الامبراطوريه الكارولينجية هو مصطلح يستخدم أحيانا للإشارة إلى إمبراطورية الفرنجة تحت حكم سلالة الكارولينجيين من في وقت لاحق من شأنهم ان يعتبروا مؤسسو فرنسا والامبراطوريه الرومانيه المقدسة. هذه الامبراطوريه على هذا النحو يمكن اعتبار التاريخ في وقت لاحق من الفرنكيين أو في وقت مبكر من تاريخ فرنسا ومن الامبراطوريه الرومانيه المقدسة، اعتمادا على منظور واحد.
عندما تستخدم، عبارة الإمبراطورية الكارولينجية تشدد على تتويج البابا ليو الثالث شارلمان بوصفه امبراطور الامبراطوريه الرومانيه المقدسة في 768، رغم أن هذا لا يشكل الواقع لان شارلمان وكذلك أسلافه من حكام المملكه في وقت سابق والامبراطوريه الجديدة لاحقا كانوا من الفرنكيين.
تأسيس الامبراطوريه
خلال القرن الأخير من حكم الميروفنجيين، دفعت سلالة الميروفنجيين إلى دور احتفالي انتهى في انقلاب القصر 751 عندما خلع بيبين القصير ابن شارل مارتل رسميا شيلدريك الثالث (Childeric III)، وبداية حكم الكارولينجيين الملكي. في الواقع، اسست الامبراطوريه خلال حياه شارل مارتل والد بيبين القصير وجد شارلمان وبسبب هذا، فان معظم المؤرخون يفضلون استخدام مصطلح "المملكه أو الممالك الفرنكية (Frankish) للإشارة إلى المنطقة التي تشمل أجزاء من اليوم ألمانيا وفرنسا في الفترة من القرن الخامس إلى القرن التاسع. وبالمثل فان السلالة لم تنتهي حقا تاريخيا مع نهاية الامبراطوريه الكارولينجيه استمرت لعدة قرون في الامبراطوريه الرومانيه المقدسة. ومع ذلك تاريخيا يمكن ان يقال ان "الامبراطوريه الرومانيه المقدسة الأولى" انتهت مع وفاة الامبراطور الروماني المقدس كارل البدين في 888، على الرغم من أن بعض الكارولينجيين نجح في كسب التاج الامبراطوري في أوقات لاحقة.
الإمبراطورية في عهد شارلمان (800-814)
أصبحت المملكة الفرنكية إمبراطورية مع تتويج شارلمان (Charlemagne)أو الرجل ذو اللحية الزهرية l'Homme à la barbe Fleurie.قسم شارلمان إمبراطوريته الواسعة في عام 806 بين أولاده الثلاثة-بيبين، ولويس، وشارل. ولكن بيبن توفي عام 810، وشارل في عام 811، ولم يبق من هؤلاء الأبناء إلا لويس، وكان منهمكاً في العبادة انهماكا بدا معه أنه غير خليق بأن يحكم عالماً مليئاً بالاضطراب والغدر. غير أن لويس الأول رغم هذا قد رفع باحتفال مهيب في عام 813 من ملك إلى إمبراطور.
الإمبراطورية حتى معاهدة فردان (814 -- 840)
بعد موت شارلمان ناضل لويس الأول من اجل الحفاظ على سيطره الإمبراطورية. انشأ لويس ثلاثة ممالك كارولينجيه جديدة (Carolingian Kingships) لأبنائه من الزواج الأول : لوثار كان ملك إيطاليا وشارك الامبراطور ،بيبين ملك أكيتان، ولويس الثاني ملك بافاريا. تميزت محاولاته لجعل إبنه الرابع (من زواجه الثاني)، تشارلز الأول ملكا لمملكة بمقاومة أبناءه الأكبر، وخلال السنوات الأخيرة من حكمه كانت المملكة الفرنكية تعاني من حرب اهلية.
بعد موت لويس الأول قسمت المملكة الفرنكية من جديد. اثنتان من هذه الممالك عمرتا، مملكة فرنكيا الشرقية (Francia orientalis) شكلت ألمانيا فيما بعد ومملكة فرنكيا الغربية (Francia occidentalis) والتي شكلت فرنسا. عام 842 م قام أحفاد شارلمان بعقد قسم ستراسبورج في شتراسبورغ (serments de Strasbourg). تعتبر وثيقة هذا العقد من أقدم الوثائق المكتوبة بلغتين متباينتين (التوداسك والرومان) آنذاك. يعتبر بعض المؤرخين في فرنسا هذه الوثيقة عقد الميلاد الرسمي لبلاد فرنسا وكذلك ألمانيا.
آخر الملوك الكارولنجيين
كان آخر الملوك الكارولنجيين- لويس الرابع، ولوثير الرابع، ولويس الخامس ملوكاً حسني النية، ولكنهم لم يكن لهم من القوة ما لا بد منه قامة نظام دائم من ذلك الخراب الشامل. ولما مات لويس الخامس ولم يكن له أبناء (987)، بحث أعيان فرنسا ورجال الدين فيها عن زعيم لهم من أسرة أخرى غير الكارولنجيين، حتى وجدوا هذا الزعيم المنشود من نسل مركيز من نوستريا Neustria يحمل ذلك الاسم العظيم الدلالة وهو روبرت القوي Robert the Strong (المتوفي عام 966). وكان أودو منقذ باريس ابن هذا المركيز؛ وكان هيو الأكبر Hugh the Great أحد أجداده (المتوفي 956) قد حصل بالشراء أو الحرب على الإقليم المحصور بين نورمنديا، والسين، واللوار كله تقريباً وكان فيه أميراً إقطاعياً، واجتمع له فيه من الثروة والسلطان ما لم يجتمع للملوك. وورث هيو كابت Hugh Capet ابن هيو هذا جميع تلك الثروة وذاك السلطان؛ وورث، كما يلوح، العزيمة التي كسبتهما. وعرض أدلبرو Adlabero كبير الأساقفة، بإرشاد العالم الداهية جربرت، أن يكون هيو كابت ملكاً على فرنسا، فاختير لهذا المنصب بالإجماع (987) وبدأت بذلك الأسرة الكابتية التي حكمت ابناً أو أباً أو حكم فروعها مملكة فرنسا إلى عهد الثورة الكبرى[