النظام الشمسي الخارجيصورة للكواكب الخارجية، يَظهر فيها من الأعلى إلى الأسفل: نبتون - أورانوس - زحل - المشتري (ملاحظة: مقاييس الأحجام غير واقعية).
النظام الشمسي الخارجي هو الجزء الذي يَقع خارج حزام الكويكبات من النظام الشمسي، مع أن بعض الفلكيين يَعتبرون أنه هو المنطقة الوراء نبتونية بينما الكواكب العملاقة هي النظام الشمسي الأوسط.
[75] جميع كواكب هذه المنطقة من النظام الشمسي هم عمالقة غازية
(المشتري - زحل - أورانوس - نبتون)، ويَتميزون بأنهم أكبر بكثير من
الكواكب الداخلية، حيث يُشكلون 99% من الأجرام التي تدور حول الشمس. بالرغم
من أن هذه الكواكب تتألف أساسياً من الغاز، إلا أنها تملك نوى
صخرية تتكون من معادن ثقيلة سائلة. تتميز الكواكب الخارجية أيضاً بكثرة
أقمارها، فالمشتري وحده يَملك أكثر من 60 قمراً. إضافة إلى ذلك، جميع هذه
العمالقة تملك أنظمة حلقات،
مع أنها رقيقة جداً وغير مرئية من الأرض عندهم جميعاً عدا زحل (وذلك على
عكس الكواكب الداخلية التي لا يَملك أي منها حلقات ومجموع أقمارها هو 3
فقط).
[76]المشتري:المشتري
هو أكبر كواكب النظام الشمسي، وقطره يَبلغ 11 ضعف قطر الأرض وحوالي عُشر
قطر الشمس. هذا الكوكب - كما يُرى من الأرض - ألمع من جميع النجوم وعادة
ثاني ألمع الكواكب بعد الزهرة. المشتري هو عملاق غازي، أي أنه لا يَملك سطحاً صلباً، بل بدلاً من ذلك يتألف سطحه من سحب
كثيفة حمراء وصفراء وبنية وبيضاء. السحب مقسمة ضمن مناطق مضيئة تسمى
"الأنطقة" وأخرى مظلمة تسمى "الأحزمة"، تدور جميعها حول الكوكب بشكل مواز
لخط الاستواء. وهو أسرع الكواكب بالدوران حول نفسه، فهو يُتم دورة كل 10
ساعات تقريباً.
[77] توجد على المشتري العديد من الظواهر الجوية، مثل الرياح عالية السرعة والبرق والعواصف الكثيرة (وأشهرها هي البقعة الحمراء العظيمة). كما يَملك المشتري أقوى مجال مغناطيسي
من بين كواكب النظام الشمسي، والذي تبلغ قوته 12 ضعف قوى مجال الأرض. هذا
الكوكب هو الجرم الوحيد في الكون الذي شاهد البشر أجساماً أخرى تصطدم به،
فقد اصطدم به مذنب شيومارك-ليفي 9 عام 1994،
[77][78][79] ثم كويكبان آخران اكتشفهما هاوي فلك في عامي 2009 و2010.
[80]زحل:زحل هو عملاق غازي
وثاني أكبر الكواكب في النظام الشمسي، بقطر يَبلغ 10 أضعاف قطر الأرض.
يُشتهر زحل بالحلقات السبع الرقيقة التي تدور حوله، ومع أن جميع العمالقة
الغازية الأخرى تملك حلقات أيضاً، إلى أن حلقات زحل هي الأكثر وضوحاً
والوحيدة التي يُمكن رؤيتها من الأرض. يُمكن أن يُرى كوكب زحل من الأرض
بالعين المجرّدة كنجم لامع، مع أن رؤية حلقاته تحتاج إلى مقراب.
[81] يَملك زحل مجالاً مغناطيسياً
قوياً، بالرغم من أنه أضعف بكثير من مجال المشتري. بالرغم من أنه لا توجد
على زحل الكثير من الظواهر الجوية - مثل العواصف - على عكس ما نشاهده في
المشتري، فقد تم رصد عدة بقع بيضاء غريبة عليه، كما أنه يَملك عدة أنطقة
وأحزمة مثله،
[82] وربما الأهم من كل ذلك رصد برق وعواصف رعدية على زحل أكثر من مرة، وقد استمرت بعضها لشهور.
[83] بالإضافة إلى ذلك، يَملك زحل يَملك زحل 62 قمراً تتراوح في الحجم من قُميرات صغيرة قطرها تحت الكيلومتر إلى حجم تايتان
[84][85] (أكبر الأقمار على الإطلاق).
أورانوس:أورانوس هو عملاق غازي وسابع الكواكب بُعداً عن الشمس، وهو أبعد كوكب عنا يُمكن أن يُرى بدون مقراب.
[86] قطره يَبلغ أكثر من 4 أضعاف قطر الأرض، وقد كان أول كوكب يُكتشف في العصور الحديثة (اكتشفه وليام هرشل في أواخر القرن الثامن عشر). يَملك أورانوس مجالاً مغناطيسياً قوياً، شكلَ بدوره حزاماً من الجسيمات المشحونة بين قطبي الكوكب. لدى أورانوس حلقات رقيقة حوله، لكن رؤيتها غير مُمكنة تقريباً من الأرض، كما أن لديه أكثر من 25 قمراً في مدار حوله.
[87] يتألف جو هذا الكوكب من سحب زرقاء-خضراء، وربما يُوجد تحتها محيط
من الماء السائل، وبالرغم من هذا فليس من المتوقع أن يَحوي هذا الكوكب أية
حياة. لا توجد أي ظواهر جوية مُميزة في جو أورانوس، ولم يَتم رصد أي عواصف
أو شيء كهذا عليه من قبل.
[86]البقعة المظلمة العظيمة على نبتون، وهي تشبه البقعة الحمراء العظيمة على المشتري.
نبتون:نبتون هو عملاق غازي وأبعد الكواكب عن الشمس
على الإطلاق، فبُعده عنها يَبلغ 30 ضعف بُعد الأرض، وهو أيضاً الكوكب
الوحيد الذي لا يُمكن أن يُرى في أي وقت بدون مقراب. قطر نبتون يُعادل 4
أضعاف قطر الأرض، ويَملك 15 قمراً (أكبرها هو ترايتون)
[88][89] والعديد من الحلقات الرقيقة حوله. قصة اكتشاف هذه الكوكب طويلة ومعقدة،
ويَحتلف الفلكيون حول الشخص الذي يَستحق الشرف الحقيقي لاكتشافه، فقد تم
الأمر عبر سلسلة طويلة من الحسابات والأرصاد قام بها أشخاص مختلفون على مدى
سنوات عديدة. مجال نبتون المغناطيسي ليس قوياً، فقوته تُعادل قوة مجال
الأرض تقريباً.
[90] لا يَملك نبتون سطحاً صلباً، بل عوضاً عن ذلك يتألف سطحه من طبقة من السحب
السميكة الزرقاء، توجد تحتها طبقة سائلة ثم نواة صخرية. الرياح على نبتون
سريعة جداً (1,100 كم في الساعة)، كما أنه قد تم رصد بعض العواصف عليه
سابقاً، أشهرها هي البقعة المظلمة العظيمة والتي تشبه بقعة المشتري.
[89]القناطير:القناطير هي أجسام في النظام الشمسي تقع مداراتها بين مداري المشتري ونبتون، وتتأثر بقوة بالعمالقة الغازية. يَتمضن تعريف القناطير أنها ليست في رنين 1:1 مع أي من الكواكب الغازية، أي أنها لا تتضمن الطرواديات. وربما تكون أهم مُميزات هذه الأجرام أنها تُظهر صفات كلا المذنبات والكويكبات
بشكل محير. سيَكون مصير معظم القناطير في المستقبل غير البعيد هو القذف
خارج النظام الشمسي،وذلك بسبب تأثير العمالقة الغازية على مداراتها حول
الشمس، مما سيَقودها في النهاية إلى أن تفلتَ من جاذبية الشمس، وستأسرها
نجوم أخرى في الغالب في المستقبل البعيد.
[91] المنطقة الوراء نبتونيةالمنطقة الوراء نبتونية هو اسم يُطلق على منطقة النظام الشمسي التي تقع خارج مدار نبتون، وهي تتألف من ثلاثة مناطق رئيسية: حزام كايبر والقرص المبعثر وسحابة أورط.
[92] بشكل عام، تتألف هذه المنطقة من أجرام صغيرة. ويُعتقد أن السبب هو أن
أجرام هذه المنطقة كانت في الأصل مادة لكوكب تاسع في النظام الشمسي، لكن
نبتون أتم تكونه قبل هذا الكوكب، وسبب اضطراباً في مدارات الكواكب المصغرة مما منعها من اللاتحام مع بعضها.
[93] وفضلاً عن هذا، تسبب نبتون بقذف بعض هذه الأجرام إلى أجزاء مختلفة من
النظام الشمسي الخارجي، فأصبحت هي أجرام القرص المبعثر. في حين أن أجراماً
أخرى انقذفت لمسافات هائلة حتى وصلت إلى حافة النظام الشمسي، مكونة ما
يُسمى عادة بسحابة أورط (وهناك جزء صغير من هذه السحابة تكون من مذنبات
أمسكتها الشمس من نجوم أخرى). أما ما بقي من أجرام ذاك الكوكب في موقع
تكونه الأصلي فهو حزام كايبر، والذي حظيت بعض أجرامه بمدارات مستقرة
أخيراً.
[91] حزام كايبرصورة توضح توزيع جميع الأجرام المعروفة في النظام الشمسي الخارجي والمنطقة
الوراء نبتونية. وتظهر أجرام حزام كايبر باللون الأخضر، وأجرام القرص
المبعثر بالبرتقالي.
حزام كايبر هو من منطقة من النظام الشمسي تقع خلف كوكب نبتون مباشرة، حتى أن مدارات بعض أجرام الحزام تتقاطع مع مدار نبتون.
[94] يُشبه هذا الحزام إلى حد كبير حزام الكويكبات، إلا أن ذاك يتألف من المواد
الصخرية والمعدنية بشكل أساسي، بينما تتألف معظم أجرام حزام كايبر بكاملها
من مزيج من جليد كلا الماء والأمونيا إضافة إلى هايدروكربونات مختلفة مثل الميثان (وهي مشابهة للمذنبات في تركيبها). يَعتقد العلماء أن هناك أكثر من 70,000 جرم في حزام كايبر، مع أنه لم يُعثر إلا على القليل جداً منها حتى الآن.
بعض أجرام الحزام ضخمة قليلاً، وفي الحقيقة يُعتقد أن الكوكب القزم بلوتو هو أحد أكبرها. كما أن بلوتو هو أكبر أجرام الحزام المعروفة حتى الآن، بالرغم من أن هناك أجراماً أخرى تشابهه بالحجم مثل هاوميا وماكيماكي. ويَملك عدد من هذه الأجرام أقماراً حولها، بما في ذلك بلوتو وهاوميا وغيرهم.
[95] يُعتقد أن حزام كايبر هو مصدرٌ لبعض المذنبات (خصوصاً وأن أجرامه تماثلها بالتركيب)، وبشكل خاص المذنبات الدورية، مع أن معظمها تأتي من سحابة أورت البعيدة.
[96] لم تصل أي مركبة فضائية إلى الحزام حتى الآن، مع أن هناك مركبة تسمّى بـ"آفاق جديدة" في طريقها حالياً إليه، ويُتوقع أن تصل إلى بلوتو بحلول عام 2015.
[97]بلوتو:بلوتو هو كوكب قزم
يَدور حول الشمس ضمن حزام كايبر، حيث توجد العديد من الأجرام المشابهة له.
وقد كان يُعتبر سابقاً "الكوكب التاسع"، قبل أن يُعادل تصنيفه على أنه
كوكب قزم.
[98] المعلومة عن بلوتو قليلة، لكن تم إثبات أنه يَملك غلافاً جوياً عن طريق دراسة عبوره أمام النجوم
(حيث يَحجب الغاز جزءاً طفيفاً من ضوء النجم). وعن طريق دراسة تركيبه عرف
الفلكيون أنه يَملك قشرة جليدية، ويُعتقد أن نواته صخرية. يَملك بلوتو
بالمجمل ثلاثة أقمار، وهي شارون، وقمران صغيران اكتشفا عام 2005 هما هايدرا ونكس.
[78]منذ اكتشاف بلوتو عام 1930، كان يُعتبر على نطاق واسع الكوكب التاسع،
وظل كذلك لما يُقارب 75 عاماً. لكن بالرغم من هذا، فبسبب حجمه الصغير
ومداره غير المنتظم تساءل العديد من الفلكيين عما إذا كان يَجب أن يُصنف
بلوتو ضمن مجموعة أخرى غير الكواكب. خاصة مع اكتشاف أجرام حزام كايبر
العديدة التي تشبهه أكثر. وفي النهاية في عام 2006، قرر الاتحاد الفلكي الدولي تصنيف بلوتو ضمن مجموعة جديدة باسم "الكواكب القزمة".
[97] القرص المبعثرالقرص المبعثر
هو عبارة قرص غير منتظم من أجرام كانت في الماضي ضمن حزام كايبر، قبل أن
تضطرب مداراتها بسبب جاذبية نبتون وتتبعثر عبر النظام الشمسي الخارجي.
حالياً، بعض هذه الأجرام لم تعد متأثرة كثيراً بنبتون، لكن بالرغم من هذا
فما زال يُؤثر بها على مدى بلايين السنين. وفي الواقع فإن عدد هذه الأجرام
تناقص كثيراً، حيث أن تأثير نبتون عليها أدّى في النهاية إلى قذف الكثير
منها خارج النظام الشمسي. أجرام القرص المبعثر مفصولة عن حزام كايبر، وتمتد
مداراتها لمسافات ضخمة بعيداً الشمس، يُمكن أن تصل لأكثر من 500 ضعف بعد
الأرض عنها.
[91]يُعد القرص المبعثر المصدر الرئيسي للمذنبات الدورية (قصيرة الدورة)،
فيُعتقد أن تأثير نبتون على مدارات هذه الأجرام يَقود بعضها في النهاية إلى
مدارات حضيضها يَقعُ في النظام الشمسي الداخلي.
[91] وعندما تقترب إلى هذه الحد من الشمس تبدأ قشرتها الجليدية بالانصهار، مخلفة ذيلاً وراءها ومتحولة إلى مذنبات.
إريس:إريس هو أكبر الكواكب القزمة والوحيد الواقع في القرص المُبعثر.
[55] عند اكتشاف إريس تم تصنيفه في البداية على أنه "الكوكب العاشر"، لكن بسبب اكتشاف أجرام أخرى مشابهة له في المنطقة، فقد قرر الاتحاد الفلكي الدولي عام 2006 نقله إلى تصنيف جديد باسم "الكواكب القزمة" مع بلوتو وبضعة أجرام أخرى.
[99] يَملك إريس قمراً واحداً على الأقل هو ديسنوميا،
وهو قمر صغير بثمن حجمه. يَبلغ قطر إريس 2400 كم، مما يَجعله أكبر حتى من
الكوكب القزم بلوتو. إريس بعيد جداً عن الشمس، ولذلك فإن دروانه حولها يأخذ
مئات السنين، وفي أوجه تصل المسافة بينه وبينها إلى ما يُقارب 100 ضعف المسافة بينها وبين الأرض.
[100]