العنب من الفواكه التي لا يخلو منها بيت اذا آن أوانها, وله أنواع وأسماء وكذلك ألوان, فهناك من يحب العنب البناتي, وآخر يحب الفيومي, وثالث يحب الجناكليز, وآخر يحب ذلك النوع ذا الحبة الطويلة, كما أن كل نوع له ألوان, فمن البناتي يوجد الأحمر والأسود والأخضر والأصفر, والفيومي تجد منه الأخضر والأحمر, فيالها من فاكهة متنوعة في أنواعها وألوانها وكذلك طعمها يحبها الكبار والصغار, تعد منها عصائر, وتؤكل كفاكهة.. ولها فوائد أخري وقائية وعلاجية وغذائية.
وتشير الدراسات الحديثة الى نجاح الباحثين في إيجاد علاج جديد لسرطان الرأس والعنق باستخدام مستخلص بذور العنب, وذلك من خلال دراسات وأبحاث أجريت على فئران التجارب, كما أشار الباحثون الى أن مستخلص بذور العنب قادر على قتل الخلايا السرطانية لأورام الرأس والعنق, والعمل على إفقادها القدرة على النمو والتكاثر السريع, وذلك بسبب قدرة مستخلص بذور العنب على تدمير الحمض النووي للخلايا السرطانية, بالإضافة الى أنه يُفقدها القدرة على القيام بعمليات إصلاح الحمض النووي الريبوزي, بما يحرم الخلايا السرطانية من توافر الظروف المناسبة للنمو. وقال باحثون بجامعة "ييل" بالولايات المتحدة الأميركية: إن تناول "العنب" والخضراوات الطازجة والصحية والتي تحتوي على سكر "الغلوكوز" الطبيعي يساعد على التمتع بجسم رشيق ونحيف, حيث أن جميع سعراته الحرارية يتم حرقها بكل سهولة ومع أقل مجهود. وأظهرت الأبحاث أن الإكثار من تناول العنب يعمل على تأخير الإصابة بأمراض ضعف شبكية العين والتي قد تؤدي في كثير من الأحيان الى فقدان البصر بسبب التقدم في العمر, وهي الحالة المرضية التي تصيب الملايين من كبار السن حول العالم.
تأثير قاعدي
تقول الدكتورة أمل مسعود, الباحثة المساعدة بقسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة, ويتميز العنب بأنواعه الكثيرة والتي تحتوي جميعها على نسب جيدة من المواد السكرية سريعة الامتصاص, والتي يسهل هضمها, حيث يتركز فيها سكر الفركتوز وكذلك سكر الغلوجوز بنسب كبيرة, فضلا عن أنه يحتوي على فيتاميني (ب) و(ج), بالإضافة الى مجموعة من العناصر المعدنية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم.
ويلعب العنب دور الطبيب بمهارة حيث يسهم في خفض ضغط الدم المرتفع نظرًا لخاصيته المدرة للبول لما يحتويه من نسبة بوتاسيوم مرتفعة, كما أنه يقلل فرص الإصابة بالحموضة التي تنتج في الغالب عن عسر الهضم, حيث يحتوي على أحماض طبيعية عدة لها تأثير قاعدي فتعمل على تعادل الحموضة, فهو يشابه الحليب أو أسهل منه فيما يتعلق بعملية الهضم.
يحد العنب من الإصابة بالإمساك خصوصًا لدى الأطفال وبصورة خاصة عصير العنب, فهو يقوم بعملية تنظيف البطن وتيسير حركة الأمعاء. ويلعب دورا مهماً في الحد والوقاية من الإصابة بالأورام السرطانية, حيث تفيد الدراسات أن البلاد التي يكثر فيها إنتاج أنواع العنب تكاد أمراض السرطان تنخفض إن لم تختف تمامًا, حيث يحتوي على عناصر غذائية كثيرة تسهم في التخلص من المواد المسرطنة والتي تتمثل في الجذور الحرة وتخرجها خارج الجسم, نظرًا لمحتواه من مضادات الأكسدة مثل فيتاميني (أ) و(ج), وبعض المعان والعناصر المعدنية , فضلا عن الالياف الذائبة وغير الذائبة التي يحتوي عليها. وبالنسبة للثمار العنبية التي تعرف باسم "البلوبيريز", فإنها تحتوي على مادة يمكنها حماية الجسم من الإصابة بسرطان الأمعاء, وهو ما دعا العلماء لبحث إنتاج عقار من هذا النبات في صورة أقراص. وبالنسبة لمرضى اضطرابات أو ضعف الكلى, فإن العنب يحمل قيمة علاجية مرتفعة, حيث يحتوي على نسبة مرتفعة من الماء والأملاح حيث يسهم في عملية تصفية الدم وكذلك تنقيته من السموم.
يعمل العنب أيضًا على تنشيط العضلات والأعصاب ويجدد الخلايا ويطرد السموم من الجسم ويطهر المجاري البولية عن طريق إدرار البول, ويعد مفيدًا لمن يعانون ضعف العظام واضطرابات الدم وأمراض الرئة وداء النقرس, والمرضي المصابين بالروماتيزم. ويحتوي على مادة "بوليفينول" التي توجد في بذور وقشور العنب يمكنها أن تقضي على بكتيريا الفم, حيث أشارت الدراسات الى أن المواد الكيميائية التي توجد في العنب يمكنها أن تمنع البكتيريا التي تتسبب في تسوس الأسنان, كما أن العنب الأسود يسهم في تقوية الذاكرة ويحول دون حدوث أمراض القلب, فضلا عن قدرته الفعالة في الحفاظ على المسالك البولية. ويساعد العنب في تقوية جدار الأوعية الشعرية الدقيقة, وكذلك يمنع ظهور العروق الحمراء التي قد تظهر في البشرة, كما تؤكد الأبحاث أنه يحتوي على مركبات "البابو فلافينويدز" التي تفيد في تقوية جدران الأوعية أيضًا. ويحد من ارتفاع نسبة الدهون في الدم.
قيمة غذائية كبيرة
أشار الدكتور عادل شاهين, صيدلي, وعضو مجلس إدارة جمعية (حماة المستقبل), العنب من أهم الفواكه التي تحتوي على قيمة غذائية كبرى وله العديد من الفوائد العلاجية ويحتوي على عدد من الفيتامينات مثل فيتامين (أ) و(ب) و(ج), مع مجموعة من المعادن مثل الحديد والفسفور والبوتاسيوم وسكر الغلوكوز والفركتوز, كما يعتبر مصدرًا غنيًا للألياف, ويحتوي العنب على سعرات حرارية ودهون وكربوهيدرات والياف وسكر وبروتينات.
أما فوائد العنب الطبية فكثيرة, فباحتوائه على مضادات الأكسدة فهو من الأغذية المهمة جدًا للوقاية من أمراض السرطان, ويقي من تصلب الشرايين نظرا لاحتوائه على مادة ريزفيراتول, وله تأثير جيد على تقليل نسبة الكوليسترول في الدم, كما أنه مفيد في أمراض القلب, ويقي من هشاشة العظام لتأثيره على زيادة هرمون الأستروجين في الدم, ويعمل كملين خفيف في حالات الإمساك, ويحافظ على نضارة الجلد ونعومته.
معوض للطاقة
ويقول الدكتور سمير عنتر, استشاري الحميات والكبد ¯ ونائب مدير عام مستشفي حميات إمبابة, العنب يحتوي على كمية سكر مرتفعة بعض الشيء, وكذلك على نسبة كبيرة جدًا من الفيتامين (ج) بالإضافة الى السوائل, ومضادات الأكسدة الضرورية خصوصًا لكبار السن, حيث تعمل على تنقية الدم من الشوارد الحرة التي تحدث للجسم, ومن المعروف أنه مع تقدم السن تنتشر المكونات الضارة بالدم, وعندما تزيد عن حد معين فإنها تؤدي الى ظهور تجاعيد في الجلد وجفاف وتصلب الشرايين لدرجة يصبح معها الجسم أكثر تعرضًا للإصابة بالجلطات, فضلا عن الإرهاق الذي تسببه لخلايا المخ, وإصابة الجسم كله بالعجز والوهن, علمًا
بأن هذه المضادات تتوفر في العنب الملون أكثر منه في النوع العادي.
وللعنب فوائد عدة فالسوائل تجعله منشطًا قويًا للكليتين وللدورة الدموية, والحفاظ على سيولة الدم, بالإضافة الى كمية السكر المرتفعة فيه والتي تساعد من يؤدون أعمالاً شاقة ويحتاجون الى سعرات حرارية بكمية كبيرة, لأن من المعروف أن عدد السعرات الحرارية يرتبط بكمية السكر الموجودة في الطعام, وأغني كمية سكر موجودة في الفواكه الى جانب البلح والتين هي في العنب, وهناك فيتامين (ج) الذي يعتبر من الفيتامينات التي تساعد على التئام الجروح ومنع تشقق الجلد والشفاء من الأمراض الميكروبية والعدوي التي قد تصيب الجسم من حين لآخر, خصوصًا التهابات الجهاز التنفسي والنزلات الشعبية والنزلات الربوية والتهاب اللوزتين والجيوب الأنفية.
وباعتبار أن العنب يحتوي على مضادات الأكسدة, فإن ذلك يساعد على تنقية الكبد من بعض السموم التي قد يتعرض لها الجسم, مثل الشوارد الحرة, ولكن ليس السموم جميعها, حيث من المعروف أن مرضى الكبد في مراحلهم المتقدمة ينخفض أداء الكبد لديهم, وربما يكون متعطلا وتكون الطاقة لديهم ضعيفة نتيجة احتراق السكر عن طريق الكبد أو تخزينه أو تحويله من نشا الى سكر مرة أخرى, فيصاب الكبد بالعطب, وفي هذه الحالة مع وجود غذاء به نسبة عالية من السكريات الطبيعية وأفضلها سكر العنب الملون, يصبح معوضًا للطاقة ويحسن الخلل الذي يحدث في الكبد بشكل كبير.