اعتقد العلماء في أواسط الثلاثينات من القرن العشرين أن فهمنا للوحدات الأساسية التي تتكون منها المادة قد اقترب من الكمال ، فقبل عقود من ذلك التاريخ اكتشف روذرفورد نواة الذرة وبين أنها صغيرة الحجم ولكن معظم كتلة الذرة تتركز فيها . أما نظرية الكم فقد فسرت الأطياف الذرية وحددت بصورة واضحة كيف تتوزع الالكترونات في مداراتها حول الذرات المختلفة .
اكتشف العلماء النيوترون أيضاً وساعدهم هذا في تفسير وجود النظائر النووية وتحللها طبيعياً أو صناعياً . إذن بدا وكأن الالكترونات والبروتونات والنيوترونات هي الدقائق التي تبنى منها المادة .وظل اعتقاد العلماء ان المادة هي عبارة عن تجمع لعدد هائل من الذرات والجزيئات الصلبة تكون في مجموعها كل شيء في هذا الكون .الاانه بقيت بعض التساؤلات تشكل لغزاً محيراً للعلماء ومنها على سبيل المثال :
ما الذي يجعل البروتونات والنيوترونات تقيم مع بعضها في حيز صغير مثل النواة ؟ ما هي القوى التي تتدخل وتؤدي إلى تحلل الكثير من الأنوية إشعاعياً والتي ينتج عنها إشعاعات ألفا وبيتا وجاما ؟.
في المدى القصير, الفيزيائيين الذين قاموا بدراسة مستوى الكم لاحظوا أشياء غريبة عن هذا العالم. أولا ً, الجزيئات الموجودة في هذا المستوى تأخذ أشكالاً مختلفة بشكل اعتباطى. على سبيل المثال, العلماء لاحظوا أن الفوتونات (رزم صغيرة من الضوء) تتصرف كجسيمات وكأمواج! حتى الفوتون المفرد يقوم بهذا التناوب في الحالة. تخيل أنك ظاهر وتتصرف كإنسان صلب حينما ينظر إليك صديق, لكن حينما يلتفت إليك ثانية ً تكون تحولت إلى غاز! .
الفيزيائى ورنر هايزنبرج اقترح أنه بمجرد ملاحظة المادة الكمية, فنحن نؤثر في سلوكها. وبالتالى, فنحن لايمكن أن نتأكد تماماً من طبيعة الشئ الكمى ولا صفاته المميزة, مثل السرعة والموقع.
هذه الفكرة تم دعمها بتفسير كوبنهاجن لميكانيكا الكم. هذا التفسير طرحه الفيزيائى الدنماركى نيلز بور, أن الجسيمات الكمية لا تتواجد على حالة واحدة معينة أو على حالة أخرى, لكن في كل هذه الحالات المحتملة في نفس الوقت. إجمالى مجموع الحالات للشئ الكمى يسمى بدالة الموجة wave function. وحالة الشئ الموجود في كل حالاته الممكنة في نفس الوقت, تسمى بالوضع الفائق superposition. طبقا لبور, حينما نقوم بملاحظة شئ كمى, فنحن نؤثر في سلوكه. الملاحظة تقوم بكسر حالة الوضع الفائق للشئ وتجبره على اختيار حالة واحدة من دالة الموجه الخاصة به. تفسر هذه النظرية لماذا يحصل الفيزيائيين على قياسات متضاربة من نفس الشئ الكمى: فالشئ الكمى يختار حالات مختلفة أثناء عمليات القياس المتتالية. تم قبول تفسير بور على نطاق واسع, واحتفظ بقبول غالبية مجتمع علماء الكم. ولكن بعد حين, أخذت نظرية العوالم المتعددة لإيفريت بعض الإهتمام الجدى .