A.Lakdib المدير العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 2398 نقاط : 10958 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
| موضوع: ماو تسي تونج الإثنين 9 سبتمبر - 0:49:48 | |
|
ماو تسي تونج......................هو الرجل الذي تزعم الحزب الشيوعي الصيني لمدة 27 عاما استطاع خلالها أن يقوم بتحولات فكرية خطيرة ليس لها نظير في تاريخ الصين. ولد ماو في 26 ديسمبر 1893 في مقاطعة هيوفن من أب فلاح وعندما كان في الثامنة عشرة من عمره قامت الثورة ضد سلالة تشينغ وبعد شهور من قيامها انتهت الملكية وأعلنت جمهورية الصين، التي لم تعرف حكومة مستقرة فكانت قاعدة لحرب أهلية مسببة الفوضى وظلت الصين كذلك حتى 1949. أراد ماو ان يصبح استاذاً فدخل جامعة بكين في 1918 وهناك اعتنق الشيوعية كونه يسارياً في أفكاره وفي 1920 كان واضحاً انه ماركسي متعصب كعشرات الصينين وفي يونيو 1921 أصبح واحداً من الاثني عشر الذين أسسوا الحزب الشيوعي في شنغهاي. وترقى فيه ببطء فكان زعيمه في 1937. وضع الحزب خطة بطيئة التقدم للاستيلاء على الحكم وبعد أن أغتيل عدة قادة شيوعيون أصبح ماو القائد الوحيد وفي عام 1947 بدأ التحرك لقلب نظام الحكم بزعامة شيانج كاي شيك، وفي 1949 انتصرت القوات الشيوعية، كان ماو في السادسة والخمسين، اما بلاده فكانت قد انهكتها الصراعات والحروب في حال من الفقر والتخلف والجهل، وهرب شيانج إلى تايوان. استخدم ماو اساليب عنيفة ليحكم قبضة الحزب على السلطة في الصين فقتل العديد من أعداء الثورة بعضهم من قادة الثورة المعادية له واخرين من الامبرياليين ومن الرجعيين السياسيين وقطاع الطرق. حين تولى الحكم أراد أن يخطو خطوة كبيرة في تحويل الصين إلى دولة عصرية متمدنة فقد توسع في التصنيع والتعليم والعناية بالصحة والتربية الوطنية والتنمية وهذه التغيرات وإن كانت هائلة فقد حدثت في كثير من البلدان التي عاصرته ولهذا لاتشفع له في أخذ هذا المكان بين الخالدين. ومن التحولات الهائلة أيضا تحويله النظام الصيني من الرأسمالية إلى الاشتراكية كما أنه اتخذ النظام الشمولي في السياسة أي سيطرة الرجل الواحد على الحزب الواحد فاستخدم كل أجهزة الدولة في الدعاية له كما أنه أحدث ثورة في النظام الاجتماعي كما فعل سياسيا واقتصاديا فبعد أن كان الصينيون يقدسون الأباء والأجداد أصبحوا يقدسون الوطن وأصبح ولاءهم للوطن وحده وبسبب ذلك انتهت تعاليم كونفوشيوس تماما. ولم يكن ماو وحيدا على خشبة المسرح السياسي الصيني وانما ساعده آخرون وإن ظل هو أخطرهم وأعظمهم تأثيرا حتى وفاته . ومن أهم مشاريعه مشروع القفز خطوة إلى الأمام في نهاية الخمسينيات والذي نادى بإقامة المشروعات الصغيرة في المزارع والقرى الصغيرة. وهناك مشروع آخر كان أخطر هو مشروع الثورة الثقافية في الستينيات فقد كانت ثورة مخيفة حيث أن ماو اتخذها فرصة لتصفية حساباته مع البيروقراطية في الحزب الشيوعي. كان ماو يعتقد في مستهل حياته الثورية أن السند الأكبر لحزبه هو العمال في المدن وهي فكرة تتفق مع تعاليم ماركس ولكنه في عام 1925 غير رأيه عندما وجد أن ظروف الصين مختلفة تماما فقرر أن يرتكز الحزب على الفلاحين ولذلك فإنه اعتمد على الفلاحين خلال كفاحه الطويل ضد الحكومة الوطنية وظلت هذه فلسفته طوال عهده في حكم الصين فكان اسلوبه عكس اسلوب ستالين الذي اعتمد على التنمية الصناعية بالرغم من ذلك فقد حقق تقدما كبيرا في مجال الصناعة.
|
|