متحف الإرميتاج في سان بطرسبرج ،روسيا يعد واحدا من أكبر المتاحف في العالم، مع 3 ملايين تحف فنية (لا تعرض مرة واحدة) واحد من أقدم المتاحف والمعارض الفنية والبشريه والتاريخ والثقافة في العالم. الفروع الدولية لمتحف الإرميتاج تقع في امستردام، لندن، ولاس فيغاس وفيرارا (إيطاليا). يحمل متحف الإرميتاج سجل غينيس لأكبر مجموعة من اللوحات في العالم.
النقاط القويه في متحف الإرميتاج جمع الفن الغربي وتشمل أعمال مايكل انجلو، ليوناردو دا فينشي، وروبنس، فان دايك، رمبرانت، بوسان،، جيوفاني انطونيو كانال، مونيه، رينوار، سيزان، فان جوخ، غوغان، بيكاسو، وماتيس. وهناك العديد من أكثر المجموعات، ولكن، بما في الامبراطوريه الروسيه الملابس الفخمه، ومجموعة متنوعة من مجوهرات فابرجيه Fabergé، وأكبر مجموعة من مجموعات الذهب القديمة من شرق أوروبا وغرب آسيا.
التاريخ
افتتح متحف الأرميتاج في فبراير/ شباط العام ,1852 وافتتحه القيصر الروسي نيقولا الأول بجوار قصره الشتوي على نهر نيفا في سانبطرس بورغ التي كانت عاصمة روسيا القيصرية قبل الثورة البلشفية العام ,1917 وأطلقت عليه الإمبراطورة كاترينا الثانية اسم ‘’أرميتاج’’ وهي كلمة فرنسية تعني الخلوة أو المكان المنعزل الذي كانت تقضي فيه الإمبراطورة معظم وقتها بمفردها أو مع وصيفاتها المقربات منها هربا من قواعد بروتوكول الحكم التي كانت تكرهها الإمبراطورة، ثم جاءت الثورة البلشفية الشيوعية العام 1917 لتسقط القيصر وتأمر بتحويل القصر الشتوي والمباني الأربعة الضخمة الملحقة به إلى متحف كبير أصبح هو المتحف العالمي الأرميتاج ويعود ازدهار متحف الإرميتاج إلى النصف الثاني من القرن الثامن عشر، عهد ازدهار الإمبراطورية الروسية، زمن القيصرة الشهيرة كاترين الثانية.في 1764 عن طريق شراء أكثر من 225 من اللوحات لوحة، يعود معظمها إلى المدرسة الفلاماندرية والهولندية. ن كان القياصرة يوفدون السفراء الروس في العواصم الاجنبية للحصول على أفضل المجموعات المعروضة للبيع. كانت الحكومة البريطانية في وضع يمكنها من شراء مجموعة خاصة من المكانه الدولية في اواخر القرن الثامن عشر، ولكن لم تعمل عليه. هذه المجموعة هي مجموعة السير روبرت والبول، لأن ذريته نظرت في طرح المجموعة للبيع في 1777. دعى النائب الراديكالي جون وايلكس، متحدثا إلى مجلس العموم، إلى ان يبني معرضا نبيلا واسعا في حديقة المتحف البريطاني لاستقبال هذا الكنز الذي لا يقدر بثمن". لم تكترث الحكومة بالنداء الذي وجهه وايلكس وبعد مرور 20 سنة كانت مجموعة السير روبرت والبول في مجملها قد اشترت من قبل كاترين العظمى؛ ووضعت في متحف الإرميتاج. عدة اعمال ليوناردو دا فينشي، فان ايك، ورافاييل تم شراؤها في إيطاليا. مجموعة الارميتاج من أعمال رمبرانت كانت تعتبر أكبر مجموعة في العالم.
التوسع في القرن العشرين
اعلن الإرميتاج الامبراطوري ملكا للدولة السوفياتيه بعد ثورة عام 1917. فضم الإرميتاج مجموعات المتاحف، التي كانت منتشرة في ضواحي بطرسبرج، والمجموعات الخاصة، التي جرى الاستيلاء عليها وتأميمها، فتضاعف مخزون المتحف. خلال العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين، في ظل حكم ستالين امرت الحكومة بيع أكثر من الفي تحف فنية، بما في ذلك بعض من أثمن مجموعات الارميتاج وشملت هذه التحف التي لا تقدر بثمن مثل رافاييل 'دا البا مادونا، تيتيان' فينوس.
الإرميتاج في القرن الحادي والعشرين
في السنوات الأخيرة، توسع الإرميتاج إلى المباني المجاورة لهيئة الاركان العامة، واطلق عدة مشاريع طموحة في الخارج، الفروع الدولية لمتحف الإرميتاج تقع في امستردام، لندن، ولاس فيغاس وفيرارا (إيطاليا)،اغلق متحف الارميتاج في لندن بشكل دائم في تشرين الثاني / نوفمبر 2007.
ميزات المتحف
يتميز متحف الأرميتاج على أكثر متاحف العالم كلها بضخامة مبانيه الخمسة وتصميم قاعاته وعدد المعروضات الكثيرة والهامة فيه والتي تعود إلى مشاهير الفن العالمي في روسيا وخارجها.بالايضافة إلى أن متحف الأرميتاج يعد من أهم المعالم السياحية في روسيا، وقد اهتم الاتحاد السوفييتي بالمتاحف والمكتبات العامة اهتماما كبيرا بحيث أصبحت روسيا أولى دول العالم فيهما، حيث يوجد فيها 2300 متحف تحتوي على نحو 80 مليون قطعة معروضة، ونحو 50 ألف مكتبة تحتوى على أكثر من مليار مطبوعة، ويعمل في متحف الأرميتاج وحده ألف وخمسمئة شخص منهم نحو 160 عالماً وخبيراً في الفنون والآثار القديمة يعملون في معهد خاص بالمتحف يسمى معهد الأرميتاج، ويتولون صيانة وترميم المعروضات والبحث عن معروضات جديدة ودراسة تاريخ جميع المعروضات لتقديم معلومات كافية للزائرين للمتحف، ويزور الأرميتاج سنويا نحو 5,3 مليون زائر، وتحتوي مبانيه على 350 قاعة عرض تعرض فيها نحو 15 ألف لوحة فنية و12 ألف تمثال، و600 ألف قطعة أثرية وأكثر من مليون قطعة من المسكوكات الأسلحة الميداليات القديمة، وعشرات الآلاف من أندر الأيقونات المسيحية القديمة، وللمتحف فروع خارج روسيا في لندن وأمستردام في هولندا، وافتتح الأرميتاج العام 2004 فرعا له في لاس فيجاس بالولايات المتحدة الأميركية، وقد اعترضت على هذه الخطوة متاحف عالمية منهم متحف متروبوليتان الأميركي في نيويورك لأن مدينة لاس فيجاس لا تليق بالمتاحف لانتشار صالات القمار والملاهي الليلية فيها، ولكن مدير المتروبوليتان فيليب دي مونتيبيللو عاد واقتنع بخطوة الأرميتاج وافتتح فرعاً لمتحفه أيضا في لاس فيجاس.
أهم موجودات المتحف
يضم الأرميتاج قاعات لعرض حضارات وحقب تاريخية مختلفة، فهناك قاعة الحضارات البدائية وحضارات العالم القديم، وقاعات لحضارات الشرق تضم الحضارات الفرعونية والبابلية والإسلامية والهندية والصينية وغيرها، وقاعات للفنون الأوروبية، وقاعات للحضارات اليونانية والرومانية، وقاعة كبيرة للفنون الروسية، وقاعة لتطور الأسلحة على مر التاريخ، وقاعات أخرى لقطع أثرية وأيقونات نادرة. ومن أشهر معروضات الأرميتاج لوحات الفنانين العظماء ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو، ولوحات الفنان الإيطالي تيتسيان ومنها لوحات ‘’القديس سباستيان’’ و’’توبة مريم المجدلية’’ و’’دانايا’’، وللفنان الإسباني مويليو لوحات مثل ‘’بطرس وبولس’’ و’’الصبي والكلب’’ و’’صعود العذراء’’، ولوحات أخرى لمشاهير الفنانين الهولنديين أمثال ‘’فان ديك’’ و’’روبينز شنيدرز’’ و’’شتين’’، وفنان عصر النهضة ‘’رمبرانت’’ الذي يقتني الأرميتاج 25 لوحة من لوحاته مثل ‘’عجوز يرتدى الأحمر’’ و’’الإنزال عن الصليب’’ و’’المحارب العجوز’’، ومن الفنانين الفرنسيين أمثال شاردين وبورشيه وفاتور ومينيار وبوسين وغيرهم، والكثير من لوحات الفنانين المعاصرين أمثال بيكاسو وفان جوخ وغيرهما، إلى جانب الآلاف من لوحات أشهر الفنانين الروس، كما توجد في القسم الإسلامي نسخ نادرة وقديمة من القرآن، وحوض كبير من الطراز الفارسي قطره 5,2 مترا أهداه الملك المغولي تيمورلنك بعد إسلامه لأحد المساجد.
إدارة المتحف
مدير متحف الأرميتاج حاليا هو المستعرب الروسي عالم المصريات ‘’الايجبتولوجي’’ البروفيسور ميخائيل بتروفسكي صاحب المؤلفات الشهيرة المترجمة للكثير من لغات العالم حول الحضارتين الفرعونية والإسلامية القديمة، ويتحدث بتروفسكي العربية بطلاقة وبلهجة مصرية عامية، وقد تولى إدارة المتحف منذ منتصف الثمانينات خلفا لأبيه العالم الروسي سيرجي بتروفسكي, ويعمل بالمتحف حوالي 1500 موظف.