بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كيف نفوز في رمضان
من أعظم ما يحرص عليه العقلاء، إذا دخل عليهم شهر رمضان، أن لا يغادرهم إلا بذنب مغفور، وعيبٍ مستور، وتجارة مع الله لن تبور، وهذا هو الفوز العظيم، الذي يسعى العاقل أن يظفر به في موسم الخير هذا.
ولكن كيف نظفر بالفوز، ونفرح بالفوز، ويُعظِّم الله لنا الفوز في هذا الشهر الكريم؟
الجواب عن ذلك في قول الله - تعالى -: ﴿ وَمَن يُطع الله ورسولَه فقد فاز فوزاً عظيما ﴾.
وإنَّ المتأمل في أحوال العقلاء من الصائمين يجد أنَّهم حققوا الشروط التي بها ينالون الفوز؛ ومنها:
- أداء الصوم كما أراد الله - تعالى - منهم، وكما عَلَّمَهُم رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم -، يتقدمون به إلى ربِّهم خالٍ من المعاصي والآثام، نقياً من كلِّ ما يُخل بعبادةِ الصيام، حتى أصبحوا أهلاً للفوز بجائزة الصيام الكبرى؛ وهي: الفرحة إذا لقوا ربَّهم بمضاعفة الأجور مضاعفةً لا يعلم قدرها إلا من تكفل للصائمين بالجنَّة، كما جاء في الحديث القدسي:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له يضاعف، الحسنةُ بعشرِ أمثالها، إلى سبع مئة ضعف. قال الله - تعالى -: إلا الصوم فإنَّه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربِّه).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه).
وقيام الليل بالصلاة وقراءة القرءان، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه).
- وكذا قيام ليلة القدر، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه).
- والمداومة على قراءة القرءان: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ منعتُه الطعامَ والشهواتِ بالنَّهار، فشفعني فيه، ويقول القرءان: منعتُه النَّومَ بالليل، فشفعني فيه! قال فيُشفعان).
- وكفَّ اللسان عن الخوض في الباطل وفضول الكلام، والإعراض عن الجاهلين، قال - صلى الله عليه وسلم -: (الصومُ جُنَّة - الجُنَّة: الوقاية من الذنوب في الدنيا، والوقاية من عذاب النَّار في الآخرة -، فإذا كان يوم صومِ أحدِكم فلا يرفث الرفَث: الكلام القبيح الفاحش -، ولا يسخب (السخب: الصياح)، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله؛ فليقل: إنِّي صائم).