_1_
لا أستطيع أن أكون تقليديا
عندما أحبك
ولا أن أكتب نصا عاديا
لواحدة غير عادية
فأنت إمرأة أخرى
وثقافة أخرى
وحضارة أخرى
ولغة لم تتشكل مفرداتها بعد
ومهمتي الأولى أن أخرج عن النص
وأكتب لك شعرا جارج المألوف
وأجعل منك إمرأة خارج المألوف
_2_
أنا لا أحبك..فقط..
ولكن أشعر بمسؤليتي عنك
منذ ان كنت ترضعين حليب أمك
حتىأأصبحت ترضعين دمائي..
أشعر بمسؤليتي
عن الكتب التي تقرأينها
والموسيقى التي تحبينها
وسراويل الجينز التي تلبسينها
والأفكار المتطرفة التي تحميلينها
أشعر بمسؤليتي،
عن كل شعرة تسقط منك على قميصي..
وكل دبوس تنسينه فوق وسادتي
وكل طعنة نجلاء...تتركينها على ضفاف فمي
_3_
أنا لا احبك..فقط
ولكنني أدرس سيرتك الذاتية
من القرن العاشر قبل النهد...
إلى السنة المليون
بعد ظهور الحياة فوق شفتيك السفلى
ومن الشامات المرشوشة كحب السمسم على كتيفيك..
إلى أخر خاتم فضة من خواتم عمودك الفقري...
_4_
أنا لا أحبك...فقط...
ولكنني أصحح تاريخ أنوثتك
وأغير حدودك الاقليمية
وأعلمك الأسماء والأفعال ورواية الشعر
وأساعدك على كتابة فروضك المدرسية
بعد أن بقيت ألف سنة
في روض الأطفال
_5_
أنا لا أحبك..فقط..
ولكنني أحاول أن أخلخل ذاكرتك
وأزعزع طمأنينتك
وأرمي حجرا في مياه البحر الميت ...
وأغسل دماغاك ...
من كل التابويات ...والخرافات...والأقوال المأثورة
وأشعل الحرائق في ثيابك الفولكلورية..
وإنتمائتك القبلية...
وأمزق كل الأحكام الشهريارية
التي حكمت على جسدك الجميل...
بالأشغال الشاقة المؤبدة
_6_
أنا لا أحبك وحدي
ولكنني أحاول أن أقنع الحقول،والسنابل والغيوم
والأمطار
والبحار، والأشرعة،والأرانب،والقطط،والأطفال
والحمائم..
حتى تحبك معي
فلن يخرج الربيع أبدا ...إلا من بين أصابعك...
ولن تتشكل الحضرات إلا على ضفاف أنهارك
ولن يستخرج الذهب إلا من مناجم أنوثتك
ولن تكون هناك قصيدة عظيمة..
لا تحمل توقيعك...
_7_
لم يعلموني في المدرسة..
كيف أحب إمرأة ..
ولكنني أكتشفت بحاستي السادسة
كما يكشف الحصان العربي مصادر الماء...
وكما يتخل الصوفيون
شكل النساء في الجنة...
_8_
أنا لا أحبك...كما يحبك الأخرون..
ولا أطاردك كغزال صحراوي كما يفعل الأخرون...
ولا أدوس على أزهارك كما يدوس الأخرون..
وأنما أمزمزك بهدؤ كحبات العنب
وأرسمك على طريقتي ...
مرة بالأكواريل..
ومرة بالحبر الصيني..
ومرة ثالثة بمشتقات دمي ...
_9_
أنت ياسيدتي ...
لست إمرأة الوقت الضائع والمصادفات...
لست المرأة التي أقابلها في قاعات الترانزيت...
وأودعها في قاعات الترانزيت
فأنا متفرغ لك ليلا ونهار
أشق الأنهار..
وأزرع النخيل..
وأجمع محصول القطن..
وأستخرج منك ماء الورد وزيت الياسمين
_10
أنا لا أحبك...على طريقة الهيبين
والغجريين...والفوضويين
ولكنني أتعامل معك ...كما أتعامل مع شعري ...
صدرا ..وعجزا ..
نمنمة...وتطريزا..
حتى لا يعرف الناس أين تبدأين أنت...
وأين تنهي القصيدة.
_11_
في بداية علاقتنا
كنت في شوؤن الحب نصف أمية..
وكنت تأكلين نصف الكلمات ...
ونصف الأصوات..
ونصف القبلات..
أما الأن...
فقد صرتي دليلتي ،ومرشدتي ...ومعلمتي ...
وأصبحت مرجعا ،أكاديميا من مراجع العشق...
ألجأ اليه لأقوم لغتي..
وأصحح أخطائي
_12_
حافظي على طفولتي يا سيدتي..
حافظي ما أمكنك..
على طيشي ،ونزقي ،وحماقاتي ...
فيوم تقطعين حليب أمومتك عني
وتنبت لي أضراس العقل ..
ستسقط من فمي على الفور.
كل أضراس الشعر

لندن نيسان(أبريل)1994