سيكون جمهور كرة القدم العالمية والإسبانية على وجه الخصوص مع مواجهة جديدة من (الكلاسيكو) بين ريال مدريد بطل الليغا وغريمه برشلونة بطل كأس الملك في الموسم الماضي 2011/2012 وكان لقاء الذهاب قد انتهى يوم الخميس الماضي بفوز الأخير بنتيجة 3/2 بعد مباراة مثيرة.
وتقام اليوم المباراة بداية من الساعة 10.30 مساء في ظروف استثنائية للفريق الملكي الذي سجل بداية لا تسر فتلقى هزيمتين من ثلاث مباريات رسمية في الوقت الذي سجل برشلونة بداية مثالية حقق خلالها ثلاثة انتصارات رسمية وإن شاب الفوز على أوساسونا مساء الأحد بعض التخوف من الأداء، المواجهة هي الثانية عشرة بين الفريقين في إطار هذه المسابقة حيث ما زالت الكفة في مصلحة الميرنغي الذي خسر السوبر كاب من عدوه اللدود في الموسم الماضي للمرة الأولى.
حكاية بطولة
تأخرت كأس السوبر الإسبانية في ظل عدد من البطولات الودية الكثيرة التي كانت تخوضها الأندية الإسبانية وكانت بعض المحاولات بدأت منذ عام 1940 لجمع بطلي الدوري والكأس في بطولة على غرار بطولة الدرع الخيرية الإنكليزية التي تشبه بها معظم الاتحادات الكروية المحلية في العالم وبالفعل أقيمت أكثر من مرة تحت مسميات عديدة مثل كأس الأبطال وكأس إيفابيرون والكأس الذهبية حتى عام 1982 عندما انطلقت كأس السوبر بشكلها الحالي وقد جمعت البطولة الأولى ريال سوسيداد مع ريال مدريد إلا أن المسابقة لم تنتظم نهائياً إلا منذ عام 1990 بعدما غابت أعوام 1984 و1986 و1987 و1989.
أبطال
10 أبطال توجوا بلقب كأس السوبر من خلال 27 مرة أقيمت هذه المسابقة ويتصدر برشلونة الترتيب برصيد 10 ألقاب فاز بها أعوام (1983 و1991 و1992 و1994 و1996 و2005 و2006 و2009 و2010 و2011) وقد خسر اللقب في 7 مناسبات يليه ريال مدريد بـ8 ألقاب حصدها أعوام (1988 و1989 و1990 و1993 و1997 و2001 و2003 و2008) وقد خسر اللقب 4 مرات ويأتي ديبور تيفولاكورونيا في المركز الثالث بـ3 ألقاب (1995 و2000 و2002) وهي المرات الثلاث التي خاض فيها كأس السوبر وقد فازت سبعة أندية باللقب مرة واحدة على النحو التالي: أتلتيكو مدريد (1985) وفالنسيا (1999) وكلاهما خسر اللقب 3 مرات وريال سرقسطة (2004) وأتلتيك بلباو (1984) وكلاهما خسر اللقب مرتين وريال مايوركا (1998) وإشبيلية (2007) وكلاهما خسر اللقب مرة واحدة وريال سوسيداد (1982) ويعتبر إسبانيول وريال بيتيس الفريقين الوحيدين اللذين خاضا البطولة ولم يفوزا بها فخسر الأول في مناسبتين والثاني مرة واحدة، وقد فاز أبطال الدوري في 18 مناسبة مقابل 9 مرات فقط لأبطال الكأس.
الغريمان والسوبر
حكاية الفريقين مع كأس السوبر تصب في مصلحة الريال الذي تفوق في 4 مرات متتالية قبل أن ينجح برشلونة تحت قيادة غوارديولا في خطف أول ألقابه على حساب الملكي في العام الماضي وحكاية الكلاسيكو في البطولة بدأت عام 1988 ويومها فاز الريال ذهاباً وإياباً 2/صفر و2/1 وفي عام 1990 فاز البرشا ذهاباً 1/صفر قبل أن يرد المدريدي 4/1 إياباً وفي 1993 فاز الريال 3/1 قبل التعادل 1/1 وعام 1997 كرر الميرنغي الفوز ذهاباً 2/1 وإياباً 4/1.
وفي الموسم الماضي نجح البرشا أخيراً في فك في عقدته مع البلانكو وفاز عليه 3/2 بعدما تعادل ذهاباً 2/2، وقد فاز الريال في ثلاث من هذه المناسبات وهو بطل للدوري إذا ذكرنا أن البرشا فاز في ذهاب هذا العام فيكون المجموع 11 مباراة فاز الريال في 6 مقابل 3 للبرشا وتعادلا مرتين وسجل الريال 22 هدفاً مقابل 12 فقط في مرماه.
وضع محرج
بالعودة إلى الحاضر فإن الفريق الملكي يدخل ملعبه المفضل سانتياغو برنابيه وعينه على الفوز لعدة اعتبارات أهمها الثأر لخسارة الذهاب والتتويج باللقب التاسع وكذلك استعادة الألق والكبرياء عقب البداية الباهتة للموسم الثالث تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو الذي قلما يخسر مباراتين متتاليتين وقد سجل التاريخ أنه فشل بالفوز بأول مباراتين من الموسم للمرة الأولى مع كل الأندية التي أشرف عليها.
وإذا كان الفوز هو المطلب الأساسي فإن أموراً لا تقل أهمية ستكون في حسبان المدريديين ويتعلق الأمر هنا بالعرض والأداء فقد أظهر لقاء الذهاب أن ريال مورينيو لم يختلف كثيراً عن معظم مواجهات الموسمين السابقين عندما كان غريمه يدعى بيب غوارديولا فلم يقدم لاعبو الميرنغي الكثير أمام بلوغرانا فيلانوفا.
كبرياء «البيغ وان»
ما شاهدناه في لقاء الذهاب هو سيطرة برشلونة ومحاولات ريالية وعلى عشاق البلانكو أن يشكروا الظروف والحارس فالديز الذي أهدى دي ماريا هدفاً أنهى الفارق على هدف وحيد فقط بينما هدف الريال الأول جاء من كرة ثابتة، وبالمقابل صال لاعبو البلوغرانا بالطول وبالعرض ويمكننا حصر أفضلية الملكي في دقائق ما بين هدف التقدم لرونالدو والهدف الثاني للبرشا وعدا ذلك فالسيطرة والاستحواذ كانت في مصلحة رفاق ميسي.
إذاً استعادة الكلمة الأعلى هو هدف مورينيو الذي يحسده الكثيرون على فريق لم ينجح لتدعيمه سوى بلاعب وحيد هو الكرواتي مودريتش، بل على العكس فقد استغنى البرتغالي عن عدد من اللاعبين وهو ما يثير شجون مناصري الميرنغي فالفريق الذي قهر غريمه في نيوكامب في إياب الليغا في الموسم الماضي والذي استعاد اللقب الأثير يومها مازال بكامل عدته وعديده.
بداية السلم
إذا كان الريال لن يقبل بالهزيمة مجدداً فالمباراة للمدرب الكاتالوني الجديد تيتو فيلانوفا تعني له الكثير فهي محطة حاسمة لحصد أول الألقاب وثم الثأر الشخصي من مورينيو على أرض الملعب بعد الحادثة الشهيرة في بطولة العام الماضي وإثبات أنه ليس مجرد مساعد لغوارديولا، وقد لا يبحث المدرب الجديد عن الفوز، وخاصة أنه لا يحتاج إليه للتتويج إلا أن الأهم له طريقة اللعب التي تفرض كلمته وتعطيه ضوءاً أخضر في الطريق إلى عالم النجومية في حقل التدريب وهو الذي لم يكن ذلك اللاعب البارز حاله حال المدرب البرتغالي.
وبنظرة سريعة إلى مواجهة الذهاب نرى أنه نجح في ذلك إلى حد ما وخاصة أنه لم يغير الكثير من أسلوب الفريق ولم تظهر بعد لمساته الخاصة في ظل الاعتماد على طريقة اللعب السريع والتمريرات القصيرة والضغط على الخصم عند افتقاد الكرة وكل ذلك عبر مهارات اللاعبين أنفسهم الذين خاضوا ضد الريال أكثر من مواجهة في المواسم الأخيرة.
اختلاف واتفاق
الاتفاق أن حسم اللقب ما زال في أرض الملعب وأن كل فريق قادر على الظفر به ويتفق عشاق الفريقين على أنهما لم يقدما المأمول في الظهور الأخير قبل مواجهة هذه الأمسية، فالبرشا رغم فوزه على أوساسونا لم يلعب كما ينبغي وحصل على النقاط الثلاث بفضل حسن الحظ وخطأ تحكيمي، أما الريال ففشل في الحفاظ على تقدمه أمام جاره الصغير خيتافي وتلقى هزيمة محبطة في بداية دفاعه عن لقب الليغا.
وعلى الرغم من المعطيات التي كانت تشي بمباراة سهلة خاصة للميرنغي إلا أن ما قدمه الفريقان مساء الأحد الماضي قد يكون له أسبابه وذلك لتركيزهما على لقاء اليوم وهو ما يفسر أيضاً حال برشلونة الذي لم يسر أنصاره وخاصة على المستوى الدفاعي فالفريق رغم فوزه في ثلاث مباريات رسمية منذ انطلاق الموسم وسجل لاعبوه فيها 11 هدفاً إلا أن مرماه تلقى أربعة أهداف وكادت أخطاء اللاعبين تؤدي إلى تسجيل المزيد، وبالمقابل يمكننا القول إن هجوم الريال لم يكن في الموعد بتسجيله 4 أهداف فقط وقد أطاح لاعبوه بالكثير من الكرات السهلة.
سباق الكبيرين
عدم تسجيل الكثير من الأهداف للريال قد يعيده الكثيرون إلى غياب بنزيمه عن هواية هز الشباك والأهم هو غياب رونالدو شبه الكلي عن التسجيل وهو الذي تعوّد ذلك في الموسمين الماضيين بغزارة، إلا أنه بدا بحاجة إلى الكثير من العمل والجهد في حال أراد معاودة السباق مع غريمه الشخصي ليونيل ميسي في ميدان التهديف، فالطوربيد البرتغالي لم يسجل سوى هدف وحيد رفع به رصيده إلى 7 أهداف في مرمى برشلونة وذلك مقابل 5 أهداف سجلها البرغوث الأرجنتيني متصدراً لائحة هدافي الليغا بـ4 منها ورافعاً رصيده الشخصي إلى 14 هدفاً في الكلاسيكو بالخامس ليصبح هدافاً لكأس السوبر برصيد 10 أهداف بفارق 3 أهداف عن هداف الريال التاريخي راؤول غونزاليس.
التشكيلتان المحتملتان
برشلونة: فالديز- ألفيس- بيكيه- ماسكيرانو- ألبا- بوسكيتس- إكزافي- إينيستا- ميسي- سانشيز- بيدرو.
ريال: كاسياس- أربيلوا- راموس- ألبيول- مارسيللو- ألونسو- أوزيل- خضيرة- رونالدو- هيغيوين- دي ماريا.
اللقب لمن؟
اللقب ما زال في الملعب وفوز ريال مدريد 3/2 سيقود الفريقين إلى وقت إضافي وربما ركلات ترجيح ولم يسبق لبطولة كأس السوبر أن شهدت هذه الحالة من قبل وعدا ذلك فإن الريال بحاجة إلى الفوز بنتيجة 1/صفر أو 2/1 أو بفارق هدفين وعدا ذلك فإن الكأس ستكون من نصيب البرشا الذي يبحث عن الانفراد بالتتويج الرابع على التوالي بعدما عادل رقم الريال بالفوز باللقب ثلاث مرات متتالية العام الماضي.
الموقع