مع وفاة السلطان سليمان القانوني ستظهر بوادر الضعف في الامبراطورية
العثمانية ، وقد كان ذلك نتيجة لمجموعة من الاسباب تضافر فيها ماهو سياسي بما هو اقتصادي و عسكري.
انهكت جسد الامبراطورية في وقت ازداد فيه التنافس الامبريالي بين الدول الاوربية
التي لن تتوانى عن الانقضاض عل الرجل المريض، و تقسيم ممتلكاته و في مقدمتها
المشرق العربي .
I. ساهمت مجموعة من الاسباب
في ضعف و انهيار الامبراطورية العثمانية رغم محاولات الاصلاح.
1) اسباب انهيار
الامبراطورية العثمانية.
اسباب داخلية :
· اسباب سياسية : تمتلت
في الازمة السياسية التي اعقبت وفاة سليمان القانوني 1566م بحيث تعاقب على الحكم
سلاطين ضعاف بدون كفاءة و لمدد قصيرة اهملوا امور الحكم التي اصبحت بيد الصدر
الاعضم.
· اسباب عسكرية :تمتلت
في التورات المتتالية لجيش الانكشارية و تدخله في شؤون الحكم مقابل اهمال مهماته
الدفاعية مما كبد الامبراطورية العثمانية العديد من الهزائم.
· اسباب اقتصادية :
تتجلى في غياب التطوير داخل القطاعات الاقتصادية العثمانية بحيث ظل الاقتصاد
العثماني بدائيا توجه جل عائداته لخدمة القصر ورجال السلطة وقد دفعت هذه الوضعية
السلطات الى الاقتراض من الدول الاوربية التي ستسيطر على جل موارد الدولة عبر ما
عرف بصندوق الدين العثماني.
اسباب خارجية : تدخل الدول الاوربية
في الشؤون الداخلية للامبراطورية و دعم الحركات الانفصالية بهدف اضعاف
الامبراطورية.
2) محاولات الاصلاح
شهدت الامبراطورية العثمانية مجموعة من الاصلاحات شملت العديد من
الميادين ،كاصلاح الجيش و الغاء نظام الالتزام و اقرار دستور للبلاد 1876 م . الا
ان المعارضة الداخلية من طرف الفقهاء والجيش اضافة الى الصعوبة المالية حالت دون
نجاح هذه الاصلاحات.
II. التدخل الاستعماري
بالمشرق العربي و انهيار الامبراطورية العثمانية
1) قبل الحرب العالمية
الاولى
ركز التدخل الاستعماري على المشرق العربي قبل الحرب العالمية الاولى
على حماية المصالح الاقتصادية لهذه الدول في المنطقة
خاصة بعد افتتاح قناة السويس و استيلاء فرنسا و انجلترا على اسهمها
كما ستقوم الدول الاوربية خلال هذه الفترة باغراق اسواق المنطقة بالمنتوجات و
الرساميل الاجنبية الى جانب اتقال كاهلها بالديون.
2) إبان الحرب العالمية
الاولى
ستقوم انجلترا بمساعدة العرب في ثورتهم ضد العثمانيين ،بزعامة الشريف
حسين لكن هذه المساعدة لم تكن الا لتحقيق اغراضها في المنطقة. بحيث تم تقسيم
المنطقة يشكل مسبق و سري بين انجلترا و فرنسا ،بمقتضى اتفاقية سايكس بيكو 1916 م
.كما قدم بيلفور وعده الشهير لليهود سنة 1917 م بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
3) بعد الحرب العالمية
الاولى
سيتم تقسيم منطقة المشرق العربي في مؤثمر سان ريمو 1920 بشكل علني و
بمباركة من عصبة الامم بحيث ستخضع منطقة منطقة سوريا للانتداب الفرنسي ومنطقة
العراق للانتداب الانجليزي.
خاتمة : هكذا استطاعت كل من
فرنسا و بريطانيا بسط سيطرتهما على المشرق العربي بمساعدة من الدول العربية نفسها
التي و ان استطاعت الحصول على استقلالها في وقت لاحق الا ان الوجود الاسرائيلي في
المنطقة ظل عاملا اساسيا في عدم استقرار المنطقة و عرقلة تطورها الاقتصادي.
المصدر: http://histgeo-college.blogspot.com/2010/12/blog-post.html#ixzz2H8XV26w8