ﻗﺼّﺔ ﻣﻐﺮبي:
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﻔﻞ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ، ﻓﻲ
ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ ﻧﺎﺋﻴﺔ ﺍﺳﻤﻪ "ﺃﺷﺮﻑ" ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ
... ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﺸﺎﻛﺲ ﻭﺩﺍﺋﻤﺎ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻣﺘﺴﺨﺔ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺎﺕ ﻳﺤﺒﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻋﻼﻣﺎﺗﻪ
ﻣﺘﺪﻧﻲ ﺟﺪﺍ ﺟﺪﺍ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻠﻤﺘﻪ "ﺇﻟﻬﺎﻡ" ﺗﺼﺮﺥ
ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ "ﻏﺎﺩﻱ ﺗﺠﻴﺐ ﻟﻴﺎ ﺟﻠﻄﺔ ﻳﺎ ﺃﺷﺮﻑ
ﺃﻧﺖ ﺭﺍﻙ ﻏﺎﺩﻱ ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ " ، ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺣﻀﺮﺕ
ﺃﻣﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ ﻋﻨﻪ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ
ﺇﻟﻬﺎﻡ ﺃﻥ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻴﺌﻮﺱ ﻣﻨﻬﺎ ، ...ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻡ ﻟﻢ
ﺗﺴﺘﻤﻊ ﻟﻬﺎ ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻭﺗﻐﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺧﺮﻯ . . .
ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻡ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺇﻟﻬﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻗﺮﺭ
ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﻠﺐ ﻣﻔﺘﻮﺡ
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺃﺟﺮﻳﺖ ﻟﻬﺎ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ، ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻜﻠﻠﺖ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺡ . . .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻓﺎﻗﺖ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻃﺒﻴﺒﺎ ﻭﺳﻴﻤﺎ
ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻟﻬﺎ ﻭﻷﻧﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﺮﻩ ﺑﻴﺪﻫﺎ . . . ﺃﻭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪﻩ . . . ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺭﻛﺰ ﺃﻛﺜﺮ
ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺇﻟﻬﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬ ﻳﻜﺘﺴﻲ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺯﺭﻕ
ﺍﻟﺪﺍﻛﻦ . . . ﻭﺇﻟﻬﺎﻡ ﺗﺆﺷﺮ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﻭﺷﻔﺘﺎﻫﺎ ﺗﺤﺎﻭﻻﻥ
ﺍﻟﻨﻄﻖ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ . . .
ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻳﺤﺎﻭﻝ
ﺟﺎﻫﺪﺍ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﺇﻟﻬﺎﻡ . . . ﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ
ﺟﺪﻭﻯ . . . ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . . . ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ
ﻭﻗﻒ ﻣﺼﺪﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻟﻢ
ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺼﻞ . . . ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﺇﺫﺍ ﺑـ "ﺃﺷﺮﻑ" ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻔﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ
ﻓﺼﻞ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻋﻦ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻧﻌﺎﺵ ! . . .
ﺑﻼﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮ ﻟﻴﺎ ﻓﻜﺮﺗﻮﺍ ﺃن ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﻮ ''ﺃﺷﺮﻑ"
ﺭﺍﻩ ﻗﻠﻨﺎ ﻗﺼﺔ ﻣﻐﺮﺑﻲ