A.Lakdib المدير العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 2398 نقاط : 10958 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
| موضوع: مارتن لوثر الإثنين 9 سبتمبر - 0:48:57 | |
|
مارتن لوثر ................... إنه الرجل الذي تحدى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية فقد استهل مرحلة الاحتجاج الاصلاحي ضد الكنيسة فيعتبر بذلك صاحب نظرية البروتستانتية. ولد مارتن لوثر عام 1483م في مدينة اسليبن في ألمانيا ، درس القانون في الجامعة بتشجيع من والده , وحصل على الدكتوراه في اللاهوت من جامعة فيتنبرج ثم عمل مدرسا بها. احتجاج مارتن لوثر على الكنيسة نما بالتدريج فبعدما سافر إلى روما عام 1510م صدمه مارأى عليه أحوال رجال الدين. ولكن الذي صدمه أكثر هو تلك التجارة التي انشغلت بها الكنيسة وهي تجارة صكوك الغفران فقد كانت الكنيسة الكاثوليكية تبيع الجنة للمؤمنين فهي التي تعفو عن الخطايا وهي التي تقدر سلفا فترات العذاب التي يقضيها المذنبون في النار أو الجنة. في 31 أكتوبر سنة 1517م علق احتجاجا صارخا على باب كنيسة مدينة فيتنبرج وضم هذا الاحتجاج 95 اعتراضا على كنيسة روما وأدان فيها صكوك الغفران ثم أرسل صورة من هذا الاحتجاج إلى كبير أساقفة مدينة ماينس ليتناقلها الناس في كل مكان. اتسع نطاق احتجاج مارتن لوثر على كنيسة روما بل إنه ذهب لأبعد من ذلك فاحتج على سلطان البابا نفسه وعلى المجتمع البابوي ورأى أن كل إنسان يجب الا يخضع إلا لسلطان الكتاب المقدس وحده. بعد ذلك استدعته الكنيسة لعدم ارتياحها غلى هذه الثورة فأدانته واتهمته بالإلحاد وحرمت مؤلفاته. من أعظم أعمال لوثر ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الألمانية فأصبح من السهل على أي إنسان أن يقرأ الكتاب المقدس دون الاعتماد على كهانة الكنيسة كما أن أسلوب لوثر الرائع قد أثر في الأدب الألماني المعاصر. أهم نظريات لوثر استمدها من القديس بولس وهي أن الإنسان قد لوثته الخطيئة وأن العمل الطيب لايمكن أن يطهره من هذه الخطيئة إنما الإيمان فقط هو الذي يطهره أي إرادة الله وعفوه . لذلك فما تقوم به كنيسة روما من بيع العفو على الناس عمل يتنافى مع الدين بل هو الكفر نفسه فليس للكنيسة الحق في أن تكون وسيطا بين الإنسان وربه وعلى ذلك فلا مبرر لما تقوم به الكنيسة الرومانية. وأنكر لوثر أن يكون القسيس أعزب مدى الحياة ولذلك تزوج من راهبة وأنجبا ستة أطفال وتوفي لوثر عام 1546 أثناء زيارته للمدينة التي ولد فيها. لم يكن مارتن لوثر أول من احتج على الكنيسة الرومانية فقد سبقه إلى ذلك رجل آخر هو "يان هوس" في ولاية بوهيميا وكذلك سبقه الباحث الانجليزي "جون وايكليف" في القرن الرابع عشر وربما اعترفنا أن العالم الفرنسي "بييرفالدو" من القرن الثاني عشر هو أحد رواد الاحتجاج على الكنيسة الرومانية. ولكن تأثير هؤلاء المحتجين كان محليا أما احتجاج مارتن لوثر عام 1517م كان عاما أي احتجاج على كل شيء قديم تقليدي ولذلك فمن حقه أن يكون أبا للاصلاح في الفكر الأوروبي كله. ومن آثار احتجاج لوثر قيام الحروب الدينية في أوروبا وكانت هذه الحروب دموية صارخة وكذلك الصراعات السياسية بين الكاثوليك والبروتستانت لعبت دورا خطيرا في تشكيل السياسة الأوروبية طوال القرون التالية. كما أن هذا الإصلاح كان له اثر فكري خطير في أوروبا الغربية فقبله لم تكن هناك غير كنيسة واحدة مستقرة وراسخة هي الكنيسة الكاثوليكية وكل خلاف معها يوصف بالزندقة والإلحاد ولكن بعد الاصلاح الذي تزعمه لوثر لم يعد هناك خوف من مراجعة كل الأفكار والنظريات القديمة أي الانطلاق في كل المجالات. هنا نقول أن البروتستانتية نفسها لم تكن متسامحة فقد أدى التعصب لها إلى حروب في ألمانيا نفسها بل كانت أعنف من الحروب التي اشتعلت في بريطانيا . وكان مارتن لوثر أعدى أعداء اليهود ولذلك يمكن القول أنه أبو النازية التي أحرقت اليهود في القرن العشرين. ويمكن أن يقال أيضا أن ثورة مارتن لوثر لم تكن ضد الكنيسة الكاثوليكية وحدها وإنما كانت لاعتبارات قومية أيضا فلا تتحكم إيطاليا في المانيا ولذلك حظي لوثر بالكثير من التأييد الرسمي لفلسفته.
|
|