أفصحت سلوى، 34 عاما وعاهرة سابقا، في تصريحات لهسبريس عن بعض ملامح
واقع الدعارة في مدينة كبيرة مثل الرباط، حيث وصفت ذلك العالم بأن له
بداية لكن لا نهاية له، وتحيط به طقوس وتعليمات وشروط يجب للفتاة الراغبة
في الاستفادة منه أن تحترمها وإلا فقدت "عضويتها".
وتحدثت سلوى،
التي سبق لها أن زاولت "أقدم مهنة في التاريخ" قبل أن تتوب وتغادر مَركب
الدعارة نهائيا، عن بدايتها في عالم "العهارة" عندما وقعت في البدء ضحية
صديقات فاسدات من الثانوية التي كانت تدرس بها، حيث أغرينها بالكلام
المعسول والوعود الوردية بأن يصبح لها مال وفير في أشهر قليلة، وفتحن لها
أبواب تجريب الدعارة مع زبناء أغلبهم حينها من الطلبة والموظفين البُسطاء.
وبعد
فترة من الزمن، قررت سلوى وضع حد لدراستها لأنها كانت حاجزا أمام حريتها
في التنقل وتحكمها في الوقت كما تريد، وأيضا بسبب السهرات التي تحرضها في
بعض النوادي الليلية "نايت كلوب" في بعض أحياء العاصمة، ثم بعد ذلك انطلقت
إلى عالم مغاير لما كانت عليه من قبل.
وقالت المتحدثة إن بدايتها
في عالم الدعارة "الراقية" انطلقت من إحدى صالونات الحلاقة النسائية حيث
تعرفت على "وسيطة" دون أن تدري عنها الكثير من التفاصيل، مشيرة إلى أن كل
ما كانت تعلمه عنها كونها سيدة أنيقة وذات حضور قوي وجاه وثروة أيضا.
واعترفت
الداعرة التائبة بأنها تشعر حاليا بكونها خُدعت بعالم تتشابك خيوطه عبر
الهواتف النقالة التي يتم عبرها تحديد المواعيد الساخنة، بخلاف الدعارة
"الفقيرة" التي تعتمد أكثر على اللقاء المباشر أو التحرشات الجنسية، مردفة
بأنها دخلت إلى العديد من الفيلات والإقامات الفاخرة من أجل تنشيط
"الليالي المِلاح"، خاصة مع خليجيين "سواعدة" على حد تعبيرها.
وتابعت
بأنه في أحيان كثيرة كان الأثرياء الخليجيون لا يطلبون منها، وزميلاتها،
بممارسة الجنس المباشر، بخلاف الزبناء المغاربة الذين كانوا يذهبون مباشرة
إلى "الهدف"، وفق تعبير المتحدثة، بل كانوا في الغالب يهتمون بأمور أخرى
ترتبط بإغراء الرقص والحركات المتمايلة على إيقاعات موسيقية شعبية مغربية،
أو حركات رقص "المعلاية" الذي يعتمد على المؤخرات، وقد ينتهي الحفل إلى
اللمس في المناطق الحساسة دون إقامة علاقة جنسية كاملة.
وزادت
سلوى بأنها لم تكن يوما راضية عما كانت تقوم به، بل كانت تدرك أن حياتها
مقززة ومليئة بالسواد، لكنها كانت تتذرع بالحصول على مال يخرجها من الفقر
الذي عاشته، قبل أن تستطرد بأنها أهانت جسدها كثيرا، فلا هي نالت احترام
الناس ولا هي صارت غنية كما كانت تحلم.
وحول طبيعة التعامل
"الإنساني" لزبنائها، قالت المتحدثة بأن المغاربة أكثر لطفا وإنسانية من
"السواعدة"، لكن أقل منهم مالا وكرما وبذخا، فالزبون المغربي قد يستمع إلى
المومس، وقد يتعاطف مع وضعها الاجتماعي كثيرا، مستدلة بقصتها مع شخص سبق
أن حملها بسيارته، وعندما حكت له بعض ظروفها الحياتية منحها مبلغا ماليا
بسيطا لشراء دواء لوالدتها المطلقة، دون أن يمس شعرة منها"، بحسب كلام
سلوى.