عبدالرحيم موسان عضو ماسى
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1900 نقاط : 7918 تاريخ التسجيل : 07/10/2012 الموقع : Agadir-Temsia
| موضوع: نصيحة تارك الصلاة - هل حلقات العلم بعد العشاء تعتبر قيام ليل الثلاثاء 2 أبريل - 7:22:55 | |
|
نصيحة تارك الصلاة لي صديق تارك للصلاة، وقد قدمت له النصيحة ولم يستجب، بل قابل ذلك بالقطعية بيني وبينه، فما هو توجيهكم لي؟ قد أحسنت فيما فعلت، وأديت الواجب في النصيحة، والواجب أن يهجر، فإذا قطعك، فأنت تقطعه أيضاً؛ لأنه يستحق الهجر، وقد هجر النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة من الصحابة لما تأخروا عن غزوة تبوك بغير عذر فالذي يتأخر عن الصلاة ولا يصلي من باب أولى؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر، فالواجب هجره إذا لم يقبل النصيحة ورفع أمره إلى ولي الأمر إذا كان في بلاد تحكم الإسلام رفع أمره إلى ولي الأمر حتى يعاقب فيما يستحق، وحتى يستتاب فإن تاب وإلا وجب قتله إذا ترك الصلاة؛ لأن الله يقول سبحانه: فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ (5) سورة التوبة، فدل على أن الذي لا يؤد الصلاة لا يخل سبيله، بل يرفع أمره إلى ولي الأمر إلى المحكمة إلى الهيئة، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تنظر في أمره وأنت قد أديت ما عليك من نصيحته، وتوجيهه إلى الخير هل حلقات العلم بعد العشاء تعتبر قيام ليل؟ هل حلقات العلم بعد العشاء تعتبر قيام ليل؟ الحلقات للعلم بعد العشاء قربة وطاعة، ولكنها لا تغني عن قيام الليل، ولكنها أفضل من قيام الليل، طلب العلم أفضل من قيام الليل، كونه يطلب العلم ولو فاته قيام الليل أفضل له من قيام الليل مع بقائه في الجهل، حلقات العلم أمرها عظيم، وفوائدها كبيرة ، لا تعدلها بقية التطوعات، لكن إذا تيسر له الجمع بين الأمرين، يحضر حلقات العلم ، أو ما تيسر منها ، ويقوم من الليل ما تيسر ولو بثلاث ركعات ، أو خمس ركعات ، كان هذا أفضل جمعا بين المصلحتين؛ كفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وفعل الصحابة - رضي الله عنهم -. سماحة الشيخ ما السبيل إلى إعادة هذه الحلقات إلى بيوت الله؟ لا أعلم سبيل لهذا إلا التواصي بين العلماء المعاصرين أو الدولة تلزم بذلك إذا كانت دولة إسلامية، تلزم العلماء بأن يعيدوا هذه الحلقات في الأوقات المناسبة، بعد العشاء قد لا يناسب بالنسبة إلى كثير من الناس، لكن بين المغرب والعشاء ، بعد العصر ، بعد الفجر، بعد الظهر ، كلها أوقات مناسبة. فالحاصل أن العلماء ينبغي أن يتذاكروا في هذا الشيء، وينظروا في الأوقات المناسبة ، ويتناوبوا في ذلك حتى يعلموا الناس ما شرع الله لهم حتى يفقهوهم في دينهم في الأوقات المناسبة للمعلم والمتعلم، فالأوقات التي لا تناسب المعلم تشق عليه، والأوقات التي لا تناسب المتعلم كذلك تشق عليه ، ولكن يتواصون ويتشاورون في الأوقات المناسبة للجميع ، وإذا كان هناك إمام في الدولة ، أو أمير في البلد يلزمهم بذلك، ويأمرهم بذلك كان ذلك حقاً عليه، إذا لم يتيسر فعله إلا بإلزام ؛ لأن تفقيه الناس ، وتعليمهم ما أوجب الله عليهم أمر لازم، على ولاة الأمور أن يقوموا به بواسطة أهل العلم. سماحة الشيخ التجربة لها تأثير، نحن في الرياض نعيش هذه النعمة ولله الحمد، ويتوجها حضوركم باستمرار، كيف تصورون هذه التجربة للإخوة المسلمين حتى يستفيدوا منها؟ لا ريب أن حلقات العلم لا شأن عظيم، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يفعلها ، ويجلس لأصحابه يعلمهم ، ويذكرهم بين وقت وآخر ، ويتحلقون حوله ، ويجتمعون - رضي الله عنهم -، وهكذا الصحابة بعده كان يستعملون الحلقات للعلم والتعليم ، وهكذا العلماء إلى زماننا هذا، فالفائدة من الحلقات عظيمة، فطالب العلم يحضر ويستمع، والعامة يحضرون ويستمعون، وطالب العلم يحضر بكتابه الذي فيه الدرس حتى يستفيد وحتى يكتب بعض الفوائد، ولهذا فائدة عظيمة ، فإنه إذا استمع وكتب ما قد يفوته لولا الكتابة يكون هذا عملاً طيباً، وهكذا العامة يحضرون ويستفيدون ، ويسألون عما أشكل عليهم، كل هذا مما يحبه الله، وفي الحديث يقول - صلى الله عليه وسلم -: (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا؟). قالوا يا رسول الله! وما رياض الجنة؟ قال: (حلق الذكر). وفي الصحيحين أنه كان عليه الصلاة والسلام ذات يوم في المسجد وحوله أصحابه يذكرهم - عليه الصلاة والسلام- فدخل ثلاثة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم الناس وحوله الحلقة، فجاء أحدهم فدخل في الحلقة، والثاني جلس خلف الحلقة، والثالث خرج، فلما فرغ النبي من حديثه - عليه الصلاة والسلام -، قال: (ألا أنبئكم بشأن الثلاثة؟). قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (أما أحدهم فآوى فآواه الله، - وهو من دخل في الحلقة – وأما الثاني فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه). الذي استحي بقي خلف الحلقة ما زاحم ولا دخل في الحلقة، (وأما الثالث: فأعرض فأعرض الله عنه). هذا وعيد شديد، وفيه الحذر من الإعراض عن حلقات العلم ، وعن طلب العلم. وفي الصحيحين عن معاوية - رضي الله عنه - عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) وهذا حديث عظيم يدل على أن من علامات السعادة ، وأن الله أراد بالعبد خيراً أن يفقه في الدين، وأن يتبصر في الدين، كما يدل على أن من علامات الهلاك، وعدم الخير أن لا يتفقه في الدين ، وأن يعرض.... وفي صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة). فطالب العلم من أفضل القربات، ومن أهم المهمات، فنصيحتي لكل مسلم ولكل مسلمة الحرص على التفقه في الدين والتعلم، وعلى طلب العلم بكل وسيلة، ومن ذلك سماع هذا البرنامج نور على الدرب، سماعه من طلب العلم، ومن العناية بالعلم، وهو برنامج مفيد، يصل إليك وأنت على فراشك ، وفي مجلسك ، وفي سيارتك، فنصيحتي لكل مسلم ولكل مسلمة العناية بهذا البرنامج للاستفادة. وهكذا نصيحتي للجميع سؤال أهل العلم عما أشكل وعدم الحياء، بالبرقية ، بالهاتف ، بالمكاتبة ، بالمشافهة إذا كان طالب علم قريبه، فلا ينبغي لأحد أن يسكت على الجهل لا رجل ولا امرأة، فالواجب السؤال عما أشكل، قال الله سبحانه: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [(43) سورة النحل]. ويروى عنه - عليه الصلاة والسلام ¬– أن قال في قوم أفتوا بغير علم، قال: (ألا سألوا إن لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال؟!). فالنصيحة أكررها: الحرص على طلب العلم، والتفقه في الدين من طريق المكاتبة ، من طريق الهاتف – التلفون-، من طريق سماع هذا البرنامج في كل مكان، من طريق حضور حلقات العلم في المساجد ، إلى غير ذلك. بودي أن أسأل عن التوسع في عدد حلقات طلب العلم في المساجد سماحة الشيخ في القرى في المدن الصغيرة وفي المدن الكبيرة أيضاً؟ ج/ ينبغي إذا تيسر العلماء ينبغي التوسع فيها ، ولو كان في كل مسجد، لأن كل مسجد جماعته في حاجة إلى التعلم والفائدة، فإذا وجد في البلد علماء ، فالمشروع لهم أن يعلموا الناس من طريق الحلقات، ومن طريق الدروس بعد العصر ، أو بعد المغرب أو بعد العشاء، حتى يستفيدوا ، وكلاً على حسب طاقته، الذي يستطيع الحلقة يقيم الحلقة ، والذي لا يستطيعها ولو بالدرس بعد صلاة العصر أو غيرها ولو درساً مختصراً فإنه مع الدوام ينفع الله به ولو قليلاً، والذي لا يستطيع يتوسط في حق من يستطيع ، ويشير عليه ، وينصحه أن يقوم بهذا الدرس ، أو بهذه الحلقة، إذا كان أهلاً لذلك، عنده علم من الكتاب والسنة ما يؤهله لذلك، وإذا كان في البلد عالمان صار كل واحد في ناحية من البلد، وإذا كانوا ثلاثة هكذا أو أربعة أو أكثر كل إنسان يكون في حي من الأحياء في مسجد واسع حتى يعلم الناس وحتى يفقه الناس. الواقع هذا الموضوع يحتاج إلى مزيد من الطرح ومزيد من العناية ولاسيما وأن الناس سماحة الشيخ يشكون أحياناً كيف أوقات فراغهم. لا شك أن هذا موضوع جدير بالعناية من الدولة ومن العلماء ومن الناس، على الدولة أن تقوم بذلك وأن تؤكد على العلماء أن يقوموا بهذا ولو بالإلزام، ولو بفرض مرتبات، لمن ليس له راتب يقوم بهذا، ويحتاج إلى راتب، حتى يقوم بهذه المهمة في القرى والأمصار، وعلى العلماء فيما بينهم أن يقوموا بهذا الواجب حسب طاقتهم، فاتقوا الله ما استطعتم، في الأوقات التي يستطيعونها، ولو في وقت قصير، فإن التكرار ينفع الله به، ولو كانت المدة غير طويلة في الوقت المناسب بعد العصر أو بعد المغرب أو بعد العشاء أو بعد الفجر، فإن الجلسة ولو كانت غير طويلة للتعليم والتوجيه ينفع الله بها الناس، عملاً بقوله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم |
|