واش هاذ الذبان طاح مع الشتا ” يتساءل علي في لحظة انفعال بمطعم عمومي بأولاد تايمة، فرد عليه زميله بوشعيب ” كيكولو الناس في الدواوير راه جا من موريتانيا “. …هكذا يتحدث المواطنون بأكادير، هوارة وتارودانت وتيزنيت، وطاطا وكلميم …حيث أصبح الوضع متفاقما ولم تنفع معه وسائل العلاج المتخذة لحد الآن.
” يأتيك بالأكل والذباب يتبعه…وكالضباب ذباب المطعم البلدي” بيت شعري شهير لشاعر الحمراء عن مطعم بشمال المغرب، يتكرر بصورة قاتمة بمدن الجنوب. انتشار كبير لأسراب الذباب بأحياء راقية بالمدن المذكورة، وبفنادقها الفخمة، غير أن التعايش مع هذه الحشرات بالدواوير والقرى وسط بطء عملية المكافحة والقضاء على الظاهرة، أخذ منذ أسبوع مناح أخرى، وسط تخوفات السكان من انتشار الأمراض المعذية مثل الملاريا والتيفويد والإسهالات.
تسلل الذباب إلى الإدارات، وولج إلى مكاتب المسؤولين دون استئذان ، مع ذلك لم يتخذوا أية مبادرة لمحاربته أو حتى تداول هذه الظاهرة في اجتماعاتهم بالرغم أن ضررها وارد على صحة المواطنين. كل ما وقع أنه اقتطع من ميزانية تسيير هذه الإدارات، مبالغ نظير اقتناء كميات من المبيدات الحشرية.
في يوم واحد اختفى احتياطي هذه المبيدات من إحدى الأسواق الممتازة بأكادير، بسبب الإقبال عليه من قبل الأفراد، والإدارات والمؤسسات المالية، نفس الشيء عرفته كلميم بسبب الهجوم الكبير للذباب عليها.
منين جا هاذ الدبان؟ سؤال يحير الجميع، لم نظفر بإجابة علمية عنه من قبل المكلفين بالمرافق الصحية والوقاية، غير أن مجموعة من المتتبعين يؤكدون أن “نضج تمور النخيل، مع تباشير الموسم الجيد خلال هذه السنة تخلف مثل هذه الظواهر”.
آخرون اعتبروا أن أصل الذباب الأسود المنتشر بسوس قادم من موريتانيا، ينتقل بسبب التعاملات التجارية اليومية مع هذا البلد وبحكم الجوار، فيما البعض الآخر يعتبر اجتياحه “طبيعيا في ظل هطول سابق للأمطار بغزارة ووجود البرك الراكدة على امتداد الأودية وما تخلفه من أوحال « إلى جانب اعتدال الجو، ما يسمح له رش مطارح الأزبال بالمبيدات، وتجفيف البرك المائية بالأوداية وأوراش البناء… وهو ما زاد من تكاثر الذباب بشكل كبير مند اسبوعين ».
وشكا مواطنون من هوارة وسبت الكردان وأولاد برحيل وتالوين وتارودانت المدينة من انتشار الذباب بكثافة غير معهودة، زاد من حدته غياب الحملات الصحية لمكافحته .
وحذر البعض من احتمال عودة وباء الحميات خاصة الملاريا والتيفويد، في حالة عدم التدخل، وقال إن حملات مكافحة الملاريا التي وصلت درجة متقدمة مهددة بالعودة إلى المربع الأول بعد تراجع حماية البيئة وانتشار الأوساخ وعودة أسراب الذباب بكثافة.