يتصور البعض أن نوح النبي ( عليه السلام ) عاش 950 عاماً فقط و ذلك لقول الله عزَّ و جلّ : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } ( سورة العنكبوت : 14 ) ، لكن الصحيح أن الأعوام الـ ( 950 ) التي أشار اليها القرآن الكريم هي الفترة التي عاشها نوح ( عليه السلام ) بين قومه و هو يدعوهم الى عبادة الله جل جلاله ، و بأدنى تدبّر في الآية الكريمة يظهر أن المراد من مدة لبثه في قومه هي فترة ما بعد رسالته حتى حدوث الطوفان .
ثم إن مجموع ما عَمَّرهُ النبيُ نوحٍ ( عليه السلام ) بحسب ما وَرد في روايات أهل البيت ( عليهم السلام ) هو 2300 سنة ، فقد رُوِيَ عن الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قَالَ : " عَاشَ نُوحٌ ( عليه السلام ) أَلْفَيْ سَنَةٍ وَ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ ، مِنْهَا ثَمَانُمِائَةٍ وَ خَمْسِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ ، وَ أَلْفُ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً وَ هُوَ فِي قَوْمِهِ يَدْعُوهُمْ ، وَ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ بَعْدَ مَا نَزَلَ مِنَ السَّفِينَةِ وَ نَضَبَ الْمَاءُ ، فَمَصَّرَ الْأَمْصَارَ وَ أَسْكَنَ وُلْدَهُ الْبُلْدَانَ ، ثُمَّ إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ جَاءَهُ وَ هُوَ فِي الشَّمْسِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ فَرَدَّ عَلَيْهِ نُوحٌ ( عليه السلام ) .
قَالَ : مَا جَاءَ بِكَ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ؟
قَالَ : جِئْتُكَ لِأَقْبِضَ رُوحَكَ .
قَالَ : دَعْنِي أَدْخُلْ مِنَ الشَّمْسِ إِلَى الظِّلِّ .
فَقَالَ لَهُ : نَعَمْ .
فَتَحَوَّلَ ثُمَّ قَالَ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ كُلُّ مَا مَرَّ بِي مِنَ الدُّنْيَا مِثْلُ تَحْوِيلِي مِنَ الشَّمْسِ إِلَى الظِّلِّ فَامْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ ، فَقَبَضَ رُوحَهُ ( عليه السلام ) .