ezitouni zakaria عضو مشارك
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 62 نقاط : 4451 تاريخ التسجيل : 14/02/2013 الموقع : www.hj-elanouar.com
| موضوع: امرأة بلا جمال.........................................بقلمي المتعالي الجمعة 15 مارس - 15:43:50 | |
|
تنفست بعمق لأستنشق عبير عطري المفضل و هو يحيط بي و يلاحق كل حركاتي، كنت ألعن في سري هذا العطل الذي أصاب سيارتي الصغيرة و الذي جعلني أقف هنا وسط هذا الحشد الغفير بحثا عن توصيلة، وقفت أمامي سيارة أجرة كبيرة من النوع الذي يحمل ست ركاب، حشرت جسدي في الركن، و بدأت أتأمل الناس من النافذة، كانت هناك، امرأة في منتصف الثلاثينات، جلبابها يشي بذوق تحت الصفر، له لون ترابي حائل و إيشارب أسود باهت يلف رأسها في عشوائية غريبة، كانت تشير لسيارة الأجرة و هي تجر قدميها جرا للحاق بها، ارتعبت عندما رأيتها تجلس بجانبي، أدرت وجهي إلى النافذة متأففة من رائحة العرق التي اجتاحت التاكسي كموجة تسو نامي، و أنا من النوع الذي تبدو أفكاره واضحة على ملامحه، لم أشعر إلا و أنا أمط شفتي السفلى في اشمئزاز فانكمشت على نفسها بجانبي في حرج، حانت مني التفاتة مقتضبة إلى وجهها الذي لم استطع أن أطيل النظر إليه، كانت لها وحمة ضخمة على خدها الأيسر، تحت العين مباشرة، وحمة سوداء قبيحة الشكل عليها شعر كثيف، بدا شكلها غريبا و مقرفا، حاولت ما أمكن أن لا أسمح لها بلمسي، كنت أحشر نفسي في الركن حشرا كأنها الطاعون ذاته، جاء الراكب الثالث ليجعلها تقترب مني أكثر لتسمح له بالجلوس، كانت تحمل في يدها كيسا بلاستيكيا شفافا به قطعة من الخبز المنزلي وبقلبها شيء لزج مصفر، تحركت العصارة الحمضية في جوفي قرفا عندما لا مس الكيس طرف ثوبي فدفعت الكيس بيدي في عنف و أنا أقول في تعال مهين "من فضلك أبعديه عني!!"
ضمت الكيس في صمت ورأسها مطأطأ بينما بدأت أندب حظي العاثر الذي جعلني أركب هذه السيارة المشؤومة و أحتك بهذه الأشكال، كانت كل حركاتي تفصح علنا عن اشمئزازي منها و من كيسها و من وحمتها و من شخصها كله. بدأت أسافر بخيالي بعيدا جدا، سفر بلا جواز جعلني أقتحم حياتها بلا استئذان، كانت يسراها التي تعتصر الكيس بادية لي، خاتم فضي كان يطوق بنصرها، ابتسمت بزاوية فمي ساخرة، أمثل هذه المخلوقة لها زوج؟ زوج يحضن و يقبل و يغازل ويدلل، حانت مني التفاتة أخرى إليها، كيف يطيق رجل تقبيل وجه كهذا الذي أراه؟ وجه تبتلعه تلك الوحمة البشعة، كانت شفاهها غليظة متشققة و أنفها مكورو حاجباها كثيفين، كانت باختصار امرأة بلا جمال. فرملة قوية جعلتنا نهتز في مقاعدنا و جعلتها تلتصق بي التصاقا ثم تبتعد و نظرة اعتذار في عينيها، ابتسمت و قالت بصوت غريب كأنه الفحيح "كنا ثنثطدم بالشاحنة" تطاير الرذاذ المقرف من بين شفتيها فوضعت يدي بيني و بينها كي أحمي وجهي من هذا السيل و أشحت بوجهي للجهة المعاكسة كي أضع نهاية لأي حديث كانت تنوي فتحه معي، كانت سيارة الأجرة تسير بسرعة كبيرة، تخترق كل القوانين في سلالسة تامة كأن لها قانونا خاصا بها وحدها، كدنا نصطدم بعشرات السيارات و كدنا ندوس عشرات الراجلين، كان السائق يخرج رأسه من النافذة ليطلق سيل الشتائم النابية ثم يعود ليدندن لحنا قرويا كأن شيئا لم يكن، تنفست الصعداء عندما اقتربت من محطة النزول، فتحت حقيبتي الجلدية الأنيقة و بدأت أقلب محتوياتها بحثا عن محفظة النقود، طالت عملية البحث بلا جدوى، أرتج علي و أحسست بقطرات من العرق تحتشد على جبيني، عدت أقلب في محتويات الحقيبة بعصبية، لا جدوى!! لا بد أنني نسيتها، نظرت إلى المرأة التي كانت ترمقني بنظراتها المزعجة، هذه المنحوسة أثارت أعصابي فعلا بنظراتها "ثأنزل هنا لو ثمحت" كان هذا صوتها بلذغته العجيبة التي تجعل الرذاذ يتطاير، نزلت و توجهت إلى السائق تنقده أجره، تحركت السيارة مبتعدة بينما التفتت أتابعها و هي تشير مبتسمة إلى رجل كان ينتظرها، رأيته يهرع إليها ليطبع قبلة على خدها الأيسر حيث تستقر الوحمة البشعة ثم يحيط كتفها بذراعه، ظللت أراقبهما حتى أضحت رؤيتهما مستحيلة بعد أن ابتعدت السيارة، تنحنحت في حرج ثم قلت للسائق "سيدي هل يمكنك انتظاري؟ سأحضر لك الأجرة من المكتب حالا" التفت إلى السائق و قال بصوته الغليظ "عن أي أجرة تتكلمين؟ لقد دفعت لك السيدة التي نزلت للتو!!"
|
|
|