رابعة العدوية
اسمها رابعة العدوية القيسية البصرية ، سميت الرابعة لأنها كانت الرابعة في ترتيب أخوتها من البنات ،و سميت القيسية لأنها تنتمي لبطن من بطون قبيلة قيس ، و سميت بالعدوية لأنها تنتمي الى أسرة بني عدوة ، و سميت بالبصرية لأنها من مواليد مدينة البصرة العراقية ، عاشت في مدينة البصرة ردحا من الزمن و لقبت بأم الخير لسعيها في أوجه الخير .عاشت في أسرة فقيرة تتكون من الأب و الأم و ثلاث بنات ،كانو ايعيشون في كوخ يسمى - بكوخ العابد - نسبة الى تقوى والدها و ايمانه.
رفضت الزواج بسبب انشغالها بعبادة الله ...و ليس كما يحاول البعض من المستشرقين من تشويه حقيقتها على أنها مالت للرذيلة و الإنحراف.
تميزت رابعة العدوية بصفات الزهد و الورع و الذكاء و التقوى و الحب و الخشية و الذكرو التواضع و التهجد و القيام .كانت نموذجا للمرأة المسلمة الصالحة عرفت في زمانها بعلمها و كمال أدبها .للأسف لقد شوه المستشرقون و حتى السينما سيرتها العطرة و صورتها على أنها كانت ماجنة و راقصة و ......غيرها .
تؤكد بعض المصادر التاريخية التي لم تتمكن من تحديد زمن ولادتها و العصر الذي عاشته أنها تعرضت بعد وفاة الوالدين و بعدما تعرضت البصرة الى القحط و المجاعة الى السبي هي و أخواتها البنات و قد بيعت في سوق الرق و أفترقت بأخواتها البنات و لم تراهم منذ ذلك الحين ....طبعا قصتها طويلة لكن قيل أنها أصبحت جارية مملوكة لرجل غليظ و قاسي أذاقها كل أنواع العذاب ...و مع ذلك كانت دائما تصلي في الخفاء و تطلب من خالقها أن ينجيها من قيود الرق و ذل العبودية ....و في ليلة من اليالي أكتشفها و هي تصلي و تترجى الله سبحانه و تعالى أن يحررها من من عبودية ذلك الرجل الآثم ....و هي تناجي خالقها رأى سيدها نورا و كأنه مصباح ينير الغرفة التي كانت تتهجد بها ، و في صباح نداها سيدها و عتقها و يقال أنه بسببها تاب الى خالقه .
أخي القارئ قصة رابعة العدوية قصة طويلة قيل فيها الكثير هناك من أنتقدها و هناك من أنصفها و هم كثيرون أمثال إبن تيمية و الأمام الغزالي صاحب كتاب ألأحياء و ابن الجوزية و غيرهم ...
جمعت لكم بعض من أشعرها التي تميزت بعشقها الألاهي من بينها مما قالت :
عرفت الهوى مذ عرفت هواك****** و أعلنت عمن سواك
و كنت أناجيك يا من ترى ****** خفايا القلوب و لسنا نراك
أحبك حبين حب الهوى ****** و حبا لأنك أهل لذلك
فأما الذي هو حب الهوى ******فشغلي بذكرك عمن سواك
و أما الذي أنت أهل له ****** فكشفك للحجب حتى أراك
فالحمد في ذا و لا ذاك لي *****و لكن لك الحمد في ذا و ذاك
و أشتاق شوقين ...شوق النوى ****** و شوق لقرب الخلي من حماك
فأما الذي هو شوق النوى ****** فمسرى الدموع لطول نواك
أما إشتياق لقرب الحمى***** فنار حياة خبت في ضياك
و لست على الشجو أشكو الهوى ****** رضيت بما شئت لي في هداكا
و من أقوالها أيضا :
محب الله لا يسكن أنينه و حنينه حتى يسكن مع محبوبه .
أكتموا حسناتكم كما تكتموا سيئاتكم .
إني و الله أحبه حبا شديدا و لكن حب الخالق شغلني عن حب المخلوقين
ملاحظة هامة / ليعلم أخي القارئ أن معظم الأبيات الشعرية التي كُتبت في النت و نقلت عبر الكثير من المنتديات ليست لرابعة العدوية بل نُسبت إليها و قد أجرى البعض من الباحثين في الدين و الأدب أبحاثا تخص حياة و أعمال الزاهدة رابعة العدوية و قد أكتشفوا أن الكثير من الأبيات شعرية مصدرها مثلا : ( أبو فراس الحمداني و المتنبي و غيرهما ) و هذا موجود في الدواوين الشعرية لكليهما .
أما ما يخص بعض ما نُقل من أدعيتها هو الآخرغير منسوب إليها بالأدلة لأنه يمس بالطبيعة الألاهية للخالق و قد أُتهم الصوفيون بفعل ذلك ترويجا لصوفيتهم .