عندما استخدمتها أثناء الصراع بين بريطانيا والأرجنتين حول جزر فوكلاند عام 1982م.