هل استعددنا لليلة القدر ؟
إن الاستعداد لهذه الليلة يكون من فجر الأيام العشر الأخيرة الفردية
فمثلا اليوم الحادي والعشرون نستعد له من فجر اليوم العشرين
واليوم الثالث والعشرون نستعد له من فجر اليوم الثاني والعشرين وهكذا
وبعد صلاة الفجر تحرص على أذكار الصباح كلها
والحرص على قول : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"
مئة مرة - لماذا ؟
لقوله صلى الله عليه وسلم :
"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة
كان له عدل عشر رقاب،
وكتبت له مئة حسنة،
ومحيت عنه مئة سيئة،
وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي،
ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك"
واحرص على أن تفطر صائماً،
لتحصل على أجر صيام شهر رمضان مرتين
لقوله -صلى الله عليه وسلم- :
"من فطر صائماً كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء"
وعند غروب الشمس ادع الله أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر
واحرص أن لا تفوتك ليلة من ليالي الوتر إلا وتخرج صدقة،
وإن أخفيت الصدقة كان أعظم لأجرك
فتدخل بإذن الله ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله،
واحرص على القيام بالفرائض والسنن،
ولا تنس الدعاء عند الفطور وليكن من ضمن دعائك :
اللهم أعني ووفقني لقيام ليلة القدر،
ثم توضأ ثم بادر بالنافلة بين الأذان والإقامة؛
ثم صل صلاة مودع
أي كلها خشوع واطمئنان،
ثم اذكر أذكار الصلاة،
ثم صل السنة الراتبة،
ثم اذكر أذكار المساء
ومنها "لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"
مئة مرة؛
لتكون في حرز من الشيطان ليلتك هذه حتى تصبح
وادع دائما "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"
وإن كان لك والدان فبرهما وتقرب منهما،
واقض حوائجهما وافطر معهما.
ثم بادر بالذهاب إلى المسجد قبل الأذان،
لتصلي سنة دخول المسجد،
ولتتهيأ بانقطاعك عن الدنيا ومشاغلها علك تخشع في صلاتك،
وكن مع كلام ربك حتى ينصرف الإمام.
ثم عد إلى بيتك،
ولا يكن هذا هو آخر العهد بالعبادة حتى صلاة القيام،
ولا تنس -قبل خروجك من المسجد- أن تضع صدقة هذه الليلة،
وإذا كان يصعب عليك إخراج صدقة كل ليلة من هذه الليالي
فمن الممكن أن تعطي كل صدقتك قبل رمضان
أو قبل العشر الأواخر جهة خيرية
توكلها بإخراج جزء منها كل ليلة من ليالي العشر
ولا تنس وأنت في طريقك من وإلى المسجد أن يكون لسانك رطباً من ذكر الله
ولا تنس سيد الاستغفار هذه الليلة
"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت
خلقتني وأنا عبدك،
وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت،
أعوذ بك من شر ما صنعت،
أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي
فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "
قال صلى الله عليه وسلم :
"من قاله فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة"
ولا بد من التنبيه على بعض الأخطاء ومنها:
أن البعض قد يشيع في ليلة 23 أو 25 أن فلاناً رأى رؤياً،
وأن تعبيرها أن ليلة القدر مثلاً ليلة 21 أو 23.
فماذا يفعل البطالون عند سماع الإشاعة ؟
يتوقفون عن العمل باقي ليالي العشر
حتى أن البعض قد يكون في مكة فيعود
مع الترجيح أن هذا قد يكون حلماً وليس رؤياً.
وأن المعبر حتى وإن عبرها بأنها ليلة 21 أو 23 أو غيرها
ليس بشرط أن يكون قد أصاب،
فهذا أبو بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه -
عبر رؤيا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال له الرسول : "أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً"
فإذا كان أبو بكر وهو خير الخلق بعد الأنبياء يصيب ويخطئ،
فما بالك بغيره.
وأخيراً أخي المسلم ..أختي المسلمة
الأيام معدودة، والعمر قصير،
ولا تعلم متى يأتيك الأجل،
ولا تدري لعلك لا تبلغ رمضان العام القادم
وإن بلغته لعلك لا تكمله،