ﻛﻨﺖ ﻋﺎﺋﺪﺍً ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ،
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﺟﻮﺍﺯ ﺳﻔﺮﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ
ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﺭﻙ ﻓﻔﺘﺤﺘﻪ ﻭﻗﺮﺃﺕ :
... ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ : ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ / ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ : ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ،
- ﻓﻘﺎﻟﺖ " :ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ؟."
- ﻓﻘﻠﺖ " :ﺑﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ.. ﻭﻧﺮﺟﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ
ﻳﺒﻘﻰ ﻛﺬﻟﻚ."
- ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ؟
- ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ.
- ﻣﺘﻰ ﺯﺭﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺓ ؟
- ﻣﻨﺬ ﺷﻬﻮﺭ ﻓﻘﻂ.
ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻭﺳﺄﻟﺘﻨﻲ " :ﺃﻳﻬﻤﺎ
ﺗﺤﺐ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺃﻡ ﺗﺮﻛﻴﺎ" ؟
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ " :ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻋﻨﺪﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ
ﻛﺎﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺔ...
ﻓﺎﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﺧﺘﺎﺭﻫﺎ، ﺃﺭﻏﺐ ﺑﺠﻤﺎﻟﻬﺎ، ﺃﺣﺒﻬﺎ،
ﺃﻋﺸﻘﻬﺎ، ﺗﺨﺪﻣﻨﻲ،... ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﻴﻨﻲ
ﺃﻣﻲ...
ﺍﻷﻡ ﻻ ﺃﺧﺘﺎﺭﻫﺎ... ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻠﻜﻬﺎ،
ﺃﺧﺪﻣﻬﺎ، ﻻ ﺃﺭﺗﺎﺡ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻬﺎ، ﻭﻻ ﺃﺑﻜﻲ ﺇﻻ
ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ، ﻭﺃﺭﺟﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻻ ﺃﻣﻮﺕ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ
ﺗﺮﺍﺏ ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ."
ﻓﺄﻏﻠﻘﺖ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ
ﻭﻗﺎﻟﺖ " :ﻧﺴﻤﻊ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﺤﺒﻬﺎ ؟."
ﻗﻠﺖ " :ﺗﻘﺼﺪﻳﻦ ﺃﻣﻲ ؟."
ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ " :ﻟﺘﻜﻦ ﺃﻣﻚ."...
ﻓﻘﻠﺖ " :ﻗﺪ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺃﻣﻲ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻭﻻ ﺃﺟﺮﺓ
ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ، ﻟﻜﻦ ﺣﻨﺎﻥ ﺃﺣﻀﺎﻧﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻀﻤﻨﻲ
ﻭﻟﻬﻔﺔ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺃﻛﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺗﺸﻔﻴﻨﻲ."
ﻗﺎﻟﺖ " :ﺻﻒ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ."
ﻓﻘﻠﺖ " :ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﺸﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ، ﻟﻜﻨﻚ
ﺗﺮﺗﺎﺡ ﺍﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ... ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ
ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ، ﻟﻜﻨﻚ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﺕ
ﺇﻟﻴﻬﺎ... ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﺑﺴﻴﻄﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎﻫﺎ
ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ... ﻻ ﺗﺘﺰﻳﻦ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ،
ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﺳﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﺗﻄﻌﻢ
ﺑﻪ ﻛﻞ ﺟﺎﺋﻊ