الجيش الأحمر (بالروسية: Красная Армия)، اختصار جيش العمال والفلاحيين الأحمر (بالروسية: Рабоче-крестьянская Красная Армия)، هو الجيش الذي شيده البلاشفة بعد ثورة أكتوبر، لمقاومة حركات البيض المدعومين من قبل القواة الأجنبية (فرنسا، المملكة المتحدة، تشيكوسلوفاكيا، الولايات المتحدة واليابان). عبارة أحمر لها مغزى ثوري وتشير إلى الدم.
بعد سنة من نهاية الحرب العالمية الثانية، أي في 1946، غير اسمه ليصبح الجيش السوفييتي (بالروسية: Советская Армия) إلى أن إنهار الاتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991.
كان الجيش الاحمر يضم العديد من القبائل منها (القوقاز والجرمان...) ولم يكن للجيش ملابس عسكرية موحدة, وقد كان له دور كبير في الحرب العالمية الثانية حيث ظهرت بسالته في معركة ستالينجراد حيث كبد الالمان خسائر فادحة وتعتبر هذة الموقعة نقطت تحول في الحرب الألمانية-الروسية حيث كانت هذة أول هزيمة لألمانيا واخذ الجيش الأحمر في التقدم حتي وقعت برلين في يده وقد كان الألمان يخافون من الاستسلام لقوات الجيش الأحمر خوفا مما قد يفعلوا بة وقد انتقم الروس مما قد فعل بهم هتلر وقد آثر بعض قادة الألمان للاستسلام لقوات الحلفاء خوفا من الروس ومنهم هملر وجورنج.
ما بين الحربين
بعد نهاية الحرب الأهلية، كان الجيش الأحمر يتمتع بعدد كبير من الجنود. لكن كانت له مشكلة من حيث العتاد العسكري، وخصوصا العتاد العصري من دبابات وأسلحة نارية فعالة وجهاز طيران. انطلقت خطة لخمس سنوات، لصنع هذا العتاد العسكري سنة 1928 وتواصلت خلال السنتين المواليتين. أصبح الجيش الأحمر خلال هذه الفترة ممتازا في بعض الميادين، كاستعمال المضليين والمدرعات, بعض هذه الإنجازات اعتبرت الأفضل في تلك الفترة، كالطائرات المقاتلة آي-16 على سبيل المثال، أو المدرعات السريعة من نوع بي تي. لتدارك تأخرهم، استعمل السوفييت كل الطرق : اقتناء العتاد الأجنبي، التعاون مع الألمان، الجاسوسية،... والنتيجة كانت ناجحة، ففي وسط الثلاثينات كان الجيش الأحمر يعد في صفوفه مدرعات وطائرات أكثر من أي جيش آخر في العالم.
كانت تركيبة الجيش الأحمر المحدث خلال الحرب الأهلية تتمتع ببعض الخاصيات. شكوك البلاشفة نحو إطارات الجيش القيصري القديم جعلتهم يلغون عبارة ضابط وشارات الرتب، ليحولوها إلى قائد. أصبحت الرتب وظيفية بحتة. فنجد على سبيل المثال قائد قسم ما يقابله جنرال قسم. في 1924، ظهر نظام رتب موازي يعتمد على أربعة عشر قسم من الخدمات تمنح حسب الخبرة ومؤهلات الإطارات من كاي1 إلى كاي14. من بعد، في 22 سبتمبر 1935، عادت بعض التسميات التقليدية. خلال هذه الفترة، تركت التسميات المحدثة جانبا واعتمدت تسميات رتب هجينة بين الرتب التقليدية والعملية. في 7 ماي 1940، أدخلت من جديد رتب جنرال وأميرال. في بداية 1942، أستعملت هذه الألقاب في الهياكل التقنية والإدارية أيضا. لم تبقى سوى رتب المفوضين (كوميسار) والتي وقع إلغائها في أكتوبر من نفس السنة. أخيرا، وفي سنة 1943، أدخل لقب الضباط من جديد ووقع تحديث شارات الكتف وتحولت آخر الرتب العملية (المستعملة في الهياكل الطبية والبيطرية) إلى رتب تقليدية. منذ سنة 1943، لم تتطور الرتب العسكرية إلى القليل وبقي استخدامها ساريا في الجيش الروسي اليوم. مع ذلك يبقى استخدام الرتب العملية كقائد فريق مستعملا في إطار غير رسمي.
الخطر الياباني
حدثت تصعيدات بين الإتحاد السوفيتي واليابان بعد التدخل العسكري للأخير في منشوريا في بداية الثلاثينات. وقع السوفييت ومنغوليا معاهدة صداقة لمدة عشر سنوات تنص على التعاون في المجال العسكري في 12 مارس 1936. تحولت التصعيدات، بعد عدة حوادث على الحدود، إلى حرب معلنة في أوت وسبتمبر 1939 في خالخين غول (عرفت لدى اليابانيين تحت اسم حادث نومونهان) حيث كبد الجيش الأحمر تحت قيادة جوكوف الجيش الياباني هزمت ثقيلة ومخزية. وقع استعمال قواة المدرعات الحربية وسلاح مدفعية الأرياف لأول مرة خلال هذه المعركة، ووضعت خطة حربية خاصة تعتمد على التعاون المكثف بين وحدات المدرعات والمدفعية. خلال هذه المعركة وضعت خطط جديدة لاستغلال الطيران الحربي السوفيتي كقوات دعم للقوات الأرضية. الهزيمة التي تكبدها الجيش الإمبراطوري الياباني في منشوريا، قد تكون السبب الذي جعلها تتجنب مهاجمة الإتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية. بعد هذه الهزيمة، ركزت الإمبراطورية اليابانية على سلاحها البحري لاحتلال أراضي جنوب شرق آسيا ومخزونها الكبير من الطاقة الخام من النفط والمواد الأولية التي كانت تنقص اليابان. من ذلك انتقال عداوة اليابان نحو الولايات المتحدة عوض الإتحاد السوفيتي.
عمليات التطهير السياسي الكبرى
وقعت عمليات تطهير سياسي على نطاق واسع في الجيش الأحمر، تحت حكم ستالين في نهاية الثلاثينات، لاسيما خلال محاكمة موسكو.
بين جوان 1937 وجويلية 1938 وقع سجن أو إعدام :
3 مريشالات من أصل 5
13 جنرال عسكري من أصل 15
8 أميرالات من أصل 9
50 جنرال من هياكل الجيش من أصل 57
154 جنرال فرقة من أصل 186
16 مفوض سياسي عن الجيش من أصل 16
من 20000 إلى 30000 ضابط
يضاف إلى هؤلاء 11 مفوض مساعد للدفاع و 98 من أصل 108 عضو من الجهاز العسكري العالي. وقع أيضا اكتشاف مجموعة من 12 "جسوسا مناهض للثورة" في كورال الجيش الأحمر
يعتبر جل المؤرخين أن هذه العمليات التطهيرية أضعفت الجيش إلى حد كبير خصوصا أنه كان على مشارف الحرب العالمية الثانية. وجهة نظر أخرى تري أن وقع هذا التطهير لم يكن بالحدة المزعومة بما أن معظم الضباط المدانين كانوا يتبعون السلك السياسي لا العسكري البحت، وقد يذهب البعض إلى حد القول بأن التطهير أسس لتنظيم جديد أفضل من السابق («نحن نعتقد أن ستالين سيحطم الجيش الأحمر. العكس هو الأصح. البلشفية تستطيع الآن صرف نظرها تماما نحو العدو»، جوسيف غوبيلز، 1943). كان التخلص من أنصار المدرعات بزعامة ميخائيل توخاتشوفسكي أولوية، بينما نجى المدافعين عن الفرسان (بودياني، كليمونت فوروشيلوف، كوليك). وقع تفكيك الوحدات المدرعة الموجودة فعلا لتعود فقط قبيل الغزو. البحوث حول الأسلحة الجديدة كالرادار لم تكن مستقرة بسبب الاعتقالات، كذلك كانت أجهزة الاستخبارات العسكرية. في ربيع 1941، كان الماريشال كوليك، المقرب من ستالين، لا يزال يحارب المدافع المضادة للمدرعات، التي-34 والكاتيوشا ("أورغ ستالين") ويفضل المدفعية المجرورة بالخيل على القاذفات. أراد أن يعود إلى نوع المدافع المستخدمة خلال الحرب العالمية الأولى وأوقف ثم عذب وزير العتاد العسكري، بوريس فانيكوف، لأنه تجرء على مخالفته الرأي. المؤرخ الإسباني بارتولومي بيناسار يعتقد أن عدم استخدام المفوضين الروس للمدرعات استخداما كاملا سنة 1937 خلال حرب إسبانيا كان بسبب اعتبار هذا الاستخدام يعد مرتبطا بتوخاتشوفسكي، مما منع الجمهورية الإسبانية من استغلال هذا التقدم العسكري وأفقدها فرصتها الأخيرة في الانتصار على فرانكو.