تفاعلا مع اللقاءات التي يعقدها عدد من الفنانين المغاربة مع عبد الاله
بنكيران، رئيس الحكومة، و غضب بعض النقابات الفنية من عدم احترام ما أسمته
بعض بياناتها بـ"التمثلية"، صرح كاتب السيناريو و المخرج المسرحي محمد الحر
لهسبريس قائلا إنه "من المضحك الحديث عن نقابة فنية في غياب سوق فنية و
مهن فنية مقننة و مضبوطة".
مخرج مسرحية "مومو بوضرسة" قال إن تواجد نقابات للفنانين المغاربة هو
قفز غير منطقي على التاريخ و أن شروط تواجد النقابات عبر العالم، تقتضي
أولا وجود سوق عمل و رب عمل و من تم عامل يتم تقنين علاقته بالمشغل و سوق
الشغل، فتأتي النقابة كنتاج طبيعي لهذا التطور من أجل الترافع لصالح
الشغيلة و الذود عن حقوقها.
محمد الحر وصف الحقل الفني بالمغرب بـ"السويقة" التي لا يحكمها قانون و
التي تسودها الفوضى، معبرا عن استغرابه من تأخر خروج قوانين تنظيمية
تبلور قانون المتعلق بالفنان رقم 71.99 الذي تمت المصادقة عليه سنة 2003.
كاتب سيناريو الفيلم السينمائي "خارج التغطية" أوضح أن القانون المتعلق
بالفنان يبقى بدون جدوى رغم رسمه لملامح تعريف "الفنان" و "النشاط الفني" و
"المقاولة الفنية" و "العقد الفردي" ... 32 مادة من هذا القانون تبقى
حبيسة الرفوف و الإعاقة، حسب الحر، الذي اعتبر أن القوانين التنظيمية التي
تأخرت تسع سنوات، تبقى هي الجسر الوحيد لتأطير السوق و العمالة الفنين.
مؤلف مسرحية "الحر بالغمزة"، لمسرح "أكواريوم"، طالب الفنانين المغاربة
بالتكتل من أجل دفع الحكومة، بالتشاور مع المهنيين إلى خلق استراتيجية
وطنية لإصلاح القطاع الفني وإحالة مشاريع قوانين على البرلمان تتعلق أولا
بإحداث غرف مهنية فنية بنظام أساسي واضح المعالم.
الحر، و بالنظر إلى الدور المنتظر من غرف مهنية فنية من هذا النوع،
اقترح، من خلال هسبريس، التفكير بشكل جماعي، مع كافة المتدخلين، في مشروع
قانون برؤية جديدة يستهدف تجاوز المعيقات والصعوبات التي تواجه النقابات
الحالية و الجمعيات المهنية التي تتنازع الشرعية فيما بينها و التي تعاني
حسب المتحدث من ضعف التمثيل المهني الناتج بالأساس عن انعدام الشفافية
والنزاهة في المجال.
ذات المخرج والسيناريست أردف أن مؤسسات من هذا النوع ستكون لها أجهزة
مسيرة غير مطعون في شرعيتها المعتمدة على صناديق الاقتراع، كما ستمكن
الفاعلين فيها من تطوير مداخيل ذاتية دون نسيان مساعدات الدولة المادية
التي تبقى مهمة لدعم الفن. نجاح مشروع من هذا النوع يقتضي حسب المسرحي
توزيعا جغرافيا متوازنا و معقلنا وملائما، و كذا مراعاة تمثيلية موضوعاتية
تأخذ تنوع المهن الفنية بعين الاعتبار. إنشاء غرفة مهنية فنية حسب الحر
يبقى السبيل الوحيد لإنتخاب مستشار برلماني من الأسرة الفنية، يوصل صوت
الفنانين الى المؤسسة التشريعية و يقترح مشاريع قوانين تنهض بواقعهم.
المخرج المسرحي قال أن فناني المغرب، لم يستطيعوا بعد بلورة جواب
للسؤال المهم في الفن و هو: أي دور للفنان و المثقف في المجتمع؟ غياب جواب
من هذا النوع يبقي الفنانين تحت رحمة الفوضى والارتجال، حسب المتحدث دائما.
المسرحي نفسه دعا في ختام لقائه بهسبريس جميع الممثلين و المخرجين و
كتاب السيناريو و السينوغرافيين.. إلى إسماع صوتهم للحكومة ووزارتي الثقافة
و الاتصال والمؤسسات الوصية كالمسرح الوطني محمد الخامس. إسماع الصوت
يتأتي مثلا من خلال مقاطعة الأعمال الفنية في رمضان القادم، "حتى نرى أين
سيتم تمرير الوصلات الإشهارية، و كيف ستتناول الأسر المغربية إفطارها بدون
سيتكوم واخا باسل" يقول مخرج مسرحية "الباشا حمو"