A.Lakdib المدير العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 2398 نقاط : 10959 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
| موضوع: الاسكندر الأكبر الإثنين 9 سبتمبر - 0:47:48 | |
| الاسكندر الأكبر .................. هو أشهر الغزاة في العصور القديمة ، ولد في مدينة بيلا بمقدونيا ، وكان أبوه هو "فيليب الثاني" ملك مقدونيا ، وقد كان "فيليب الثاني" بعيد النظر فاستطاع أن يوسع حدود مملكته وأن يدعم جيشه ويجعله قوة ضاربة من الطراز الأول استخدمها في غزو الدول الواقعة شمال اليونان ، تمكن بعدها من إقامة اتحاد من الدويلات اليونانية بزعامته ، وبدأ في غزو الامبراطورية الفارسية عام 336 ق.م ولكنه اغتيل وهو في السادسة والأربعين من عمره في وقت كان فيه الإسكندر ابنا لعشرين عاما. خلف الإسكندر المقدوني اباه على العرش دون عقبات تذكر حيث ان أبيه أعد له كل شيء حيث أنه لم يغفل تثقيف ابنه عقليا فاتى له بواحد من أعظم الأساتذة وهو الفيلسوف "أرسطو" الذي كان واحد من أكبر مفكري العصور القديمة ، علاوة على ذلك كان الإسكندر على درجة عالية من الكفاءة العسكرية والقتالية. كانت وفاة الملك "فيليب" فرصة لليونان والدويلات المجاورة كي تتخلص من السيطرة المقدونية ، لكن الإسكندر لم يمكنهم من ذلك فمكن لجيوشه السيطرة في هذه البلاد ، بعدها تهيأ لغزو امبراطورية فارس التي كانت تحكم من البحر الأبيض المتوسط إلى الهند ، وقد كانت هذه الامبراطورية الأقوى و الأكبر و الأغنى على وجه الأرض. بدا الاسكندر زحفه لغزو امبراطورية فارس عام 334 ق.م في 34 ألف جندي لم تكن كامل قوة جيوشه وفي نفس الوقت فهي قوة صغيرة للغاية إذا ماقورنت بالجيوش الفارسية العظيمة لكن من الغريب أن الاسكندر مع هذا العدد القليل تغلبوا في كل معاركهم العسكرية ضد الفرس. ويعزو نجاح الاسكندر الأكبر إلى ثلاثة أسباب: أولا : أن الجيش الذي تركه والده كان على درجة عالية من الكفاءة القتالية ثانيا : الاسكندر نفسه كان أعظم العبقريات الحربية الفذة في كل العصور ثالثا : شجاعته النادرة فقد كان يتولى قيادة المعركة في المراحل الأولى ولكنه بعد ذلك يتقدم قواته عند القتال مما أدى لإصابته بجراح كثيرة وهو سلوك وإن كان ينطوي على مخاطرة كبيرة ومباشرة فإنه أدى إلى أن جنوده وضباطه رأوا فيه عظمة وتواضعا ومثلا أعلى ولذلك كان لسلوك الإسكندر هذا عميق الأثر في نفوس قواته جميعا. بدأ الاسكندر معاركه بأن دخل آسيا الضغرى (تركيا الآن) وهزم القوات الفارسية التي اعترضته ثم اتجه إلى سوريا ثم توجه جنوبا وحاصر مدينة صور (لبنان حاليا) لمدة سبعة أشهر وأثناء ذلك تلقى رسالة من امبراطور فارس يعرض عليه السلام مقابل أن يترك له نصف الامبراطورية الفارسية. ظن قائده "بارمينو" أن هذا العرض جيد فقال له : "لو كنت الاسكندر لقبلت ذلك" فكان رد الاسكندر : "لو كنت بارمينو لقبلت ذلك أيضا" . استمر بعدها الاسكندر في الحصار ولم يقبل العرض مفضلا المعارك الباهرة والانتصارات الساحقة فاتجهت قواته إلى غزة التي سقطت بعد شهرين ، بعدها استسلمت مصر بدون قتال توجه بعدها المصريون فرعونا على مصر وأقاموه إلها وهو في الرابعة والعشرين من العمر. بعد استراحته مع قواته في مصر لبعض الوقت توجه شرقا إلى آسيا وفي معركة أربل حاصر قوات فارسية ضخمة وانتصر عليها عام 331 ق.م. وبعد هذا الانتصار اتجه إلى بابل و إلى مدينتي سوس و برسيوليس ، وفي أثناء ذلك اغتال القادة الفرس ملكهم "واريوس الثالث" حتى لايستسلم للاسكندر ورغم ذلك سحق الاسكندر القوات الفارسية وأعدم الملك الجديد ، وبعد ثلاث سنوات استولى على إيران كلها واتجه إلى آسيا الوسطى. لم يهدأ الاسكندر فمضى إلى أفغانستان وزحف إلى جبال كوش ثم الهند فانتصر في عدد من المعارك غرب الهند وصمم على الاتجاه شرقي الهند لكن قواته التي أنهكها التعب رفضت أن تمضي إلى أبعد من ذلك فعاد بها الاسكندر إلى فارس فأمضى فيها مايقرب من عام لترتيب الوضع الداخلي وتنظيم امبراطوريته. تربى الاسكندر على أن الحضارة الإغريقية هي الحضارة الوحيدة في العالم و أن عدا الإغريق شعوب همجية وقد تعلم ذلك من أستاذه "أرسطو" ، لكن الاسكندر بعدما هزم الفرس اقتنع بأنهم ليسوا شعوبا همجية متخلفة ، فالمواطن الفارسي ذكي ويستحق الاحترام كأي مواطن إغريقي ، فكر الاسكندر في ربط حضارتي فارس والاغريق وأن يخلق منهما مزيجا ويكون هو على رأسه ، فكان في نيته أن يسوي بين الإغريق والفرس في الحقوق والواجبات فطعم جيوشه بأعداد من الفرس وأقام عرسا جماعيا هائلا بين الشرق والغرب عندما تزوج ألوف الإغريق بالفتيات الفارسيات وتزوج هو من أميرة آسيوية. كانت لدى الاسكندر خطط لغزو شبه جزيرة العرب وشمال بلاد فارس وكانت لديه خطة لغزو الهند و روما و قرطاجة و غرب البحر الأبيض ، لكن في يونيو سنة 323 ق.م وهو في بابل أصيب الاسكندر بالحمى وتوفي بعد ذلك بعشرة أيام ولم يكن وقتها قد بلغ الثالثة والثلاثين من عمره. ولم يكن الاسكندر قد عين من يخلفه فلذلك سرعان ما انقسمت امبراطوريته ، وفي الصراعات التي وقعت من بعده قتلت أمه وزوجته وأولاده وتمزقت امبراطوريته بين قواده العسكريين. لأن الاسكندر قد مات صغيرا ولم يهزم قط فقد ذهب المؤرخون في خيالهم بعيدا جدا وتساءلوا : ما الذي كان سيحدث لو عاش الاسكندر طويلا؟ فلو زحف بجيوشه غربي البحر الأبيض لانتصر حتما وبذلك يتغير تاريخ أوروبا ، ولاشك أن شخصية الاسكندر كانت فاتنة لكل الأقلام وكانت مثيرة للخيال فكان بطلا لكثير من الأساطير ولاشك أن طموحه هو الذي جعله أعظم مقاتلي التاريخ وهو يستحق هذا اللقب بدون شك ، فهو كمقاتل كان غاية في الشجاعة والقدرة وكقائد للجيوش كان رجلا فذا لم يخسر معركة واحدة طوال أحد عشر عاما. درس الاسكندر الشعر الإغريقي وحفظ الكثير من قصائد هوميروس واستوعب فلسفة "أرسطو" ، ولكنه لما أيقن أن الإغريق ليسوا وحدهم المتحضرين في العالم غير أفكاره وكان في ذلك سابقا على كل مفكري عصره ، وكانت أخطر آثار الاسكندر هي التقريب بين الحضارة الإغريقية وحضارة الشرق الأوسط فنشر حضارة الإغريق في إيران وبين النهرين وسوريا وفلسطين ومصر. اسس الاسكندر العديد من المدن أثناء غزواته أشهرها الاسكندرية في مصر والتي سرعان ماأصبحت إحدى المدن الكبرى في العالم القديم وكانت مركزا للثقافة والدراسة وأنشأ مدنا أخرى مثل هيرات في أقغانستان. كان الاسكندر قصير النظر في عدم تعيين خليفة له على الرغم من مخاطرته في حروبه وهذا وحده هو الذي اسقط امبراطوريته ومزقها بعد وفاته.
|
|