أصدفائي الاعزاء ما أحوجنا إلى رحمة الله في هذه الايام الصعبة !!!
ينبغي أن نتأمل سرّاً من أسرار تكرار هذا الاسم {الرحمن الرحيم}. في البسملة، فإن الإنسان إذا أراد أن يقرأ قال: {بسم الله الرحمن الرحيم }.
ولم يقل أحدٌ من الناس قط: "بسم الله المنتقم الجبار"، أو "بسم الله العزيز الحكيم"، مع أن هذا حق، وإنما قيل: "بسم الله الرحمن الرحيم".
وفي هذا إشارة إلى قوله -عز وجل- في الحديث القدسي عند البخاري وغيره: (إنَّ رحمتي سَبَقَتْ غَضَبِي) وفي الحديث الآخر أيضاً في الصحيح: (إنَّ اللهَ -تعالى- جَعَلَ مائةَ رحمةٍ، فأنْـزَلَ منها رحمةً واحدةً في الدنيا، فبها يتراحَمُ الناسُ، وبها ترفعُ الدابةُ حافرَها عن ولدِها خشيةَ أن تصيبَه، وادَّخرَ تسعةً وتسعين رحمةً إلى يومِ الحسابِ) ففي ذلك إشارة إلى عظيم رحمته -جل وعلا- وأنها تسبق غضبه.
ولذلك ينبغي ألا يقنط الإنسان مِن رحمة الله مهما أسرف على نفسِه بالذنوب والمعاصي: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر:53] {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر:56] {إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87]
ولهذا كان اليأس من رحمة الله والأمن مِن مَكْرِ الله مِن صِفات الكافرين، وهكذا ينبغي للإنسان أنْ يتَشَبَّثَ أبداً بطلب رحمته -جل وعلا- وأن يُعَلِّمَ الناسَ الثقةَ برحمته -سبحانه-.
وكثيراً ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُ أصحابه الرجاء فيما عند الله -عز وجل-، وأن تكونَ ثقةُ الإنسان بالله وبرحمته أعظمَ مِن ثقته بعمله؛ فإنَّ عمله قد لا يُقْبَلُ؛ قد يداخله الرياء والعجب أو عَدَمُ الإخلاص، أو لا يكون على وفْقِ ما شَرَعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم -، فََيردُّ على صاحبه، لكن يكون اعتماد العبد على رحمة الله -جل وعلا-.
وهكذا ينبغي أن يُدْعَى الناسُ والعصاةُ إلى الله -عز وجل- بتذكيرهم برحمته، مع أنه ينبغي أنْ يُقْرَنَ هذا بتذكيرهم بعقوبته: {نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ} [الحجر:49-50] لكن الناس دائماً وأبداً محتاجون إلى تذكيرهم برحمة الله -جل وعلا- فينبغي أن يُعْطَى هذا الحديثُ قدرَه عند الناس، ويُذَكَّروا دائماً بأن يتعلقوا بالله -جل وعلا- الرحمن الرحيم.