غيورغ فيلهلم فريدريش هيغل (بالألمانية: Georg Wilhelm Friedrich Hegel) (ولد 27 أغسطس 1770 — 14 نوفمبر 1831) فيلسوف ألماني ولد في شتوتغارت، فورتيمبيرغ،
في المنطقة الجنوبية الغربيةِ من ألمانيا. يعتبر هيغل أحد أهم الفلاسفة
الألمان حيث يعتبر أهم مؤسسي حركة الفلسفة المثالية الألمانية في أوائل
القرن التاسع عشرالميلادي.
حياتهولد بتاريخ 27 أغسطس عام 1770 لعائلة بروسية ( نسبة الى بروسيا ) تنتمي إلى البورجوازية الصغيرة. كان والده موظفاً في الدولة البروسية.
[1] وبعد أن أنهى دراساته الثانوية في مدينته الأصلية شتوتغارت دخل إلى كلية
الإلاهيات الشهيرة في مدينة توبنغين. وهناك درس التاريخ وفقه اللغة
الألمانية والرياضيات بصحبة صديقه هولدرلين الذي سيصبح شاعراً كبيراً فيما
بعد، وقد نشأت بينهما صداقة حميمة وعميقة.
أتم تعليمَه في
توبينغر شتيفت (كلي هولدرلين]]. بعد ذلك جذبته وسحرته أعمال إسبينوزا وإيمانويل كانت وروسو والثورة الفرنسية.
واحد من الفلاسفة الكلاسيكيين الألمان، مثالي موضوعي. كان هيغل الشاب
راديكاليا، رحب بثورة القرن الثامن عشر الفرنسية. وتمرد على النظام
الاقطاعي للملكية البروسية، ولكن الرجعية التي حلت في كل أنحاء أوروبا بعد
سقوط امبراطورية نابليون أثرت في طريقة هيغل في التفكير. ظهرت الفلسفة
الحديثة، والثقافة، والمجتمعَ في نظر هيغل عناصر مشحونة بالتناقضاتِ
والتَوَتّراتِ، كما هي الحال بالنسبة للتناقضات بين الموضوعِ وجسمِ
المعرفةِ، بين العقلِ والطبيعةِ، بين الذات والآخر، بين الحرية والسلطة،
بين المعرفة والإيمان، وأخيرا بين التنوير والرومانسية.
فلسفتهجيورج فيلهلم فريدريش هيغل
كان مشروع هيغل الرئيسي الفلسفي أَنْ يَأْخذَ هذه التناقضاتِ
والتَوَتّراتِ ويضعها في سياق وحدة عقلانية شاملة ،موجودة في سياقاتِ
مختلفةِ، دعاها "الفكرة المطلقة "أَو" المعرفة المطلقة".
طبقاً لهيغل، الخاصية الرئيسية في هذه الوحدةِ أنها تتُطوّرَ وتتبدى على
شكل تناقضات Contradiction وسلب Negation. تولد التناقض والإنكار لَهُما
طبيعة حركية في كل مجال من مجالات الحقيقة—الوعي، التاريخ، الفلسفة، الفن،
الطبيعة، المجتمع—و هذه الجدلية هي ما تؤدي إلى تطويرِ أعمق حتى الوصول إلى
وحدة عقلانية تتضمن تلك التناقضاتَ كمراحل وأجزاء ثانوية ضمن كل تطوري
أشمل. هذا الكل عقلي لأن العقل وحده هو القادر على تفهم كُلّ هذه المراحلِ
والأجزاءِ الثانوية كخطوات في عملية الإدراك. وهو عقلاني أيضا لأن النظام
التطوري المنطقي الكامن يقبع في أساس وجوهر كل نطافات الواقع والوجود وهو
ما يشكل نظام التفكير العقلاني.
تقوم فلسفة هيجل المثالية على اعتبار أن الوعي سابق للمادة بينما تقوم
النظرية الماركسية على اعتبار أن المادة سابقة للوعي على اعتبار أن المادة
هي من تحدد مدارك الوعي وبالتالي يتطور الوعي بتطور المادة المحيطة
بالإنسان، كان ماركس
أحد رواد حلقات عصبة الهيجيليين ثم انشق عنها مؤلفا فلسفته الخاصة به، لا
تستطيع النظرية الماركسية بماديتها تفسير كل ما يدركه الوعي لأنها تفترض -
على المطلق - بأن الوعي هو انعكاس كامل عن المادة ولكن إذا سألنا أنفسنا عن
ماهية المادة التي أعطت الوعي بعض المفاهيم المثالية كالحق والعدالة
والرحمة فإنه لن تكون هناك أية مواد مزودة للوعي الإنساني لتلك المفاهيم،
هناك حقائق مطلقة في هذا الكون كما أسماها هيجل على المجاز يعمل العقل
البشري بكل من المادة والوعي ضمن علاقة مركبة بينهما على اكتشاف تلك
الحقائق والنواميس التي تجتاز في حقيقتها وماهيتها حدود المادة القاصرة
نفسهأعلى تفسير مثل تلك الظواهر إذا ما حاولنا فهمها بمادية مجردة، قد يمتد
هذا الفهم إلى الميتافيزيق نفسه وهو ما أنكره ماركس تحت مسمى (الدين أفيون
الشعوب وزفرة العقول البائسة).
وفاتهمات هيغل بمرض الكوليرا عام 1831 أما كتبه عن الجماليات وفلسفة الدين وفلسفة التاريخ فلم تنشر إلا بعد موته.
أعمالهترك هيغل ما يربو على عشرين مجلدا نشرت بالألمانية عدة مرات، وتُرجم
معظمها إلى عدة لغات، من بينها العربية التي نقل إليها بعض أعماله:
- المدخل إلى علم الجمال: فكرة الجمال، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة - بيروت، 1978.
- ظاهريات الروح 1807، ترجمه إلى العربية مصطفى صفوان بعنوان علم ظهور العقل (الفصول الأربعة الأولى)1980 دار الطليعة - بيروت؛ ثم كاملا، فنومينولوجيا الروح فتحي العونلي، المنظمة العربية للترجمة، 2006.
- محاضرات في تاريخ فلسفة ترجمة خليل أحمد خليل، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر 1986.
- أصول فلسفة الحق، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، مكتبة مدبولي، 1996.
- ^ Pinkard, Hegel: A Biography, pp. 2-3; p. 745.
محاضرات في فلسفة التاريخ: العقل في التاريخ، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، دار التنوير.
- ^ Pinkard, Hegel: A Biography, pp. 2-3; p. 745.
حياة يسوع، ترجمة جورجي يعقوب، دار التنوير.