معركة كوفادونجا (أو مغارة دونغة) وقعت في أواخر صيف عام 722 م. في مملكة أستورياس ،تعد أول معركة انتصر فيها مسيحيو أوروبا على المسلمين في الأندلس. يعتبرها المؤرخين بذرة أو نواة لحروب الاسترداد. يقول بعض مؤرخي المسيحيين عند الكتابة عن هذه المعركة أن جيش المسلمين قوامه بين 800 و 1400 رجل وأن الجبال عاونت المسيحيين بإسقاط حجارتها على جند المسلمين. في الوقت الحالي يكذب المؤرخين أغلب ما يروى عن المعركة خاصة وأن أول أثر مكتوب لها كان بعد أكثر من 200 عام من وقوعها لذا فهي غير معروفة المكان والزمان ولا وعدد الجند بالتحديد.
بعد 7 سنوات منذ سقوط أيبيريا في يد المسلمين، قام بيلايو من أستورياس (أو بلايو) أحد كبار دولة القوط الغربيين التي قامت في شبه الجزيرة الأيبيرية قام بتأسيس مملكة أستورياس في الركن الشمالي الشرقي مما يعرف الآن بإسبانيا وهي مناطق قام المسلمون بغزوها مرات عديدة وانسحبوا منها.
لم يكن بيلايو قادرا على دحر قوات المسلمين التي كانت تتوغل في مملكته من فترة لأخرى كما لم يكن باستطاعة المسلمين إزالته من الحكم.
بعد هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء وخسارتهم لأغلب ملكهم في بلاد الفرنجة وانسحابهم منها عملوا على توطيد حكمهم في بلاد الأندلس حتى يثبتوا أقدامهم فيها قبل العودة لغزو الإفرنج وعزموا على القضاء على كل جيوب المقاومة المسيحية المتوادة في شمال إسبانيا في المناطق الجبلية شديدة البرودة.
قام علقمة بغزو مملكة أستورياس واحتل الكثير من أراضيها حتى أجبر بيلايو على الانسحاب والاحتماء بجبال تلك المناطق ومعه 300 من رجاله قرب قرية جبلية تعرف باسم كوفادونجا (وتعني كهف السيدة) وتعرف المنطقة عندة العرب باسم صخرة بلاي (نسبة إلى بلايو). أرسل علقمة رسولا إلى بيلايو أن استسلم ولكنه رفض، فما كان من علقمة إلا أن أمر جنوده بالصعود إلى الجبال وقتال بيلايو وأعوانه المتحصنين في كهوف المنطقة ذات الطبيعة الشديدة الوعورة. قاوم بيلايو وأعوانه مقاومة عنيفة مما أدى لقتل عدد من المسلمون وأجبروا على الانسحاب خاصة وأنه لم يتبق من جنود بيلايو سوى 30 شخصا وقالوا قولهم المشهور "ثلاثون علجا ما عسى أن يجيئ منهم".
لا تخبر المصادر الإسلامية عن أي ذكر لعلقمة ورجاله إلا أنها تذكر أن المسلمين حاولوا غزو هذه المناطق مرات عدة ثم تركوها.