إنجازات مهمة في شتى المجالات لمؤسسة محمد الخامس للتضامن
من الاهتمام بالطفل إلى منح المُسِن رعاية خاصة، ومن القطاع الصحي إلى قطاعات تنموية ومُدِرة للربح، ثم مرورا بإعطاء المرأة والمهاجر المغربي أهمية قصوى في إستراتيجيتها، فتخصيص حيز مهم من أولوياتها للتعليم والتكوين ومحاربة الأمية، ثم أخيرا وليس آخرا اهتمامٌ خاص بالعمل الإنساني ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، تلكم هي الأبعاد النبيلة والتنموية التي ما فتئت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ومنذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، منذ 13 سنة، تترجمها واقعا معاشا لدى المغاربة، إلى درجة أن العمل التضامني بات يكاد يحمل مرادفا واحدا ووحيدا هو مؤسسة محمد الخامس للتضامن
مؤسسة محمد الخامس للتضامن
في الذكرى الثالثة عشر لتربع صاحب الجلالة على العرش
إنجازات مهمة في شتى المجالات لمؤسسة محمد الخامس للتضامن
مباشرة بعد تولي جلالته العرش في سنة 1999 ومن بين أولى الإجراءات التي دشنها والتي اهتمت بالخصوص بالمسألة الاجتماعية، الرافد الأساسي لأي تنمية، أعلن جلالة الملك محمد السادس عن إنشاء مؤسسة محمد الخامس للتضامن؛ وقال جلالته في خطاب العرش لصاحب الجلالة محمد السادس بتاريخ 30 يوليو 1999، "..وسنولي عنايتنا كذلك إلى مشكلة الفقر الذي يعانيه بعض أفراد شعبنا وسنعمل بمعونة الله وتوفيقه على التخفيف من حدته وثقله. وفي هذا الصدد كان والدي رحمه الله قد شرفني بقبول اقتراح إنشاء مؤسسة اختار لها من بين الأسماء مؤسسة محمد الخامس للتضامن تهتم بشؤون الفقراء والمحتاجين والمعوقين عاهدنا أنفسنا على تفعيل دورها وإحاطتها بكامل الرعاية والدعم...".
إنها الإشارة القوية التي أعلن عنها جلالة الملك منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، والتي تجعل القضية الاجتماعية محور الإستراتيجية التي ما فتئ جلالته يسهر على تتبعها شخصيا وعلى أرض الواقع، بحيث بعد ثلاثة عشر سنة من وصوله إلى الحكم، لا تكاد توجد جهة من جهات المملكة لم يزرها جلالة الملك ويعطي فيها انطلاقة مشاريع سوسيواجتماعية أو يدشن أخرى بهذه المدينة أو تلك.
طبقا للتوجيهات الملكية السامية، تعهدت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، منذ نشأتها، بتكريس جهودها للمساهمة في محاربة الفقر والإقصاء.
لقد حرصت المؤسسة عند مزاولة أعمالها، على مراعاة ما أفرزته القراءات الميدانية، وخاصة منها ما يتعلق بحاجيات الساكنات المستهدفة. وهكذا، شهدت المؤسسة، سنة بعد سنة، تنوعا في مزاولة أنشطتها الموجهة لمختلف المستفيدين؛ انطلاقا من العديد من التدخلات لفائدة دور استقبال الأطفال، التي شهدت إعادة تأهيل بناياتها وتجهيزاتها؛ فقامت المؤسسة بتوسيع مجال أنشطتها ليشمل كذلك الشباب، والأشخاص المسنين، والنساء، والمعاقين، وأعضاء الجالية المغربية المقيمين بالخارج، وكافة الأشخاص في وضعية إقصاء، وهشاشة، وعزلة، و سدّ حاجياتهم الإنسانية.
كما أعدت المؤسسة برامج وأدوات خاصة، مسخرة لتأهيل المستفيدين، وإدماجهم اجتماعيا ومهنيا، بكيفية أفضل.
وفي هذا السياق أعدت برامج للتمدرس، والتربية، و محاربة الأمية، والتكوين المهني، لتمكين المستفيدين من ولوج أفضل للإدماج السوسسيو- مهني.
كما أخذ الإدماج الاقتصادي نصيبه من بين أهداف المؤسسة، خاصة من خلال إعداد مشاريع مدرة للدخل، وأدوات لولوج خدمات القروض الصغرى.
على المستوى الإنساني
تروم الأعمال الإنسانية التي تقوم بها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تقديم دعم مباشر وآني للأشخاص المتواجدين في وضعية صعبة، من جراء الكوارث الطبيعية، أو لفترة محدودة، كما هو الشأن عند التدخلات الاستعجالية في حالات الزلازل أو الفيضانات، أو أثناء عملية الدعم الغذائي في شهر رمضان الأبرك.
وتقوم المؤسسة، في نفس الإطار، وبكيفية منتظمة، بتوزيع مواد غذائية، وملابس، وسلع أخرى متنوعة، على الساكنات المعوزة.
وفي هذا السياق ابتكرت المؤسسة، سنة 2007 ، مقاربة جديدة أثناء تدخلاتها التي تكتسي صبغة إنسانية. وتجلّى هذا النهج الجديد بمناسبة انطلاقة "العملية الإنسانية تونفيت 2007"، التي تعتبر بمثابة مبادرة جديدة توّجت التجارب المتراكمة من خلال مختلف البرامج الإنسانية والتنموية التي سهرت على إنجازها مؤسسة محمد الخامس للتضامن.
شكلت هذه العملية سابقة وطنية، من حيث حجمها وطبيعة محتواها الذي يتميز بتضافر عدد من التدخلات المتعلقة بالمساعدة على التمدرس، والدعم الغذائي، والإسعافات الطبية، والتنمية المستديمة. قدرت التكاليف الإجمالية لهذه العملية بـ 23 مليون درهم، استفاد منها 24.000 شخصا بناحية تونفيت. كما تمت برمجة عمليات أخرى مماثلة كتلك التي شملت جهة إملشيل.
المرأة..في صلب اهتمامات المؤسسة
أهمية المراة في إستراتيجية المؤسسة تلخصها كلمة جلالة الملك التي ألقاها بالدار البيضاء يوم فاتح نوفمبر 2000 بمناسبة افتتاح الأسبوع الوطني للتضامنن والتي قال فيها؛ "..وهكذا، فضلا عن الاعتناء بدور الأطفال اليتامى منهم والمعوزين، ودعم عدد كبير من المؤسسات الاجتماعية فقد أنجزت مؤسسة محمد الخامس للتضامن برامج مختلفة لصالح الفتيات والنساء والقرويات مساهمة بذلك في تقوية البنية الاجتماعية الأساسية وتمكينها من مؤهلات توفر لها موارد قارة.
وطبقا للتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، واصلت مؤسسة محمد الخامس تطبيق مخطط عملها 2004-2008، بمنح أولوية إستراتيجية لتكوين وإدماج المرأة القروية، على وجه الخصوص.
وتتجلى هذه الأولوية من خلال عدة أعمال متكاملة، وغالبا ما تكون مندمجة، تهدف إلى مدّ المرأة القروية، على وجه الخصوص، بوسائل متنوعة لولوج أفضل لمجال التنمية.
التنمية المستدامة..
تشكل التنمية المستدامة لبنة أساسية في مجال تدخلات مؤسسة محمد الخامس للتضامن؛ فبالموازاة مع الأعمال الاجتماعية والإنسانية، تقوم المؤسسة بإرساء مشاريع للتنمية المستدامة تمكّنها من نهج سياسة قرب فعلية ترتكز على مقاربة انتظامية.
وهكذا، يهدف هذا النوع من المشاريع إلى مدّ المستفيدين من خدمات المؤسسة، بوسائل خاصة تمكّنهم من الاندماج الكلّي داخل دينامية التنمية الشمولية للبلاد. ويتعلق الأمر بمشاريع للبنيات الأساسية، كالربط بشبكة الماء الشروب والكهرباء، أو بناء الطرق لفكّ العزلة عن بعض المناطق.
كما تقوم المؤسسة كذلك بإرساء مشاريع مدرة للدخل، ومقرونة بالتكوينات الموجهة، لفائدة شباب ونساء البوادي، لتمكينهم من التمتع بحرية اقتصادية تامة واستقلالية تساعدهم على خلق ثروة محلية.
تقتضي هذه المقاربة حلولا متنوعة تراعي ضرورة ربط كل نوع من الحاجيات بمشروع خاص به، اذ أننا أمام إشكالية متعددة الأبعاد: عائلية، واجتماعية، واقتصادية، وبيئية، فضلا عن الجوانب الملموسة المرتبطة بالاستقبال، والنقل، والبنيات التحتية الموجودة، والمستخدمين الحاليين أو المحتملين، وإمكانات التعاون المحلية.
والهدف من وراء هذه العملية هو مدّ المستفيد بأدوات وآليات تمكّنه من تحقيق طموحاته، وبتكوين خاص ومهني، إن اقتضى الأمر، وبتأطير تقني لتقييم جدوى المشروع، ولتصحيح تصميمه وتسهيل تسويقه.
يكتسي هذا الدعم صبغة جماعية، كما أشرنا إلى ذلك سابقا، للحفاظ على التعاضد الجمعوي الذي يجمع بين عدة أشخاص منظّمين في إطار جمعية أو تعاونية، مع حثّ فاعلين آخرين على المساهمة في المجهودات المبذولة، من خلال التأطير التقني وأدوات التتبع والتقييم، لإنجاح هذا المشروع.
وحتى نرفع كل لبس، تجب الإشارة هنا إلى أن هذه العملية لا صلة لها بأي شكل من أشكال الإعالة، بل يتعلق الأمر بمشاريع حقيقية للتضامن، من شأنها أن تعزز كرامة المستفيدين وتكرس ثقافة التآزر المعهودة لدينا، والمبنية على معاني العزة وقيم العمل.
الطفل.. أهمية قصوى
الطفل.. أهمية قصوى
أولت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، منذ السنوات الأولى لنشأتها، عناية خاصة لحماية الأطفال المتخلّى عنهم، واليتامى والمحرومين. وقامت المؤسسة، سنة 1999، بعملية واسعة النطاق، تهدف إلى إعادة ترميم أو بناء 260 مركزا للخيرية، موجهة أساسا لخدمة الأطفال في جميع أنحاء المملكة.
توفّر هذه المراكز، التي تدبر الجمعيات شؤونها، الإيواء والأكل، بالمجّان، لفائدة الأطفال المحرومين واليتامى، الذين يتراوح معدل أعمارهم ما بين 6 و 18 سنة.
وتهدف المؤسسة، من خلال هذه العملية، إلى تعزيز حجم الخدمات التي تقدمها لهذه الفئة من المحرومين، من خلال إعادة تأهيل ضرورية، للبنيات المخصصة لهذا الغرض.
فضلا عن إعادة ترميم المراكز، وتهيئ المؤسسة، بصفة منتظمة، برامج لفائدة النزلاء، تروم توزيع الهبات العينية التي تتلقاها، كالمواد الغذائية، والملابس، والأدوات المدرسية.
كما تقوم المؤسسة بعدة أعمال لفائدة الأطفال، من خلال تقديم المساعدات المادية والمالية، بصفة منتظمة، للجمعيات التي تسعى وراء نفس الأهداف، كالعصبة المغربية لحماية الطفولة، والمرصد الوطني لحقوق الطفل، وجمعية الأطفال المصابين بالسرطان، وجمعية "بيتي"، وجمعية المودة والإخلاص بتطوان، وجمعية "دارنا"، وجمعية المستقبل، وغيرها من الجمعيات ذات نفس الأهداف.
كما عززت المؤسسة مجهوداتها الرامية إلى دعم الأطفال ومساعدتهم على إدماج أفضل، في المجالات العائلية، والاجتماعية، والمدرسية، والاقتصادية، ببناء مراكز لإيواء الأطفال المتخلّى عنهم، وأطفال الشارع، بوجدة وفاس.
ولا يخفى على أحد أن حماية الأطفال تقتضي كذلك ضمان التمدرس؛ وهكذا، بذلت المؤسسة جهودا وافرة في برامج وطنية لدعم التمدرس، تطلبت استثمار غلاف مالي فاق 100 مليون درهم، ومشاريع أخرى لمساعدة أطفال المناطق ذات مناخ شتوي قاس (برنامج "سنابل")، كما قامت بإعداد برنامج طموح لإنجاز مآوي لفتيات وفتيان العالم القروي، على وجه الخصوص، بلغ عددها 70 مأوى؛ وهي فضاءات للإيواء والتأطير، ملائمة لتمدرس ناجح في المستوى الثانوي أو حتى الجامعي (دار الطالب).
وتبعا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة محمد السادس، فقد أعدت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، برنامجا للمساعدة على التمدرس ومحاربة التخلّي عن المدرسة، بشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، ومؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية والتربية والتكوين، وبدعم من وزارة التربية الوطنية.
ويتعلق الأمر ببرنامج وطني لتوزيع المقررات، وحقائب لفائدة الأطفال المعوزين، المقبلين على ولوج السنة الأولى من الابتدائي، وللفتيات المقبلات على ولوج السنة الأولى من الإعدادي.
وتمنح الأولوية في هذا البرنامج للعالم القروي، ولضواحي المدن، وللمدن العتيقة. وتهدف هذه العملية من بين ما تهدف إليه إلى: تشجيع الأطفال على التمدرس؛ والمساهمة في التخفيض من نسبة التخلّي عن المدرسة؛ وتعزيز عملية التضامن مع الأسر المعوزة.
وتم إنجاز هذا البرنامج في إطار اتفاقية شراكة، على مدى 3 سنوات، أبرمت سنة 2004، بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، ومؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية والتربية والتكوين، ووزارة التربية الوطنية.
وبحسب المعطيات المتوصل إليها فإن الميزانية السنوية تصل إلى 13،3 مليون درهم، تقدم منها مؤسسة محمد الخامس للتضامن: 6.300.000 درهم؛ والحكومة ممثلة من طرف وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن: 6.000.000 درهم؛ ومؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية والتربية والتكوين: 1.000.000 درهم. وشملت العملية التلاميذ المعوزين للسنة الأولى من الابتدائي، لتشجيعهم على التمدرس؛ والفتيات المعوزات من العالم القروي خاصة، والمقبلات على ولوج السنة الأولى من الإعدادي، لمساندتهن في مسارهن المدرسي؛
وحتى يستفيد أكثرهم حاجة، بكيفية متساوية وشفافة، أعدت وزارة التربية الوطنية لوائح للمستفيدين، استنادا إلى أعداد التلاميذ المسجلين بالمدارس والإعداديات، ومع مراعاة الضوابط التي تضمن الشفافية التامة. ولحد الآن استفاد 230.000 طفلا من السنة الأولى من الابتدائي، 184.984 منهم من العالم القروي، استفادوا من مجموعة من المقررات المدرسية (4 كتب)؛ وتسلم 100.000 منهم حقائب.
35.000 من الفتيات من السنة الأولى من الإعدادي، 20.142 منهن من العالم القروي، استفدن من مجموعة من المقررات المدرسية (من 4 إلى 5 كتب للتكوين الأساسي).
مهاجرونا بالخارج..
بادرت المؤسسة، منذ السنوات الأولى لنشأتها، بإطلاق عملية إنسانية فريدة من نوعها، تروم مواكبة تنقل قرابة مليونين من المغاربة، بين بلد إقامتهم "أوروبا"، وبلدهم الأصلي "المغرب"، خلال فصل الصيف.
وتكتسي هذه العملية صبغة حتمية، بالنظر للمدّ الكثيف للوافدين، وقصر الفترة المخصصة للعملية (3 أشهر)، عبر ممرات بحرية، بالأساس، ومحدودة داخل المحور أوروبا– المغرب.
وتدخلت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، إبان انطلاقة هذه العملية، لتقديم يد المساعدة للمسافرين في وضعية صعبة، كالأشخاص المسنين، والنساء الحوامل، والأطفال، والأشخاص المعاقين، والمتضررين من جراء مخاطر التنقل (حوادث السير، خاصة).
وبقدر ما تقدمت المؤسسة في تنفيذ برنامجها، الذي كشف عن ضرورة تعزيز محتواه، بقدر ما تزايدت تطلعات المغاربة المقيمين بالخارج إلى تكثيف حجم خدمات الدعم لجميع المسافرين، حتى تمر عملية العبور في ظروف أكثر إنسانية.
وهكذا، أخذت عملية "مرحبا" لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج، تكتسي تدريجيا الأهمية التي تحظى بها حاليا، وهي مفعمة بقيم التضامن، والاقتسام والتعبئة التي يتضمنها الشعار التالي؛ "حيثما كنا، المغرب في وجداننا".
وطبقا للتعليمات الملكية السامية، تساهم مؤسسة محمد الخامس للتضامن في تنفيذ عملية "مرحبا"، بمعية العديد من المتدخلين من القطاعين العمومي والخاص، يشتغلون في إطار لجنة وطنية، يترأسها وزير الداخلية.
وتشتغل هذه اللجنة طيلة السنة، وتسهر على ضمان التنسيق الضروري بين مختلف المتدخلين، لاسيما مع ممثلي الطرف الأسباني.
وتمر هذه العملية الدائمة للتنسيق بين الطرفين المغربي والأسباني، في جو مفعم بالمسؤولية والاحترام المتبادل، مما يساعد على إنجاحها، خاصة وأن الولوج عبر التراب الأسباني يبقى الشطر الأهم في المسار الأوروبي للوافدين.
اهتمام بالقطاع الصحي
يعتبر ولوج المعوزين للعلاجات الطبية، من ضمن أولويات مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي تعمل على عدة أصعدة، في إطار شراكة مع وزارة الصحة، لتعزيز الوسائل الصحية الوطنية.
فضلا عن تقوية قدرات المستشفيات العمومية من خلال مدها بالتجهيزات الطبية وعتاد الإسعافات المتنقلة، شرعت المؤسسة في بناء وتجهيز عدة وحدات متخصصة في علاج المحروقين، والمصابين بداء السرطان، وفي الولادة. ومكّنت هذه الوحدات من تعزيز إمكانيات الاستقبال للبنيات المتواجدة، والتكفل بعدد أكبر من الأشخاص المعوزين.
وفي هذا الإطار، أنجزت المؤسسة بوجدة والحسيمة، مراكز لاستقبال المرضى المصابين بداء السرطان، وعائلاتهم.
كما أعدت المؤسسة مراكز صحية في الأحياء المحرومة، خصوصا في وجدة وتطوان، ومركزا صحيا، و5 وحدات للولادة في مناطق قروية بإقليم الحسيمة.
وتماشيا مع نفس النهج، ومساهمة منها في تعزيز حجم الموارد البشرية للقطاع الطبي، أنشأت المؤسسة، كذلك، مركزين لتكوين الأطر الصحية، بالحسيمة وفاس، بشراكة مع مؤسسة "MAMDA-MCMA".
أهمية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة..
بذوي الاحتياجات الخاصة
وضعت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، منذ تأسيسها، هاجس التكفل بالأشخاص المسنين وإدماجهم، في صلب اهتماماتها. وانطلاقا من روح الالتزام التضامني لكافة المغاربة، فقد عملت المؤسسة دوما على إنجاز مشاريع مندمجة، تمكّن الأشخاص المعاقين من الاستفادة من خدمات تتلاءم مع وضعيتهم، وتيسر لهم ولوج الخدمات الاجتماعية الأساسية، وضمان إدماجهم الاجتماعي والمهني، بغية اندماج ناجح داخل المسار التنموي للبلاد.
كما سعت المؤسسة جاهدة إلى تعبئة كافة الوسائل الضرورية لضمان استقلالية الأشخاص المعاقين. وهكذا، سهرت المؤسسة على نهج إستراتيجية للمقاربة المندمجة، التي تمنح الامتياز؛ بكيفية متوازية؛ وذلك من أجل؛
دعم المؤسسات والجمعيات التي تعمل في الميدان؛
تكوين وتأهيل المعاقين، من أجل إدماج اجتماعي ومهني، خاصة من خلال البرنامج الوطني لإنشاء مراكز التكوين، بشراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل؛
إرساء بنيات تقدم خدمات اجتماعية وتربوية وطبية.
تجسد هذا المنحى في إنشاء المركز الوطني محمد السادس للمعاقين بسلا، الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في شهر نوفمبر من سنة 2006.
وتم إنشاء هذا المركز طبقا للتعليمات الملكية السامية، وبتشاور مع وزارة الصحة، وكتابة الدولة المكلفة بالأسرة والطفولة والأشخاص المعاقين، والنسيج الجمعوي المعني بالأمر؛ كما تم تصميم هذا المشروع على شكل بنية متعددة الوظائف، لفائدة أشخاص ذوي احتياجات خاصة مرتبطة بإعاقتهم.
محاربة الأمية !
محاربة الأمية
يقول جلالة الملك بخصوص هذه النقطة في خطاب موجه إلى الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك يوم الاثنين 15 شتنبر 2005؛ "..لقد تضمن إعلان الألفية، الذي اعتمدناه منذ خمس سنوات، تجسيدا لوعي المجتمع الدولي بضرورة العمل من أجل القضاء على الفقر المدقع والمجاعة المستفحلة، وتعميم التعليم الابتدائي، وتعزيز المساواة بين الرجل والمرأة، وتحسين التغطية الصحية ] ...[ وانسجاما مع تعهدات المملكة المغربية الدولية، فقد بادرنا باعتماد مدونة للأسرة تقوم على مساواة الرجل والمرأة، وتضمن حقوق الطفل، وترفع كل أشكال الحيف عن النساء، وتصون كرامتهن، في حفاظ على وحدة وتماسك العائلة، وحرص على تمكين المرأة من الاندماج الفعلي، في التنمية الوطنية.."
وطبقا للتوجيهات السامية لجلالة الملك تولي مؤسسة محمد الخامس للتضامن أولوية إستراتيجية لإدماج المرأة القروية على وجه الخصوص. وتتجلى هذه الأولوية من خلال عدة أعمال متكاملة وغالبا ما تكون مندمجة، ومن ضمنها محاربة الأمية التي تعتبر أداة متميزة لولوج مجال التنمية.
التكوين المهني
التكوين المهني
طورت المؤسسة مقاربة جديدة، منذ 2005، تم تصميمها في شكل برامج مندمجة، تتمحور حول تعزيز القدرات الذاتية للساكنات المستهدفة، للقيام باندماجها السوسيو- مهني.
ومع تعاقب المشاريع، برهنت هذه المقاربة الميدانية عن الدور الحاسم للتكوين المؤهل، في بلوغ أهداف الإدماج السوسيو- مهني.
ويعتبر هذا التكوين الضروري لاكتساب كفاءات خاصة لمزاولة مهنة معينة، بمثابة مدخل لتكملة المجهودات التربوية الضرورية للإدماج الاجتماعي.
كما تأكدت جدوى هذا التكوين كأداة ضرورية لتفعيل الممارسات الناجعة للعمل الاجتماعي. لاسيما وأن شركاء المؤسسة أفصحوا عن عزمهم، على الاستفادة من المهارات والخبرة المتراكمة من طرف المؤسسة، خلال العشر سنوات الماضية.
واتخذت أعمال المؤسسة، في مجال التكوين، ثلاثة أشكال هي؛ برامج لفائدة الفاعلين الاجتماعيين والمستفيدين من أعمال المؤسسة، لتمكينهم من توضيح الرؤية وتحسين جودة أدوات التدبير فضلا عن تيسير اكتساب المهارات الضرورية بالنسبة للمستفيدين، حتى يتمكنوا من بلوغ أهدافهم. هذا ما تجسد من خلال تطوير برامج قطب التكوين والهندسة الاجتماعية للمؤسسة، وانفتاحه تدريجيا على الصعيدين الوطني والدولي؛
ويهم الشكل الثاني شرائح من الساكنة التي أغفلتها البرامج التقليدية. كما هو الشأن بالنسبة للشبان المعاقين الذين بادرت المؤسسة بتعبئة برنامج لفائدتهم، يتضمن إنجاز عشرة مراكز، تدريجيا، في جميع أنحاء البلاد 6 توفر تكوينا تم تصميمه على أساس الاستجابة لمتطلبات مختلف أنواع الإعاقة، مع مراعاة إمكانيات ولوج عالم الشغل. ويتولى مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل تدبير شؤون تلك المراكز.
ويتعلق الشكل الثالث بالمقاربة الجديدة لإدماج المعوزين في الحياة المهنية، وخصوصا منهم الشباب. وتهدف هذه المقاربة إلى توفير تكوين مؤهل للشباب، فضلا عن الاستفادة من التدابير المواكبة، بغية إيقاظ روح المبادرة لديهم، وتشجيعهم على خلق وحدات إنتاجية شخصية. تتضمن التدابير المواكبة، المساعدة على تخطّي مراحل إرساء الوحدات الإنتاجية، وتوفير أدوات التدبير والتسويق، وكذا الدعم التقني والمالي بمساعدة المهنيين.
وقد شرع في اعتماد هذه المقاربة بإنشاء مركز محمد السادس لدعم القروض الصغرى التضامنية بالدار البيضاء. وأنشأت المؤسسة، في نفس الإطار، مركزا للتكوين الفلاحي بسيدي بيبي (إقليم شتوكة آيت باهة) ومركزا للتكوين والتأهيل البحري، يوفر تكوينا مؤهلا في ميادين الصيد، للبحارة الصيادين بالمنطقة، كما يوفر لهم تكوينا مستمرا ودروسا في محاربة الأمية.
هذا الانخراط القوي للمؤسسة في تكوين شركائها، يبرهن جليا عن الأهمية التي توليها لهذه العملية، في إطار نهجها الاستراتيجي، الذي يهدف إلى مدّ شركائها بجميع الوسائل التي تمكنهم من تحقيق النجاح في أعمالهم الاجتماعية، والإنسانية، والتنموية.
منح قروض
لقد ثبت أن القروض الصغرى تشكل رافعة قوية لتنمية الأنشطة المدرة للدخل، حيث تمكّن الساكنات في وضعية هشة، من ضمان إدماجها الاجتماعي والاقتصادي، من خلال مجهوداتها الذاتية و استغلال إمكانياتها الشخصية وكفاءتها.
وحتى تتمكن شرائح عريضة من الساكنة من ولوج خدمات القروض الصغرى، قررت المؤسسة دعم فاعلي القطاع، لتمكينهم من تنمية أنشطتهم، ومنح عدد وافر من المستفيدين فرصة إنجاز مشاريعهم، والانخراط في سيرورة الاندماج الذاتي والاقتصادي ولاجتماعي.
هكذا، وطبقا للتعليمات الملكية السامية، وبتشاور مع فاعلي قطاع القروض الصغرى، قامت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، بإنشاء مركز لدعم القروض الصغرى التضامنية،الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم 8 نوفمبر 2007، بمناسبة حفل إعطاء انطلاقة الحملة الوطنية العاشرة للتضامن، والذي تفضل جلالته بمنحه اسمه الجليل.
يهدف المركز إلى تنمية قطاع القروض الصغرى، والمساهمة في تكوين أعضاء الجمعيات، ودعم حاملي المشاريع، وتشجيع تسويق منتوجات المقاولات الصغرى.
كما منحت المؤسسة هبات مالية لجمعيات القروض الصغرى لتمكينها من تمويل برامجها التنموية.
اهتمام بالمسنين أيضا..
ارتفعت نسبة الأشخاص المسنين من 7 بالمائة من عدد سكان المغرب سنة 1994، إلى 8,1 بالمائة سنة 2004، أي ما يعادل 2.500.000 من الأشخاص المسنين.
سترتفع نسبة الأشخاص المسنين من 9 بالمائة سنة 2014 إلى 11,1 بالمائة سنة 2020، وإلى 20 بالمائة سنة 2040.
وقد أفرزت تنبؤات مركز الدراسات والأبحاث الديموغرافية، استنتاجات تشير إلى أن عدد الأشخاص المسنين سيعادل تقريبا عدد الشبان، في أفق سنة 2050.
وتعزى هذه الوضعية إلى ارتفاع نسبة معدل الحياة، التي ما فتئت تتنامى إلى أن أصبحت تتراوح ما بين 65 و 70 سنة 2004 (ممّا يفسر ظهور أطوار جديدة للحياة: أشخاص مسنين، شيوخ، سن متقدم).
وتبلغ نسبة الأشخاص المسنين 9 بالمائة داخل الأوساط الحضرية.
هذا ما دفع بالمؤسسة إلى استباق الأحداث لإيجاد حلول اجتماعية لفائدة الأشخاص المسنين في وضعية هشة. وأنشئت لهذه الغاية 3 مراكز للأشخاص المسنين بتازة، وكرسيف، والرباط بهدف:
التكفل بإيواء، وإطعام، وتوفير الحماية الصحية، والسهر على راحة الأشخاص المسنين بدون موارد ولا سند عائلي؛
المساهمة في الإدماج، والتماسك الاجتماعي، وتحسين ظروف عيش الأشخاص المسنين في وضعية هشة؛
مواكبة الأشخاص المسنين عند القيام بإجراءات المساعدة، والتوجيه، والإدماج الاجتماعي والاقتصادي؛
تنظيم أعمال ذات الوقع القوي على التنمية البشرية، وأخرى تشاركية، ومندمجة، وهادفة، ومستديمة.
ويبدو أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وفي خضم احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الثالثة عشر لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على العرش، حيث يستحضر المغاربة الإنجازات المهمة السوسيواجتماعية والإنسانية والثقافية والتربوية التي تم تحقيقها على عهد جلالة الملك، فإن للمؤسسة دورا بارزا في الدفع بعجلة تنمية البلاد إلى الأمام، بل إن خصلة التضامن المعروفة على المغاربة، باتت عنوانا بارزا لهن على اعتبار أن تدخلات المؤسسة شملت كل مناحي حياة المغاربة. [b]