الدولة الموحدية دولة إسلامية بالمغرب أسسها أتباع حركة محمد بن تومرت وحكمت في شمال أفريقيا والأندلس ما بين عام 1130 - 1269م.
تاريخ
علم الموحدين
تأسست الدولة على يد قبيلة مصمودة من المغرب وزناتة من الجزائر. أطلق عليهم تسمية "الموحدين" لكون أتباع هذه المدرسة كانوا يدعون إلى توحيد الله توحيدا قاطعا مما جعلهم ينكرون أسماء الله الحسنى باعتبارها أسماء لصفات مادية وهو الحق سبحانه ليس كمثله شيء فكانوا يذكرون الله باسمه المفرد الله. قاد محمد بن تومرت (1080-1130 م)، وبعده عبد المؤمن بن علي الذي ينحدر من صلبه أمراء الموحدين، أتباع حركة دينية متشددة، وكان يدعوا إلى تنقية العقيدة من الشوائب. أطلق بن تومرت عام 1118 م الدعوة لمحاربة المرابطين واتخذ من قلعة تنمل -على جبال الأطلس - مقرا له. استطاع خليفته عبد المؤمن (30/1133-1163 م)(ينحدر من قبيلة الكومة من تلمسان) أن يستحوذ على السلطة في المغرب (سقوط مراكش عام 1146 م) ومن تم على كامل إفريقية (حتى تونس وليبيا عام 1160 م) والأندلس (1146-1154 م).و بعد نجاح عبد المومن بن علي في اقامة دولته بأفريقية اتجه إلى الاندلس وعمل على تقويتها وصد هجمات القشتاليين عنها.و لكنه توفى عام 1163م ليتولى ابنه يوسف مكانه فاستكمل سياسة أبيه، ووطّد نفوذه في الأندلس، وبعث إليها بالجيوش وتقوية إماراتها.أقام الخليفة "يوسف بن علي"المشروعات في إشبيلية، مثل بناء القنطرة على نهر الوادي الكبير، وجامع إشبيلية الأعظم عام (567 هـ= 1172م)، ثم أتمّ ابنه المنصور مئذنته الكبيرة سنة 1188م، ولا تزال هذه المئذنة قائمة وتعرف باسم "لا خيرا لدا" ويبلغ ارتفاعها 96 مترًا. وفي إحدى غزواته في الاندلس سنة (579 هـ= 1183م) أصيب بسهم عند أسوار شنترين، فرجع إلى مراكش مصابًا، ومات بها. جكون إسماعيل
سلالة الموحدين بعد زوال الدولة
وقد بقي الوجود الموحدي مستقرا في الأندلس كعائلة رغم سقوط الدولة وجلاء الملك ،وبعد سقوط الأندلس هاجروا إلى بلاد المغرب الأقصى, ومنهم اليوم عائلة العبدلاوي معن الأندلسي -العبدلاويون- بفاس وهم من أحفاذ السلاطين الموحدين ،وهم أهل خير ودين وريادة في مجال العلوم ،و قد كان منهم الشيوخ والعلماء والأساتذة الذين لعبوا الدور الكبير في نشر العلم وتكوين العلماء ،و هم من شيوخ الطريقة الشاذلية ولهم زاويتهم الشهيرة بهم بفاس وهي الزاوية العبدلاوية في حي رأس الزاوية من المخفية بفاس عدوة الأندلس ،و مدافنهم العائلية هي تلك التي بخارج باب الفتوح أعلى الهضبة حيث مراقد السادة العبدلاويون وقبة أجدادهم الأولين ممن حل على فاس بعد سقوط الأندلس.