تعالى رنين الهاتف في ذلك المنزل
نهض الأب مفجوعا وهو ينظر للساعة
آآآآآآه انها الثانية بعد منتصف الليل
يااارب سترك وش صار؟
ألوه نعم من المتحدث؟
ماذا قسم الشرطة؟
عسى خير وش صاير؟
نهضت الأم على صوت الهاتف:قلي وش صاير يابوناصر؟
اسكتي هالحين ياأم ناصر خليني أسمع الرجال وش يقول؟
أشرفكم هالحزه؟..
أكيد أنتو غلطانييين..
وش تقول؟
أقلك أنت غلطااان ...بنتي مها نايمه في غرفتها وش الي جايبه عندكم؟
صاحت الأم تولول ايش فيها مها يابو ناصر؟
أقلك اسكتي ياحرمه لاتفضحينا هذا واحد غلطان يقول ان مها عندهم في قسم الشرطة
طييب طيب خلاص أقفل أبو ناصر الخط..
ونهضت الأم مسرعة نحو حجرة مها..
وصرخت:الحق علي يا أبو ناصر البنت مو في غرفتها؟
وش تقولي يامرة انت انهبلت..ممكن تكون بالحمام شوفيها؟
الهاتف يرن مرة أخرى
صوت الشرطي:ياخوي هذا مو بيت أبوناصر؟,,أقلك بنتك مها عندنا تعال عشان تعرف القصة..
خرج أبو ناصر مسرعا وزوجته تركض وراه ياارب سترك لتكون البنت سوت حادث وهي طالعة مع صديقاتها
وش تقولي ليش هي كانت برا البيت
لا والله يابو ناصر البنت كانت نايمة،،بس يمكن صديقاتها أتصلوا عليها وحنا ناايمين
فما حبت تصحينا..وأنت أصلا دايم تعطيها الاذن داايم وماتمنعها؟
الله يستر
خرج الأب مسرعا في سيارته وترك زوجته وهي تبكي قلقا وخوفا على بنتها مها
وصل الأب لمركز الشرطة ..ودخل مسرعا...واتجه نحو غرفة ضابط الشرطة والعرق يتصبب من جبينه ...قلي وش الي صاير تكفى ؟
رد عليه الضابط:ارتح قليلا ياعم واشرب وناوله كوب ماء..
أنا مابي شيء أبي أعرف بنتي عندكم وش تسوي؟
صمت الضابط قليلا ثم قال: تم القبض عل ابنتك وهي برفقة شاب!
صرخ أبو ناصر:أكيد مو بنتي ...بنتي بنت أصول ومتربية وتخاف ربها و...
أشار الضابط بيده للشرطي الواقف:روح واحضر البنت
مرت دقائق وكأنها دهر
وثم..
دخل
الشرطي ومعه فتاة تبلغ من العمر الثامنة عشر..تضع غطاء شفافا..على وجهها
وعيناها مكشوفتان..وعباءة مفتوحة ولباسا فاضحا قصيرا..وعطرا صارخا قد ملأ
رائحة الغرفة..
صرخ الأب:أيتها الساااافلة ..ثم هجم عليها..أمسك به الضابط وهو يوسعها ركلا وصفعا
وشتما..ودموووع ذلك الأب المسكين تملأ وجهه وهو يردد:ياليتها صار لها حادث وماتت
موته أشرف لها..
اهدأ ياعم واسمع مني..
وش تبيني اسمع ؟
والله ياولدي لها خمس خوات كلهم مزوجات وما وحده منهن سمعت لها حس..
واخوانها ناصر وفهد وش بيكون موقفهم؟..لو عرفوا أن أختهم...
آآآآآآآآآآآآآآآآه يالقهر..ما فكرت فينا ؟..لو ماهمك نفسك كان فكرت في سمعتنا وسمعت اخوانك...ثم انخرط الرجل المسكين في البكاء..
قل له الضابط:اسمع مني يابو ناصر أنا راح أستعدي الشيخ ويكتب كتابها على الشاب
ونلم القصة...والله انك كسرت خاطري ياعم..
ثم قال للحارس:روح جيب الشاب..
دخل شاب طويل ...مسدل الشعر وراح الدخان تفوح من ثيابه..
صرخ بو ناصر:آه ياالسافل ياالنذل..أنت ماعندك خوات تخاف عليهم والله لأشرب من دمك..
رد الشاب بكل تبجح:والله بنتك هي الي طلعت معاي..وعلى قولهم المال السايب يعلم السرقة..
كانت
البنت تبكي وتنشج ..تطلع فيها أبوها بنظرة كلها احتقار:سمعت تستاهلين أكثر
من كذا؟مو هذا الي خنت أهلك وحطيت رووسهم في الطين عشانه..؟
خلاص خلاص قال الضابط ذلك واتجه نحو الشاب ..وهو يشير لسماعة الهاتف:أتصل على بوك الحين وقله يجي؟..
قال
الشاب:مو قلت لكم انه مسافر؟..أجابه الضابط:طيب أتصل على أي حد من أهلك
قبل مايجي الشيخ ..عشان نعقد قرانك على البنت ونلم السالفة..وماتصير
فضيحة..
صرخ الشااب:وش قلت؟..أتزوج هي البنت!ليش
أنا أنهبلت..عشان أحط نفسي في ها المصيبة؟..هاذي ماتستاهل تكون
حرمة..ولاأم عيال ..أصلا كيف بتربي عيالها..وهي أصلا مو عارفه تربي
نفسهأ..والله السجن والفضيحه عندي أحسن مليووووون مرة..
انتحبت الفتاة وقالت بصوت مبحوح:يعني أنت ماتحبني؟..موأنت كنت تقول لي كذا وكذا
وبدأت تعدد كلامه..
أجابها:ها الكلام ينعاد نفسه لعشرين بنت مثلك في اليوم واليله وأنت شوفي كم واحد تقولي له نفس الكلام؟
صرخت بس أنا ماعمري كلمته غيرك وانت تعرف ولا خرجت مع غيرك..
ضحك بصوت عال متبجح وقال :صدقت أنا؟ وحتى لوكنت صادقة..فأنت مجرد حثااالة..
ولو فكرت بالزواج ماراح أفكر أتزوج حتى من القبيلة الاأنت منها..
لأني أبغى راعية بيت عفيفة..
أعدني أيها الضابط الى السجن..وأنسى تماما ها الموضوع..
طأطأ
الأب رأسه وهو يداري دموعه وفضيحته بسبب فتاة ..لم يكن ذنبه الاأنه رباها
وأعطاها ثقته فخانت الثقة..بسبب فتاة نسيت أن الله هو الرقيب..بسبب مها
التي تحمل اسمه واسم عائلة كريمة واخوة رجااال لا يشق لهم غبااار
فأي عار جلبته مها..وأي عار تجلبه فتاة تستجيب لمعاكساة الهاتف