سأتحدث هنا حول موضوع الرق. ولن يكون حديثي هنا محاولة خلق أعذار وتبرير لما حدث، ولن تكون مهجوسة باختراع انتصارات وهمية لم تحدث في الماضي. الهدف فقط من حديثي هنا يتلخص في نقطتين:
١- فهم ظاهرة الرق بشكل أكثر دقة بحيث يكون حكمنا على الموضوع أكثر عدلا ومصداقية.
٢- إزالة الكثير من الخلط التي ترتبط عادة بمفهوم الحريّة، والعدالة… وغيرها.
ماذا يعني الرق؟
قديما كانت تنشب الحروب بين البشر، وكان المنتصر يقوم بقتل المهزوم. لكن فيما بعد، تغير موقف المنتصر، فعوضا عن قتل المهزوم يقوم باستعباده. فما الذي أدى لهذا التغير؟
قبل الإجابة على هذا السؤآل، لابد أن نشير إلى مسألة أولية يتم تجاهلها عادة وهي أن للإنسان- أي إنسان- حاجات أساسية عليه تلبيتها من أجل أن يبقى هو كفرد على قيد الحياة ومن أجل أن تبقى أسرته أو قريته أو قبيلته أو البشرية جمعاء، حاجات تتنوع من مأكل ومشرب ومسكن إلى تكاثر وولادة وتنشئة للجيل القادم. كل هذه الحاجات يجب على كل فرد سدها، فهي تلح عليه وتجبره بأن يسعى إلى سدها، وبدون سد هذه الحاجات لا يمكن أن يكون الإنسان حرا. فالحريّة القديمة تعني التحرر من هذه الحاجات من أجل التمكن من قيام بأعمال أخرى. فحتى يستطيع العابد أن يتفرغ لمناجاة ربه، عليه أولا أن يسد حاجاته، وحتى يستطيع الفيلسوف تأمل الحقائق الأزلية، عليه أولا أن يسد حاجاته، وحتى يستطيع مواطني آثينا التفرغ للتجمع في ميدان المدينة من أجل التباحث في أمور السياسة، فعليهم أولا أن يتحرروا من حاجاتهم.
لا نعلم بالضبط متى اكتشف البشر الزراعة والرعي، ومتى تحديدا بدأت التجارة، لكن الذي نعلمه أنه عندما اكتمل نشوء هذه الأمور أصبح المجتمع معقدا نوعا ما. فالقرية القديمة لا تشابه المدينة الحديثة. والفرق الأساسي والجوهري، أن عملية “سد الحاجات” في القرية القديمة كانت تتم داخل أرض الأفراد وملكياتهم، في حين في المدينة الحديثة عندما تريد أن تسد حاجاتك فإنك تذهب للمطعم أو تتسوق في السوبرماركت لشراء المقادير الأولية حتى تقوم بطبخها في المنزل. وهذا التحول من سد الحاجات داخل المنزل إلى سدها خارجه هو قصة التحول من المجتمع التقليدي إلى المجتمع الرأسمالي الاستهلاكي.
كان رب المنزل، أو صاحب المزرعة، بحاجة لآخرين يعملون لديه لكي يقوموا بسد حاجاته، ولهذا كان يحتاج عبيدا. وسد الحاجات هذا هو حريته، أي أنه بدون عبيد لا يمكنه أن ينال حريته، أي أن استعباد الاخرين في المنزل والحيز الخاص كان شرطا ضروريا لأجل نيل الحرية خارجه. إذ لولا العبيد، لكان المرء يستغرق جهدا ووقتا طويلا من أجل سد حاجاته الشخصية. ولهذا السبب بالضبط كان “الأحرار” في الزمن القديم قلة في حين أن الاأكثرية كانت مسخرة لسد الحاجات من نساء أو عبيد. فالحرية القديمة لا علاقة لها بما نعنيه اليوم بالحرية، الحر هو الذي نال حريته عبر استعباد الاخرين.
لم يكن في الزمن القديم سوق وفرص وظيفية أو تجارة بنفس المعنى الذي نفهمه اليوم، كانت التجارة القديمة عبارة عن مقايضات في معناها البسيط، حتى وإن لم تكن مقايضات مباشرة بل عبر وسيط هو المال، فإنها ما زالت مقايضة شيئين، فالمال القديم لم يكن أوراقا تكتسب قيمتها اعتمادا على الثقة باقتصاد الدولة المصدرة له، بقدر ما هو قطعة من الذهب والفضة أي شيء ملموس ذو قيمة. العالم القديم يختلف بشكل كبير عن عالمنا، وبالتالي كان يفضل الروماني الذي لا يجد قوتا يأكله أو مسكنا يأويه أن يتحول إلى عبد يقوم بسد حاجات آخر حتى تتوفر لديه حريته.
في مثل هذه البيئة ماذا يمكن أن يعنيه “تحرير العبيد”؟ إن تحرير العبيد في تلك الفترة لن يعني تحويل الجميع إلى أحرار، بل يعني القضاء على الأقلية البسيطة التي تتمتع بحريتها، إذ أن الجميع سينشغلون بسد حاجاتهم الشخصية بعد أن فقدوا الحرية التي كانوا يتوفرون عليها عبر تسخير الاخرين لسد حاجاتهم. إن إلغاء العبودية في الزمن القديم لن يؤدي إلى تحرير الناس، بل إلى تحويل الجميع إلى عبيد لحاجاتهم.
فحتى ينال المنتصر في الحرب حريته، كان عليه عوضا عن قتل المهزوم أن يبقيه على قيد الحياة ويسخره لسد حريته، فقط في هذه الحالة يمكنه أن يتحرر من حاجاته. ولهذا السبب كان الاثينيين والرومان لا يفهمون من “المواطنة” ما نفهمه منها نحن اليوم- أي الانتماء إلى أمة أو دولة- بل كانوا يفهمون المواطنة بمعنى القدرة على التحرر من الحاجات الخاصة والتفرغ للمشاركة في الشأن العام، وبالتالي كان من الطبيعي أن لا يعتبر العبد والمرأة أحرارا، لأنهما لم يتحررا من حاجاتهم الجسدية مثل رب الأسرة.
المظالم المقترنة بظاهرة الرق
رأينا فيما السبق أن العبودية ضرورية لأجل نيل الحرية، وكان على الفرد حتى يكون حرا أن يقوم باستعباد آخرين. ومن أجل سد هذه الحاجة نشأت مجموعة من الظواهر الظالمة. فاستعباد المهزوم في الحرب هو من وجهة نظري يعتبر أفضل لأنه انقاذ له من الموت. لكن المظالم بدأت بالانتشار عندما قام البشر باستحداث وسائل أخرى للاستعباد، ولإساءة معاملة عبيدهم:
أ- نشأت عصابات تقوم بخطف الناس ونقلهم لأماكن أخرى وبيعهم كعبيد (أغلب العبيد في الولايات المتحدة جاؤوا إليها بهذه الطريقة).
ب- وجود دول جعلت من بين عقوباتها على مواطنيها أن يتحول عبيدا، أو وجود شروط في عقود الإقراض بحيث تبيح للدائن أن يقوم بتحويل من عجز عن استيفاء ديونه إلى عبد له.
ج- الضرب والإيذاء أو إهانة كرامة العبد البشرية بمعاملته وكأنه حيوان. بل تم فعلا التعامل مع العبيد على أنهم لا ينتمون إلى “البشر” الذين أصبحوا فقط من نالوا حريتهم عبر تمكنهم من تسخير اخرين لسد حاجاتهم.
وهذه المظالم تنشأ دوما في المجالات التي تمثل حاجة للناس، فمثلا نجد مثل هذه الظواهر موجودة لدى الشركات الكبرى في طريقة استغلالها لعمالها (رواتب زهيدة، عدم توفير رعاية صحية، تشغيلهم ساعات عمل مرهقة، عدم توفير تعليم ولا سكن لهم…إلخ) ومثلما أنه لا يوجد من يطالب بإنهاء “العمل” لأنه ظلم بل إلغاء المظالم المرافقة لها و”تحسين ظروف العمل”، فإنه لا يمكن بأي حال أن يطالب أحدهم بإنهاء “الرق” بل إلغاء المظالم المرافقة له.
الإسلام والرق
المبدأ الأساسي الذي يحكم تعامل الإسلام مع كافة التعاملات البشرية هو العدل ورفع الظلم. وأمام ظاهرة الرق قام الإسلام بالخطوات التالية:
١- أعاد الاعتبار لشخصية العبد القانونية المنبثقة من المساواة الأصلية إذ (أنتم بنو آدم وآدم من تراب)، فجعله مكلفا وفي غالب الحالات التي تم فيها التفريق بين الحر والعبد في الأحكام كان التفريق لصالح العبد، كتخفيف عقوبة الزنا عليه من مائة جلدة إلى خمسين (فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب).
٢- ألغى حالة الاسترقاق الأبدي، وذلك بإلغاء مصادر الرق السابقة كلها:
أ- لا توجد في الاسلام أي كفارة أو عقوبة تحول شخصا حرا إلى عبد. بل العكس هو الموجود فالكفارات والعقوبات تكون عادة بإعتاق العبيد، لا استرقاق الأحرار.
ب- ابن الحر يكون حرا حتى لو كانت أمه أمة.
ج- تحريم خطف الناس وبيعهم عبيدا. في البخاري قال الرسول “ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة… ورجل باع حرا فأكل ثمنه..” (البخاري، كتاب البيوع، باب إثم من باع حرا).
د- تحريم الاسترقاق من الحرب. وهذه هي التعليمات التي أوصى الله بها المؤمنين عند قتالهم للكفار، يقول تعالى: (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها). وهذا يعني التالي: أن على المؤمنين قتال الكفار حتى ينتصروا عليهم، وبعد النصر فهناك طريقين للتعامل مع الأسرى: ١- إما المن، أي اطلاق سراحهم بلا مقابل. ٢- أو الفداء. والفداء هنا يتضمن إما مقايضتهم باسرى مسلمين أو طلب اموال منهم يشتروا حريتهم بها، فمن يملك مالا يشتري حريته بها، ومن لا يملك مالا عليه أن يعمل لدى المنتصر حتى يستطيع أن يجمع المال اللازم ليحرر نفسه، فلا وجود هنا لاسترقاق أبدي ونهائي.
هـ- أما بخصوص العبيد الموجودين في السابق فبالاضافة للحث على العتق وجعله كفارة لعديد من الذنوب والمعاصي. فقد قام الاسلام بتحسين بعض الأوضاع الشائعة في الجاهلية. ففي الجاهلية كان هناك عادة أن يقوم العبد بكتابة عقد مع سيده على أن يعتقه إن استطاع أن يجمع له مبلغا من المال، وكان للسيد هنا مطلق الحرية أن يجيبه أو يرفض. فنزلت الآية في سورة النور التي تعطي العبيد الحق في الزواج وأمرت الاسياد بتزويجهم، ثم أوجبت عليهم قبول المكاتبة إذا طلبها عبيدهم، بل أوجبت عليهم معاونتهم بالمال. قال الله (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم، والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم). وكذلك قام بتخصيص أحد مصارف الزكاة في تحرير العبيد، إذ أن مصارف الزكاة مذكورة في الآية التالية (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل…).
وبهذا يكون الإسلام ألغى “الاسترقاق الأبدي” وضيق مجالات الاسترقاق إلى حدوده القصوى أي إلى الاسترقاق المؤقت البديل عن قتل المهزوم في الحرب والذي يتمكن العبد من خلاله من تحرير نفسه. وحتى في حالة الاسترقاق المؤقت، كان للعبد شخصية قانونية وله حقوق وواجبات مثله مثل الحر، بل إن الله جعل المفاضلة بين البشر مرتبطة بالتقوى والايمان حيث قال في تفضيل الزواج من المؤمنين حتى لو كانوا عبيدا: (ولعبد مؤمن خير من مشرك).
٣- تحريم الظلم في التعامل مع الرق:
وهذا في نصوص كثيرة كالآية التي عطف الاحسان عليهم بالاحسان بالوالدين وذي القربى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا). وفي الحديث، قال الرسول : (إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم). ونهاهم عن تسميتهم عبيدا، إذ قال (لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل غلامي وجاريتي، وفتاي وفتاتي).
الحضارة الإسلامية والرق
لإن كان الإسلام وتجربة الرسول تعاطت مع الرق بطريقة مختلفة جذريا عن تعامل المدينة الرومانية والمدينة الأثينية معها وبشكل يتفوق عليها بشكل هائل، إلا أنا الحضارة الإسلامية لم تستكمل هذا البرنامج، بل على العكس تماما فقد أصبحت من أكثر أسواق العبيد والإماء (أسواق النخاسة) في العالم. وكان يجلب العبيد إلى بغداد ودمشق والقاهرة من أوروبا وافريقيا واواسط اسيا…
والسبب في هذه “الردة” إنما يعود إلى ما يمثله الرق من سد حاجة وسببا من أسباب التحرر من الحاجات والرفاهية في ذلك العصر مما يجعل نشوء سوق كبرى تعتاش على استغلاله والمتاجرة به أمرا أشبه ما يكون بالمتوقع والطبيعي. بالاضافة إلى أن الامبراطورية الاسلامية التي قامت بتحويل الجهاد من “تحرير الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد” إلى وسيلة للتمدد والتوسع ومد النفوذ، جعلت الاسترقاق الناتج عن الحروب واحدا من أهم مغريات تجنيد أبنائها لخوض الحروب عنها.
كيف انتهى الرق في العالم؟
الأسطورة الكبرى التي ترددها أوروبا وأمريكا عن نفسيهما أن الرق انتهى فيهما كنتيجة لارتقاء في معاييرها وانسانيتها وافكارها…إلخ، وهذا كله هراء. فالسببين الرئيسين لإعتاق العبيد هما التاليين: ١- اختراع الآلة. ٢- الرأسمالية.
فأنا الآن أعيش لوحدي في هذه الشقة، ولولا وجود ثلاجة تحفظ لي الطعام مبردا، وغسّالة تغسل لي ملابسي، ومكيفا يلطف علي أجوائي، وغيرها من الآلات المتنوعة، لما استطعت أن أجد وقتا أكون فيه حرا لأن أكتب هذا الكلام إلا باستقدام خدم أو عبيد يقومون بسد هذه الحاجات عني.
ولولا وجود شركات ومصانع في الخارج توفر لي الخضار والفاكهة واللحوم والأطعمة، واللباس والدواء وغيرها، لاستغرقت جل وقتي في تحضيرها لنفسي أو أن أكون متملكا لمجموعة من العبيد يمارسونها لي حتى أستطيع أن أكون حرا.
فالرأسمالية بحاجة إلى عمّال. وكانت دوما تقوم بتحصيل هؤلاء العمال إما عبر جعل الدولة تحتل أراض أخرى ثم تأتي الشركة لتحول عبيدهم وفقراءهم إلى عمال لديها تحت ظروف سيئة وقاهرة في ظاهرة تعرف الناس عليها فيما بعد تحت اسم (الامبريالية) أو الاستعمار، فكما أن تملك العبيد كان شرطا للحرية في العصر القديم، فكذلك استعمار البلدان الاخرى واحتلالها كان شرطا للحرية التي تمتع بها الأمريكان والأوروبيين.
ولو رأينا الحرب الأهلية الأمريكية كمثال، لوجدنا أن حالة “العبيد” بعد انتهاء الحرب لم يكن أفضل حالا من قبلهم – بل إن هناك من يجادل أنهم كانوا في حال أسوأ- فهم بعد الحرب انتقلوا من نظام العبودية إلى نظام الفصل العنصري، والذي لم يأبه به الشمال إلا بعد ثمانين سنة بعد أن اضطهد السود في حركة الحقوق المدنية. وهذا الانتقال من “العبودية” إلى “الفصل العنصري” لا يطرح سوي استنتاج واحد وهو أن المقصود بـ”التحرير” هو تحريرهم من ملكية أسيادهم ليصبح بالامكان استغلالهم في أسواق الرأسمالية كأيد عاملة.
وعندما نتحدث عن “العمال” ونقارنهم بالعبيد، فنحن لا نتحدث عن العمال في وضعهم الحالي. فقديما لم يكن هناك “تأمين طبي” ولا “ضمان اجتماعي” ولا “راتب تقاعد” بل كان آباء الرأسمالية الانجليزية يعرفون “أجر” العامل بأنه ما يكفيه لسد حاجته وجعله مستعدا للعمل. أي ما يسمى اليوم “العمل تحت ظروف وشروط سيئة”، الأمر الذي يعني تكلفة قليلة مقابل عمل كثير. وهذه الحالة الظالمة التي كان عليه العمال، هي التي دفعت كارل ماركس وغيره إلى تدشين الحركة الشيوعية المناهضة لهذا الاستغلال والظلم.
تحرير العبد من سيده، دون تزويده بأسباب العيش الكريم، لا يجعل منه حرا، بل عاملا جديدا في المصانع.
_____________________________________________________________________
)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))
==========================================================
https://www.facebook.com/pages/%D9%85%D8%AD%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D9%8A/111540822341145?ref=hl